The Passionate Rebels.. شخصيات عربية ملهمة يجمعهن الشغف والأسلوب الخاص

The Passionate Rebels.. شخصيات عربية ملهمة يجمعهن الشغف والأسلوب الخاص

مشاعل الدخيل
8 يناير 2024

قوة المرأة تكمن في شغفها، في قدرتها على تحقيق أحلامها وأحلام غيرها، في إصرارها الناعم وسيطرتها على زمام الأمور. مع بداية السنة الجديدة، نستقي إلهامنا من المرأة التي كافحت من أجل رؤيتها، اجتهدت بصمتها لتتكلم أعمالها عنها، للمرأة التي لم تكتفِ بإنجاز واحد فقط، بل ما زالت تسعى لتغيير الصورة النمطية التي رسمها لها مجتمع مبني على أعراف انتهت صلاحيتها. تعرفوا معنا إلى خمس شخصيات ملهمة من مجتمعات وخلفيات مختلفة يجمعهن الشغف وتمسكهن بأهمية التعبير عن ذاتهن بأسلوبهن الخاص، ليكن قدوة ومثالا يحتذى به للإنجاز وتحقيق الأهداف.

الفنانة السعودية نجـــم بطلة فيلم "أحلام العصر": لا أعتقد أن ظهوري المختلف تحدٍّ للمجتمع أو على الأقل ليست هذه نيتي

الفنانة السعودية نجـــم بطلة فيلم "أحلام العصر"

من صانعة محتوى إلى ممثلة على الشاشات الكبيرة، جذبت نجم المشاهدين والمتابعين بأسلوبها الجريء وعفويتها البريئة في صناعة محتوى قريب إلى الجماهير الشابة، من خلال مقاطع الموسيقى والتمثيل السريعة على منصات التواصل. هي الآن تعيش مرحلة انتقالية في حياتها المهنية التي تصور واقع مجتمع بأسلوب فكاهي وطريف. تشاركنا نجم في هذا الحوار بعض التفاصيل عن حياتها الخاصة، ونظرتها للتعبير عن ذاتها في مجتمع قد لا يتقبل الاختلاف.



من صناعة المحتوى إلى التمثيل، هل كانت نقلة طبيعية أم واجهتك تحديات؟

 طبعا واجهت بعض التحديات، لكن بطبيعة الحال هي تحديات لازمة لإتمام أي مشروع ضخم، وتعلمت من خلالها الكثير. وأنا متحمسة لتعلم المزيد.

حدثينا عن دورك في "أحلام العصر".

دوري يتمثل في شخصية مليئة بالأحلام والأحقاد في الوقت ذاته. أحلام اسم على مُسمى، إصرارها على تحقيق أحلامها بنفسها، واستعجالها في إصدار الأحكام، بإمكاننا تشبيهها بكل بنت في الفترة العمرية ذاتها. وبإمكاننا القول إنه لا مثيل لها.

ظهورك دائما جريء ومختلف، هل ترين أن التعبير عن الذات من خلال المظهر والأزياء تحدٍّ للمجتمع؟

لا أعتقد أن ظهوري المختلف تحدٍّ للمجتمع، أو على الأقل ليست هذه نيتي، أرى أن هناك أنواعا كثيرة من الجمال والموضة التي تبدو لأول وهلة غريبة. ولذا أحب البحث عن أصولها وما ترمز إليه من معانٍ جميلة تضيف إلى حياتي اليومية.

هل تغيرت لديك مفاهيم الحياة؟ اذكري لنا مواقف وتجارب مررتِ بها، ووجدت نفسك تتحدين مقاومات التغيير.

أرى أن مفهوم مقاومة التغيير قد تغير في نظري، فتوصلت لفهم أن المقاومة واجبة علينا في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى يجب علينا أن نفسح مكانا للتغيير، حتى تُفتح لنا أبواب معرفة جديدة نزدهر بها.

