عبد الإله البسيوني

عبد الإله البسيوني الرئيس التنفيذي لـ إرابيا بيكتشرز: نجاح "رحلة 404" انعكاس لجودة الخطط الاستراتيجية للمجموعة والتمويل السعودي ساهم في انتشاره عربيا

خبر صحفي
12 فبراير 2024

الصدى الكبير الذي حققه فيلم "رحلة 404" في دور العرض الخليجية، دفع للسؤال حول الجهات التي تقف خلف المشروع وفي مقدمتها مجموعة إرابيا بيكتشرز، الشريك السعودي في إنتاج الفيلم الذي قامت ببطولته النجمة منى زكي وأخرجه هاني خليفة، بمشاركة المنتجين المصريين محمد حفظي وشاهيناز العقاد.

في هذا الحوار نعرف من الرئيس التنفيذي لإرابيا بيكتشرز عبد الإله البسيوني قصة الشركة مع هذا الفيلم، الذي تعثر إنتاجياً أكثر من مرة قبل أن تتدخل إرابيا بيكتشرز وتعطي المشروع دفعة قوية للأمام، كما يكشف البسيوني عن مخططات الشركة لعام 2024، والجديد في مهرجان الفيلم الأوروبي حيث تقام دورته الثالثة هذا الصيف، والاستعداد لإنتاج فيلمين سعوديين جديدين خلال المرحلة المقبلة.

حدثنا عن ردود أفعال الجمهور السعودي بشأن فيلم "رحلة 404" وعن الصدى الذي أحدثه في المملكة عقب طرحه مؤخرًا بالسينمات.

ردود أفعال الجمهور تجاه الفيلم كانت جيدة للغاية، حتى إن الإقبال عليه كان كبيرًا، خاصة يوم الافتاح الذي شهد حضورًا أكثر من العدد المقرر له، فالسجادة الحمراء التي أقيمت للفيلم كانت على درجة عالية من الاحترافية، والقنوات التي قامت بالتغطية يومها لم تتحدث عن الفيلم إلا بكل إيجابية، وكل من شاهد العمل نفسه خرج منه سعيدًا بالمحتوى الذي رآه، إذ كانت القصة تتضمن رسالة جيدة وكل ممثل فيه أدى دوره بشكل صحيح، خاصة الفنانة منى زكي التي نالت من قِبل الحضور إشادات واسعة.

وربما يمكن أن نلمس ردود أفعال الجمهور من خلال موقع "إكس"، حيث قام البعض بكتابة آرائهم حول الفيلم وهم ما زالوا بداخل قاعة العرض، وهذا الأمر يؤكد أن ردود الفعل تلك حقيقية ولا تتضمن أي مجاملات.

عرض فيلم "رحلة 404"
عرض فيلم "رحلة 404"

لماذا تحمست شركة "إرابيا بيكتشرز" للمشاركة في إنتاج فيلم "رحلة 404"؟

في البداية، لا بد أن تعرف أن الفيلم تعثر إنتاجيًا لسنوات عديدة بسبب اختلاف في وجهات النظر، وحينما تبنّى المنتج محمد حفظي أمر الفيلم حدثنا عنه ونوّه في البداية إلى أن العمل درامي وليس كوميديًا، ووجدنا في الحقيقة أنه يحتوي على قصة مهمة ويشارك فيه نجوم كبار ومحترمين للغاية، لذا قررنا أن نشارك فيه، خاصة أنه يتحدث عن رسالة هامة للغاية، وهي أن الإنسان مهما فعل في حياته من ذنوب فإن الله غفور رحيم يقبل التوبة في أي وقت. فالفيلم به وازع ديني قوي ورسالة قوية للمتفرج، وذكّرني في الحقيقة بفيلم "العار" الذي تم إنتاجه في زمن الفن الجميل.

 حدثنا عن دور الشركة كمنتج مشارك.. هل قامت بمهام أخرى غير الدور التمويلي للفيلم؟

قامت الشركة بثلاث مهام غير تمويل الفيلم، فقد ذاكرنا السيناريو مع الجهة الإنتاجية الأخرى وتحدثنا معهم بشأن بعض المشاهد، وكنا مستشارين في الناحية الخاصة بالتوزيع، هذا بخلاف قيامنا بالتسويق، ومن المنتظر أن نستمر في هذه المهمة لمدة شهر آخر.

ويهمنى التأكيد هنا على أن استراتيجية إرابيا بيكتشرز لتقديم محتوى سينمائي متميز خرجت بإلهام من رؤية 2030، فيما يتعلق بالقوة الناعمة ودورها في تحقيق التطور والتنمية المستدامة، وتعزيز هوية المملكة الثقافية داخليًا وخارجيًا، وهو ما سيتأكد من خلال المشروعات الجديدة التي تعمل الشركة على تحضيرها للتنفيذ خلال العام الجاري.

