ما هو دور الصدفة في تغيير تاريخ العائلات الملكية؟

ما هو دور الصدفة في تغيير تاريخ العائلات الملكية؟

خلود الليثي
5 يونيو 2023

تلعب الصدفة دورا هاما في تغير أدوار أفراد العائلات الملكية، سواء في الوصول للحكم كما هو الحال مع الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، أو بتراجع الوصول إلى العرش، كما حدث مع الأمير كارل فيليب ابن ملك السويد.

وفي ما يلي نتعرف على أفراد العائلات الملكية، التي تغيرت أدوارهم على مر السنين.

الملكة إليزابيث الثانية

الملكة إليزابيث الثانية تولت العرش بالصدفة
الملكة إليزابيث الثانية تولت العرش بالصدفة

بالرغم أن الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، صاحبة لقب الملكة الأطول عمرا من بين ملوك بريطانيا، إلا أن مجيئها للحكم كان صدفةً، ونتيجةً لقصة حب ملكية تعارضت مع التقاليد لتطيح بصاحبها، أصبحت ملكة للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.

لم يكن أحد يتوقع أن تكون الأميرة إليزابيث، ملكة لبريطانيا، لأن عند ولادتها في 21 أبريل 1926، كان لا يزال جدها الملك جورج الخامس يحكم البلاد، وكان يسبقها في ترتيب ولاية العرش عمها إدوارد الذي كان وليا للعهد حينذاك، وأبيها الأمير ألبيرت دوق يورك، الذي أصبح لاحقا الملك جورج السادس، الذي كان يحتل الترتيب الثاني في خط اعتلاء العرش، وبذلك كان ترتيبها الثالث في الوصول للحكم.

ولكن حصل تغير في مجرى الأحداث حين قرر عمها الملك إدوارد الثامن تلبية نداء الحب، والزواج من حبيبته واليس سمبسون، وهي كانت مطلقة، وهو ما أثار مخاوفَ القصر الملكي، إذ لم يكن يسمح للملوك بالزواج من سيدات سبق لهن الزواج من قبل.

ولذلك اضطر عم الأميرة إليزابيث، التخلي عن الحكم، ليعتلي بعد ذلك عرش بريطانيا والدها الملك جورج السادس، وبعد وفاته عام 1952، نصبت الراحلة باسم الملكة إليزابيث الثانية، ليتم تتويجها رسميا في عام 1953، توفيت جلالتها في سبتمبر 2022.

الملكة مارغريت الثانية

الملكة مارغريت الثانية تولت عرش الدنمارك بالصدفة
الملكة مارغريت الثانية تولت عرش الدنمارك بالصدفة

ولدت مارغريت في عام 1940، وهي الابنة الكبرى لولي عهد الدنمارك حينذاك الأمير فريدريك والأميرة السويدية أنغريد، وعند ولادتها لم يكن بمقدورها أن تعتلي العرش حيث أنه كان الوصول إلى العرش مقصورا على الرجال طبقًا لقوانين الخلافة.

 وفي عام 1947، تم تعديل الدستور، وأدت شعبية الملك فريدريك التاسع وابنته ملكة المستقبل، والدور المتزايد للنساء في المجتمع الدنماركي إلى بدء العملية المعقدة لتعديل الدستور، وعٌرض على اثنين من البرلمانات المتعاقبة ثم على استفتاء شعبي عقد في 27 مارس عام 1953، وأصبحت مارغريت الثانية بموجب القانون الجديد، ولية العهد في الدنمارك.

بعد وفاة والدها الملك فريدريك التاسع فى 14 يناير 1972، صعدت إلى العرش تحت اسم مارغريت الثانية، لتصبح أول امرأة ملكة للدنمارك منذ مارغريت الأولى الذي حكمت الدول الاسكندنافية حتى عام 1412.

وفي عام 2012، احتفلت الملكة مارغريت بمرور 40 عامًا على اعتلائها عرش الدنمارك، وبالعام الماضي احتفلت باليوبيل الذهبي للتويجها على العرش، لكن في احتفال صغير بسبب وفاة ملكة بريطانيا.

الملك كارل السادس عشر غوستاف والأميرة فيكتوريا

الأميرة فيكتوريا أصبحت ولية عهد السويد بالصدفة
الأميرة فيكتوريا أصبحت ولية عهد السويد بالصدفة- AFP

كما لعبت الصدفة دورها مع العائلة المالكة البريطانية، قامت بدورها أيضا مع العائلة الملكية السويدية مرتين، المرة الأولى عندما تولى الملك كارل السادس عشر غوستاف، الحكم خلفا لجده لأبية الملك غوستاف السادس أدولف في عام 1973، بعد ما قٌتل والده الأمير غوستاف أدولف دوق فستربوتن، في حادث طائرة.

والمرة الثانية تولي الأميرة فيكتوريا ابنته الكبرى منصب ولية العرش بدلا من شقيقها الأمير كارل فيليب.

عند ولادة شقيقها الأصغر الأمير كارل فيليب في مايو 1979، ابن الملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد والملكة سيلفيا، أخذ لقب ولي للعهد، بالرغم أن الأميرة فيكتوريا هي شقيقته الكبرى إذ ولدت في يوليو 1977، ولكن بعد مرور شهور قليلة من مولده، أُصدر تعديل لقانون اعتلاء العرش بمبدأ التساوي بين الجنسين وتسليم ولاية العهد للابن الأكبر بغض النظر عن جنس المولود.

وبذلك تقدمت إلى المركز الأول في خط الخلافة بينما تراجع شقيقها نحو المركز الثاني بسبب لأنه أصغر سنا، و بمولد الأميرة أستل، ابنة الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد، تراجع مركزه إلى الرابع، حيث صارت ابنة شقيقته في المرتبة الثانية وشقيقها الأمير أوسكار في المرتبة الثالثة لتولي عرش السويد.

وعندما تصل الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد إلى العرش، ستكون رابع ملكة في تاريخ البلاد.

ماريا تيريزا ملكة النمسا

ماريا تيريزا ملكة النمسا
ماريا تيريزا ملكة النمسا

وُلدت ماريا تيريزا بالنمسا عام 1717، وهي ابنة الإمبراطور تشارلز السادس، عندما ولدت لم يكن بمقدورها تولي عرش بلادها، إلا إته في عام 1724 أعلن والدها عن مرسوم سمح لابنته بأن ترث الحكم بعد وفاته، وتقبل حكام الدول بأوروبا هذا القرار، ووعدوا بألا يعتدوا على أراضيها.

وأصبحت ملكة بعد وفاة والدها تشارلز السادس في عام 1740، وكانت ماريا تيريزا من أنجح حكام النمسا الذين مروا على تاريخها، إذ كانت تتمتع بذكاء خارق مما ساعدها للجلوس على العرش وهي في الـ 23 من عمرها.

وعند اعتلاء ماريا تيريزا العرش قامت بتعديل الحكومة، وانعاش الاقتصاد، وقضت على الفوضى التي كانت منتشرة بالبلاد جراء حرب الخلافة النمساوية، والتي اندلعت بسبب اعتبار ماريا تيريزا غير مؤهلة للحكم لأن القانون حينذاك كان يحرم النساء من الميراث الملكي، ولكنها حرصت على مصارحة الشعب بمشاكل البلاد ونجاحها في التغلب عليها، وتوفيت عام 1780.

الصور من الانستقرام