سمر بوجسيم صانعة محتوى من الإمارات: أعتقد أن معظم النساء اللاتي لديهن الجرأة على أن يكن مختلفات ومعبرات سوف يمررن بعقبات في مرحلة ما حتى تُكسر الأعراف الاجتماعية

نساء عربيات ملهمات

تصوير:Jullz Bek
تنسيق أزياء وماكياج: Zeina Issa
تصفيف شعر: Kavya Raj Powell
استديو: Dahoul Studios
إدارة: Imaginary Friend

 

سمر بوجسيم، شخصية طبيعية وشفافة تمتلك حُبّا وحسا قويا للموضة والأزياء والجمال، وتحب التعبير عن كل ما يستهويها من خلال مشاركاتها أسلوب حياتها على تطبيقات التواصل الاجتماعي، بين حبها للأسفار وتجربة أماكن جديدة، وجلسات التصوير التي تستعرض فيها الموضة بأعينها وأسلوبها الخاص ممتزجة بحس جذاب للنوستالجيا وبصمتها الخاصة. شخصية مثيرة للجدل أحيانا بتعبيرها البصري من خلال الصور، لا تختبئ سمر وراء قواعد وشروط وأحكام، وفي الوقت ذاته تعتز بهويتها، وتعتبرها جزءا كبيرا منها اليوم.

 

من الآمن أن نقول إنك غيرتِ الطريقة التي يجب أن تبدو بها الفتاة الخليجية، ما شعورك حيال ذلك؟

أعتقد ذلك، إنه أمر رائع، أعني أنني عندما كبرت، شعرت دائما بالاختلاف من حيث كون أمي من الولايات المتحدة وأبي من دبي، استفدت من أفضل ما في الثقافتين. وأعتقد أنني كنت أول فتاة إماراتية تظهر على منصات التواصل علنا وبشكل صريح من خلال نشر صوري الشخصية على إنستغرام. وفتحت أبوابا لبعض النساء الخليجيات للتعبير عن أنفسهن. تعرضت لبعض ردود الفعل العنيفة أثناء نشأتي، لكني أعتقد أن معظم النساء اللاتي لديهن الجرأة على أن يكن مختلفات ومعبرات سوف يمررن بعقبات في مرحلة ما حتى تُكسر الأعراف الاجتماعية.

حدثينا عن أعظم إلهاماتك.

أعظم مصادر إلهامي تأتي من السفر. وكذلك الموضة والموسيقى القديمة. منذ أن كانت أمي حاملا بي، كانت تضع سماعات الرأس على بطنها حتى أتمكن من الاستماع. كانت جدتي أيقونة الموضة بالنسبة لي، فعندما كنت طفلة كنت أضيع في خزانة ملابسها وأنا أرتدي الكعب العالي والمعاطف؛ لقد تأكدت دائما من أنها تبدو بأفضل حالاتها كل يوم، حتى لو كان ذلك لنفسها فقط. وأخيرا، ورثت حبي للسفر من والدي، معا وبشكل مستقل. إنه يلهمني دائما لتعلم أشياء جديدة عن الثقافات حول العالم، والتواصل مع المبدعين يلهمني.

كيف تؤثر الاتجاهات الحالية في الموضة في أسلوبك كشخصية مبدعة؟ وهل تقاومين أم تتبنين اتجاهات الموضة؟

لأكون صادقة تماما، فأنا أقدر الاتجاهات، ولكني شخصيا أفضل تجنبها. أحب تبني أسلوبي الفريد وأن أكون مختلفة.

هل تتفقين على أن كسر القواعد ضروري في بعض الأحيان؟

بالتأكيد، وهذا التصريح يأتي من شخصية جريئة مثلي! في بعض الظروف عندما يتعلق الأمر بأن تكون صادقا مع ذاتك. أعتقد أن كسر القواعد أمر ضروري. لدينا حياة واحدة لنعيشها، لماذا تريد أن تكون شخصا آخر غير نفسك؟

كيف تصفين ذوقك الجمالي؟

عندما يتعلق الأمر بذوقي الجمالي، يجب أن أقول إن الأمر كله يتعلق بتلك الأجواء المثيرة. أنا معجبة تماما بجماليات ستايل Grunge وY2K والتسعينيات. أعثر على الكثير من القطع الرائعة والفريدة من نوعها من رحلاتي، فهذا هو الشيء المفضل لدي! إنها مثل هوايتي. الموضة المستدامة مهمة بالنسبة لي وصديقة للبيئة.