صناع فيلم "رحلة 404"
صناع فيلم "رحلة 404"

 تتعاون شركة إرابيا بيكتشرز مع الاتحاد الأوروبي لتنظيم مهرجان السينما الأوروبية للعام الثالث على التوالي.. فهل سيكون هناك أي جديد في الدورة المنتظرة؟

جلست مع السفير الجديد وتحدثت معه بشأن الدورة المقبلة، وبدى متحمسًا للغاية لعمل أشياء جديدة، إذ اقترحت عليه أن يشمل المهرجان السينما والثقافة ولا يقتصر على عرض الأفلام فقط، وأقصد بالثقافة هنا استعراض كافة أوجهها من موسيقى وطعام وتذكارات وغيرها، فأنا أريد أن يدخل المشاهد إلى الفيلم أيًا كانت دولته سواء إيطاليا أو فرنسا أو غيرها، ويخرج ليجد أجواء هذه الدولة خارج القاعة.

هل من الممكن أن نرى المهرجان يقام في السنوات المقبلة في عدة مدن داخل المملكة؟

حتى الآن ما زلنا نناقش هذا الأمر، إلا أنه مرتبط بالميزانية التي تأتينا من قِبل الاتحاد الأوروبي، وهي في الحقيقة محدودة للغاية، لكن يمكن أن تتيسر هذه الفكرة إذا أصبح هناك رعاة للمهرجان.

علمت أنك تفضل الأفلام الأكشن أكثر من الكوميدي الذي يميل له أغلب الجمهور السعودي، فهل من الممكن أن تغامر شركة إرابيا بيكتشرز في إنتاج الأعمال الأكشن أم تفضلون المشاركة وفقًا للدراسات الخاصة بالسوق؟

المقياس الأول والأخير هو ما يفضله الجمهور، لكن لا بد أن نأخذ في الاعتبار أن السوق لا يمكن أن يتضمن نوعًا واحدًا من الأعمال، فلا يمكن أن يكون كوميديًا فقط أو أكشن فقط، ولكن يجب أن يكون متنوعًا، مع العلم أنه يوجد بالفعل أفلام تتضمن أحداثها الكوميديا والأكشن في الوقت ذاته.

بشكل عام أنا مع نبض الشارع، شرط أن يكون المحتوى هادف وبه رسالة واضحة، فأنا لست من أنصار الإنتاج من أجل الربح فقط، وإنما يجب أن يعود الأمر على المجتمع بشكل جيد.

شركة إرابيا بيكتشرز تساهم في إنتاج فيلم "رحلة 404"
شركة إرابيا بيكتشرز تساهم في إنتاج فيلم "رحلة 404" 

 تعمل شركة إرابيا بيكتشرز منذ زمن على القيام بعدة مهام من بينها الدعاية والإعلان والتوزيع والإنتاج، فهل تعمل الشركة حاليا على القيام بأدوار جديدة؟

لقد توليت مهامي في الشركة منذ 5 شهور، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل على تغيير الاستراتيجية الكاملة للشركة، حيث أصبحت تتضمن 5 محاور رئيسية، فالإنتاج والتوزيع والإعلان كانت أمور موجودة منذ البداية وما زالت حتى الآن، أما الجديد هو أننا قمنا بعمل جزء خاص بإدارة المشاريع وأصبحت هناك مشاريع كبيرة مع الحكومة على مستوى الوزارات والهيئات الحكومية، والمهرجان الأوروبي يندرج تحت إدارة المحتوى وإدارة المشاريع، بجانب ذلك لدينا إدارة خاصة بالتقنية والتكنولوجيا.

وحرصنا على أن تكون هذه الإدارات متكاملة بحيث تكون الدورة المالية داخل الشركة ولا نحتاج للجوء إلى شركة أخرى لأداء إحدى المهام، وهذا أمر أثّر بالتأكيد على دخل الشركة وهيكلها التنظيمي، مما يعد تحولا كاملا يأخذ الشركة لمستوى أكبر مما كانت عليه.

فيلم "رحلة 404" 
فيلم "رحلة 404" 

هل ستركز الشركة في عام 2024 على المشاريع الإنتاجية أم التوزيع؟

الجزء الخاصة بالتوزيع بالنسبة لنا يمكن أن يتم بشكل منفصل، إذا يمكن أن نتعاون مع أي جهة خارجية لتوزيع أعمالها، ونفس الأمر لكل إدارة، لكن المميز هو أنني يمكن أن أعمل على إنتاج فيلم كامل ويكون لدي اكتفاء ذاتي يجنبني اللجوء لشركات أخرى، ونحن نعمل حاليا على إنتاج فيلمين سعوديين إنتاجا كاملا، وهدفنا الفترة المقبلة التركيز على تلك الناحية، تلبيةً لاحتياجات الشارع السعودي في هذا الشأن.