بمناسبة دخول السنة الجديدة، ما الذي ينتظر سمر في المستقبل؟

لدي قوائم لا حصر لها من الأماكن التي أرغب في رؤيتها والتجارب التي أرغب في تجربتها. أسافر كثيرا، وعلى الرغم من أن دبي هي مدينتي الأصلية، إلا أنني أرى نفسي أبني منازل لنفسي في جميع أنحاء العالم أيضا. أنا أيضا فتاة ريفية في أعماقي. لقد نشأت في منزل لمحبي الحيوانات وكان لدي أكثر من 20 حيوانا أليفا، تم إنقاذ الكثير منها؛ فحيثما انتهى بي الأمر؛ من المحتمل أن يكون معي أسطول من الحيوانات الأليفة، وربما أفتح يوما ما مأوى للحيوانات. عندما يتعلق الأمر بالمشاريع، فأنا أستمتع بالعديد من أشكال التعبير المعاصر من الأزياء والتوفير والتصميم الداخلي والهوس الشديد بالماتشا، لذلك أرى نفسي بالتأكيد أستكشف كل نقاط الشغف هذه أيضا.

فجر حسين عارضة أزياء ومهندسة مدنية من الكويت: ممتنة لوجودي في زمن يعطيني فرصة كبيرة أعبر فيها عن نفسي


فجر حسين عارضة أزياء ومهندسة مدنية من الكويت

المجتمع العربي اليوم ربما لا يزال يتوجس ريبة من الإختلاف والتجديد، وخاصة إن لم يكن يطابق الصورة النمطية التي رسمت من ذي قبل. عرض الأزياء ما زال أمرا جديدا في المجتمعات الخليجية، فهو مجال مختلف بحد ذاته، وإن كان تقليديا وعنصرا أساسيا في عالم الموضة أن تكون عارضة اليوم ليس مثل ذي قبل. معايير الجمال أصبحت أكثر شمولية، والتعبير عن الذات فيها أصبح أمرا محتما. تحكي لنا المهندسة وعارضة الأزياء فجر قصة دخولها هذا المجال، وحرية التعبير عن الذات من خلال العمل في مجالات متنوعة.

كيف وجدت نفسك في مجال الأزياء؟

منذ طفولتي كنت أحب تنسيق الأزياء بطريقة مختلفة. أعتقد أنه شيء وجد معي بالفطرة لكن دخلت هذا المجال حرفيا عندما عرض علي أحد أصدقائي أن يصورني كجزء من مشروع تصوير، وأنا وافقت. ومن بعد جلسة التصوير هذه عرفت أن هذا المجال لي، ووجدت نفسي فيه، ويناسبني كثيرا.

تعرفين بنفسك بأنك مهندسة وعارضة ومنسقة؟

تخصصي علمي، حيث أحمل شهادة في مجال الهندسة، وأصنف نفسي عارضة أزياء بطريقة مختلفة، إضافة إلى حبي لتنسيق الأزياء.

هل أصبح العالم يمنحنا حرية العمل في مجالات مختلفة في آن معا؟

طبعا، الإنسان عنده القدرة على أن يبدع في أكثر من مجال في وقت واحد. أشجع الجميع على أن يجربوا كل مهنة يميلون إليها، إلى أن يجدوا مكانهم في وظيفة أو مسار يمارسون إبداعاتهم فيها.

هل تعتبرين نفسك مختلفة؟ وما تعريف المختلف في زمن يشجع على التعبير عن الذات؟

نعم أعتبر نفسي مختلفة، خصوصا في مجتمعي. الاختلاف يكمن في طريقة تعبيري عن شخصيتي من خلال الملابس التي أختار أن أرتديها. البعض يتقبل ذلك ويحبه بل وربما يستوحي مني. وهنالك فئة لا تحب ولا تقدر هذا الاختلاف، ولا تتقبل الناس التي لا تشبهها. أنا ممتنة لوجودي في زمن يعطيني فرصة كبيرة أعبر فيها عن نفسي.

هل وضعت لنفسك خططا ومشاريع تتمنين تحقيقها في نهاية 2024؟

للأمانة لا توجد خطط معينة، ولكن التطور دائما هدفي في كل سنة.

نــوريـــة "دي جي" ومنتجة من السعودية: هناك شيء قوي جدا في رؤية امرأة تحتل مركز الصدارة

نــوريـــة "دي جي" ومنتجة من السعودية: هناك شيء قوي جدا في رؤية امرأة تحتل مركز الصدارة 

 

نورية "دي جي" ومنتجة موسيقية سعودية مختلفة حقا، اكتسحت صالات الموسيقى في العواصم العالمية، لتقدم فنا فريدا يستهوي هواة الموسيقى من حول العالم. تدمج الإيقاعات الغربية بالشرقية، وتخلق جوا موسيقيا باهرا من خلال حلقات موسيقية قدمتها المجتمعات، ومن أبرز جلساتها الموسيقية تلك التي كانت مع والدها وهو يعزف العود أمام حشد من الجمهور، وتتباهى بدمج موسيقى والدها بكل إبداع مع الموسيقى التي تمزجها من حول العالم. تحدثنا مع نورية عن رحلتها في عالم الموسيقى ومسؤوليتها تجاه المرأة لتغيير المشهد الموسيقي، ليكون أكثر شمولية وإنصافا لها.

من السعودية، إلى اليابان ومن ثم لندن، كيف تصفين رحلتك مع الموسيقى حول العالم؟

نشأتي في بلدان مختلفة سمحت لي بحمل حقيبة مليئة بالموسيقى المتنوعة. وقعت أذني في حب التقاليد والنظريات والمقاييس الموسيقية المختلفة. آذاننا مهيأة لسماع الموسيقى التي اعتدنا عليها كثيرا، وأنا سعيدة بالتنوع الموسيقي الذي تعرضت له منذ الصغر.

كيف استحدثت فن dance music على الطريقة الشرقية من خلال عملك وجرأتك وفنك؟

عندما دخلت عالم الموسيقى في لندن منذ 7 سنوات، كنت أضيف القليل جدا من موسيقى غرب آسيا وشمال إفريقيا إلى مجموعاتي بين مقطوعات الرقص المشهورة والمألوفة. اعتمدت على منصة الرقص لتعريف الجمهور بلطف إلى موسيقى تحمل أصواتا ساحرة وجميلة للغاية. أنشأت سلسلة فعاليات تسمى "وسط اللامكان" أو Middle of Nowhere التي كانت تعد بمنزلة ساحة لعب بالنسبة لي لطرح أفكار جريئة وتنظيمات كنت أرغب في رؤيتها تنبض بالحياة. كانت لدينا اشتباكات صوتية مثل الموسيقى اللاتينية وموسيقى SWANA (أي منطقة جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا) التي كانت تحظى بشعبية كبيرة. منصة الرقص هي أفضل مسرح لتعلم الموسيقى، وكانت وسيلتي لإظهار كيف تستحق أصوات SWANA مساحة متساوية مثل أي صوت آخر على طاولة الموسيقى العالمية. تتمثل أهداف "وسط اللامكان" في إظهار مدى انتشار أصوات تلك المنطقة، وإدخال موسيقى SWANA بطريقة أكثر جاذبية، بحيث يتم توسيع سوق الفنانين فيها، وإظهار كيف يمكن دمج الأصوات جنبا إلى جنب مع أي نوع آخر.

إلى أي حد من المهم بالنسبة لك التعبير عن نفسك من خلال الأزياء أثناء أدائك الموسيقي؟

الموضة مهمة بالنسبة لي بشكل خاص من الناحية العقلية. هناك شيء قوي في الشعور بالثقة فيما أرتديه قبل أن أصعد إلى منصة أو مسرح العرض. الملابس التي أختارها ليست أكثر من وسيلة فنية أخرى للتعبير عن نفسي، وتشبه الموسيقى التي أختار تشغيلها. بطريقة ما، أشعر بثقة أكبر عندما أرتدي الأقراط الكبيرة الملونة، تلك هي القطع المفضلة لدي لارتدائها.