حتى الآن يميل الجمهور السعودي للإقبال على الأفلام الأمريكية بالسينمات، فمتى يمكن أن يعطي أولوية للأفلام السعودية؟

الفيلم السعودي ما زال يأخذ خطواته الأولى في السوق، وبدأت تتواجد بالفعل بعض الأعمال التي حققت نجاحًا كبيرًا مثل "هجان" وغيره، وتلك الأفلام على درجة عالية من الاحترافية من حيث التصوير والقصة وممثليها المبدعين، لكن ليس من الممكن أن تنضج السينما السعودية خلال 3 سنوات فقط، لا بد أن تأخذ مرحلة النضج وقتها الكامل، وأعتقد أن التحول الكبير الذي حدث معنا في الشركة سهّل علينا المهمة بنسبة كبيرة، فالعمل الذي كان يستغرق شهرًا كاملا على سبيل المثال أصبح يستغرق أسبوعًا، فمع تلك الخطوات المتسارعة لا يمكن أن أحدد مدة معينة، إذ يمكن أن نحتاج 10 سنوات أو أكثر، فلا يمكن مقارنة السينما السعودية التي بدأت مؤخرًا في الازدهار بنظيرتها المصرية التي بدأت في أربعينيات القرن الماضي على سبيل المثال.

 

حدثنا عن دور هيئة الأفلام وما تقدمه للصناعة حاليًا؟

هيئة الأفلام لها دور كبير في الوضع الحالي بشكل إيجابي، حيث تقوم بتقديم دعم من خلال الصندوق الثقافي، وتعمل على تسويق الأعمال بالتعاون مع المنتجين وشركات الإنتاج، وتركز حاليًا على تعليم الصناعة ونشر الثقافة في هذا المجال من خلال عمل دورات مجانية لتعليم السينما والإخراج والمونتاج وغيرها من الأمور الهامة في مجال الأفلام.

لفت نظري التنوع الكبير في مسيرتك ما بين التسويق والإعلان والسينما وغيرها.. فمن هو عبد الإله بسيوني؟

قصتي طريفة إلى حد ما، فأنا درست التسويق والإعلان في الولايات المتحدة الأمريكية، وحينما عدت إلى السعودية عملت في مجال الدعاية والإعلان، وكان من الصعب أن أعمل وقتها في السينما لأنها لم تكن متاحة في الأساس، واتجهت بعد ذلك للتسويق داخل البنوك لمدة 15 عامًا، وهو ما أصقل مهاراتي بذلك المجال، فبدأت كمسئول تسويق إلى أن وصلت لمدير عام، وخلال هذه الفترة كان أغلب عملي على تسويق المنتجات البنكية بجانب عمل الإعلانات المرئية والمسموعة.

وإن جاز التعبير، فقد كنت في مرحلة وسط بين عملي في البنوك وبين وجودي في الإعلام، وبالنسبة لي كان التصوير السينمائي والفوتوجرافي هو شغفي منذ البداية، إلا أن طابع البيزنس كان طاغيًا، وطُلب مني بعد فترة أن أكون مسئولا عن أحد البرندات القوية في السعودية الخاصة بسوق المال، ونتج عنه مشروع "مدى" وأحدث تحولات كبيرة في المملكة، حيث اتجه الناس لاستخدام الكريدت بدلا من الكاش بنسبة 80% أو أكثر، وهو ما جنّبنا العديد من المشاكل التي تنتج عن استخدام الكاش في السوق من أبرزها عمليات الاحتيال.

استقطبتني وزارة الاقتصاد والتخطيط بعد ذلك لأشارك في ملف عمل استراتيجية رؤية 2030، وتم عمل عدة إنجازات كبرى، ومن بعدها استقطبتني وزارة الإعلام وكلفتني بالإشراف على هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقمت بعمل عدة تحولات كبرى تتماشى مع الرؤية الوطنية، ونتج عن ذلك تطوير استراتيجة قطاع الإعلام، وعمل قناة إذاعية خاصة بالجنود في منطقة الحد الجنوبي، بالإضافة إلى استراتيجية قناة SBC، وقمت بإطلاق أول سينما سعودية، وأول محطة إذاعة باللغة الإنجليزية بشكل احترافي.

اضطررت بعد ذلك السفر لفترة للولايات المتحدة الأمريكية بسبب مرض والدي رحمه الله، وحينما عدت كانت الأجواء مواتية للعمل في مجالات أخرى، ومنها القوة الناعمة إحدى ركائز رؤية 2030، وذلك من خلال استثماري وعملي في إرابيا بيكتشرز.