يذكر أنك تطمحين إلى تغيير المشهد الموسيقي من خلال فنك، ما الاستراتيجية التي تتبعينها لتنفيذ ذلك؟

نعم! ترسل لي الكثير من النساء أسئلة حول كيفية البدء والدخول في مجال الموسيقى. هناك شيء قوي جدا في رؤية امرأة تحتل مركز الصدارة، وخاصة عندما تكون امرأة يمكنك أن تري نفسك فيها، أو يمكنك الارتباط بها. وبهذه الطريقة، لا آمل فقط أن أدعم المرأة في رؤية أنه من الممكن أن تكون الموسيقى مهنة، ولكن أيضا أن تكون لديها الثقة في أخذ مساحة. أنا دائما أعطي الأولوية للمرأة في أعمال الدعم الخاصة بي في عروضي وجولاتي الرئيسة حيثما أمكن ذلك. وسأستمر في تجميع تنسيقات صوتية جريئة لتحدي آذان الجمهور والمؤسسات الموسيقية. آمل أن تدفع كل هذه الاجتهادات المشهد في الاتجاه الصحيح.

مريم ساسي فنانة موسيقية من الجزائر: أعتقد أننا في عملية إنهاء استعمار عقولنا باعتبارها تصورنا كمجتمع متشابه، وهذا سيجعلنا نحتفل بتنوعنا أكثر

تصوير: Darwin Doleyres

تصوير: Darwin Doleyres

هوية جزائرية تحلق بصوتها القوي، لتنثر لونا موسيقيا جديدا في العالم الغربي. صوت عربي إفريقي يحدد ملامح جديدة للفن، ويخلق فرصا جديدة لابتكار وإبداع لون فني جديد ينصهر مع الأنماط الموسيقية العالمية. في لقاء خاص مع "هي" تكشف لنا مريم تحديات واجهتها للحصول على التقبل من مجتمعين متناقضين، وسعيها نحو إبراز جذورها وهويتها.

 

تطلقين على الموسيقى الخاصة مسمى Afro-Arab، كيف تعرفين بهذا اللون الموسيقى؟

اللون الموسيقي الذي أؤديه يحتوي على الكثير من التأثيرات، ووجدت أنه من الصعب تناسب هذا اللون الموسيقي مع المتطلبات الموسيقية. اعتبارا من الآونة الأخيرة قررت دمج المزيد من لغتي ولهجتي وجذوري الجزائرية مع الفن الذي أقدمه إلى صوتي الغنائي، وإدخال أصوات غنائية من الجزائر مع إيقاعات Afrobeat وRap وRnB وSoul.. يمكنك التعرف  إلى هويتي الحزائرية وتحديدا من الشمال من تنوع طبقات صوتي. أشعر بأن الموسيقى الجديدة التي سأطلقها في 2024 ستقدمني بشكل صحيح إلى العالم العربي، وليس بوسعي الانتظار! أود أن أخلق جسرا يصل الأصوات والأنماط الموسيقية ببعضها البعض، وهو ما يخلق تجربة فريدة للمستمع حول العالم.

هل الفن الموسيقي الذي تقدمينه قريب إلى العرب ودول شمال إفريقيا؟ وما مدى ارتباطك بهذا الجانب من هويتك؟

أعتقد أن مشروعي المستقبلي سيتواصل أكثر مع الجمهور في البلاد العربية وفي شمال إفريقيا. غالبا ما يكون الترابط ظاهرا في كلمات الأغاني والموضوعات التي أغني عنها، وكذلك تلميحات من تراث بلدي في ألحاني وأسلوب الإيقاع. أشعر بالقرب من ثقافتي الجزائرية. وبعد المشروعين الموسيقيين قررت أن أتجلى في المزيد من التأثيرات المختلفة من هويتي لإدخالها في الموسيقى الخاصة بي، بما في ذلك الغناء أكثر بلهجتي الأصلية.

باعتبارك مهاجرة جزائرية من كندا، ما التحديات التي واجهتك لدخول مجال الموسيقى وصناعة فنك الخاص؟

جاء التحدي على مستويات مختلفة، في مقاطعة "كيبك" اللغة السائدة هي الفرنسية، وأي موسيقى تحتوي في الأغلب على لغات أخرى لا تصل بسهولة إلى الراديو أو أي مستوى عام. شيء آخر هو نوع الموسيقى، في هذه المقاطعة لم تمتلك أغاني HipHop وRnB مساحة كبيرة قبل خمس سنوات، وتنصف كموسيقى عالمية! لذلك شكلت بعض أنماط الموسيقى إضافة إلى حاجز اللغة عائقا رئيسا. وأود أيضا أن أذكر أن هناك بالتأكيد عامل التمييز الذي يلعب دورا، ولكن أنا لا أحب التركيز على ذلك، وأفضّل أن أستمر في العمل حتى أكسر هذه الحواجز.

تحدثتِ في منصاتك عن صعوبات واجهتِها للحصول على التقبل من مجتمعك بسبب مظهرك، لماذا تعتقدين أن التعبير عن نفسك من خلال مظهرك صراع عند العرب ودول شمال إفريقيا؟

طبيعة شعري منذ الصغر كانت مجعدة للغاية، ولأني كنت أمتلك أسلوبا مختلفا وأقل تحفظا في تنسيق الأزياء. فإنني كنت أكثر عرضة للإهانة والتسلط على مظهري. أعتقد أن الأمور بدأت تتغير مؤخرا، وخاصة في الجزائر، لكونها أصبحت أكثر انفتاحا لمعايير جديدة للجمال. ومع ذلك أعتقد أن مظهرنا يخضع لمزيد من التدقيق في أجزائنا من العالم. اخترت عدم تمليس شعري أو تغطيته. ويشكل هذا الخيار البسيط تحديات يومية. عندما لا نتوافق أواجه دائما المقاومة والانتقاد، وخاصة في المناطق الأكثر تحفظا. أعتقد أننا في عملية إنهاء استعمار عقولنا باعتبارها تصور أنفسنا كمجتمع واحد، وهذا سيجعلنا نحتفل بتنوعنا أكثر.

هل تحمل الموسيقى القوة والتأثير للشفاء من الصدمات الاجتماعية؟

أنا مدافعة كبيرة عن قوة الشفاء بالموسيقى كما شهدتها بنفسي. توفر الموسيقى فرصة لتحرر المشاعر المكبوتة، فتخلق قاسما مشتركا للأشخاص من جميع مناحي الحياة للاتصال بها. نجد أنفسنا في أغاني الحب، وأغاني التحرير، وأغاني النضال، وأغاني الاحتفال. أقدم ورشة عمل تحت عنوان "الموسيقى هي الدواء" أتحدث فيها عن الطرق المختلفة التي أسهمت بها الموسيقى والغناء في مساعدة المرضى الذين يعانون من فقدان الذاكرة وغيرها من الحالات العصبية. كما أقيم وأنظم دورات ونوادي تمهيدية مع المراهقين، ويمكنني أن أرى الفرق في حياتهم، والشعور بالذات والاتصال مع الآخرين. وهو ما يعطي الإذن للتعبير عمن أنت بطريقة فعالة للغاية. حتى اليوم مع الإبادة الجماعية الرهيبة التي يتعرض لها شعبنا في فلسطين، أصبح الفنانون يطلقون أغاني قوية تشكل صوتا للحركة ككل تربط الملايين في جميع أنحاء العالم. نحن نتعلق ببعضنا البعض من خلال الهتافات أو أغاني الراب الشعرية التي تجعلنا نشعر ونسمع هذه الكلمات واللحن، فترفع معنوياتنا، وتشفي أرواحنا.

Credits

    حوارMashael Al Dakheel