البرجر تاريخ الوجبة الأكثر شعبية حول العالم

البرجر... تاريخ الوجبة الأكثر شعبية حول العالم

جمانة الصباغ
27 مايو 2024

لغتنا العربية غنية بالتعبيرات والمفردات المميزة التي تزيد من فرادتها؛ لكنها قد تقع في بعض الأحيان، في مصيدة عدم القدرة على طرح تعريبٍ سهل وقريب للناس، مثلما حدث مع تسمية "الساندويش" بالعربية والمعروف لغويًا بعبارة "الشاطر والمشطور والكامخ بينهما". وهي عبارةٌ لطالما تندر عليها القاصي والداني، كونها غريبةً بعض الشيء وقد يصعب على عامة الناس حفظها وتردادها.

لذا وما إن عبرت وجبة البرجر الأمريكيتين ووصلت إلى بقاعنا العربية، لم يجد اللغويون بدًا من الالتزام بإسم الوجبة بالإنجليزية Hamburger، فباتت تُعرف بإسم الهمبرجر باللغة العربية الدارجة، أي المحكية، والفصحى المكتوبة.

وبالعودة إلى تاريخ الهمبرجر أو البرجر كما تطالعنا الكلمة الأبرز على محرَكات البحث، فإن أصل هذه الوجبة بحسب "ويكيبيديا" غير مؤكد حتى الآن؛ وتُرجح بعض المصادر ظهور البرجر في الفترة ما بين القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؛ مع ترجيح ظهوره كتلبيةً لاحتياجات المطبخ المتجددة على الدوام. وقد أصبح البرجر من أشهر الوجبات السريعة Fast Food التي يتناولها الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية والمهن والأوقات؛ لتواكب وجبة البرجر الحياة العملية العصرية وتتحول لقيمةٍ اقتصادية عالية.

ليس أصل البرجر وحده مصدر شك، بل من اخترعه أيضًأ. لكن المصادر تشير إلى أن الأمريكيين هو أول من فكر في الشكل الحالي للبرجر وفقًا لويكيبيديا؛ وذلك من خلال وضع شريحة من اللحم البقري المفروم (الهمبرجر) المطبوخ بين شريحتي خبز، وإضافة مكوناتٍ أخرى مثل البصل والطماطم والخس والمخللات والصلصات. ما يعني أن اللحم البقري والخبز هما المكونات الرئيسية لهذه الوجبة، التي شهدت الكثير من التغيرات والإضافات على مر السنوات.

انتشار البرجر حول العالم

تقدم شركة شويتش فوودز خيار البرجر النباتي الصحي والمستدام
تقدم شركة شويتش فوودز خيار البرجر النباتي الصحي والمستدام

ربما لسهولة تحضيره وملاءمته لنمط الحياة السريع، أو لحمله من بعض المهاجرين والمسافرين من موطنه إلى باقي أصقاع العالم، أو لظهور العولمة والانفتاح الثقافي بين الشعوب؛ فإن البرجر حلَ رحاله في العديد من البلدان، وتعاظمت قيمته الغذائية وإقبال الناس عليه في العام 1990. وقد شهد انتشار البرجر في العالم، انتشارًا موازيًا لعددٍ من الأطباق التي كانت حصرًا "محلية"، مثل الكباب العربي والبيتزا الإيطالية والسوشي الياباني.

يرتبط الهمبرجر أو البرجر بالعلامة التجارية الأشهر في العالم Mcdonald’s؛ لكن العديد من المحلات والمطاعم سعت بدورها لاقتناص فرصة الاستفادة من هذا الطبق سريع التحضير، وتقديمه لزبائنها بصيغته المعهودة أو مع تغييراتٍ وإضافات تُلبَي مختلف الأذواق. وهو ما فتح الباب على مصراعيه لأصناف جديدة من وجبة البرجر، منها برجر الدجاج وبرجر السمك والبرجر النباتي؛ حتى برجر اللحم، لم يعد مقتصرًا على اللحم البقري المفروم فحسب، بل بات يدخل فيه أصنافٌ محددة وغالية بعض الشيء مثل برجر لحم الأنجوس وبرجر الوغيو وغيرها.

أغلى أنواع البرجر في العالم

صدقي أو لا تصدقي عزيزتي؛ فهناك نوعٌ من البرجر يمكن شراء 3 عدة آلاف من النفط بقيمته بحسب ما كشف موقع "ساكسيس ستوري". ولم يتوقف الموقع عند هذا الحد، بل تطرق في قائمةٍ لأغلى أنواع البرجر على الإطلاق حول العالم، وسنستعرض لثلاث منها فقط..

في المركز الأول، جاءت شطيرة البرجر Stem Cell Burger؛ وهي أغلى شطيرة برجر في العالم، صنعها عالمٌ في جامعة Maastricht في هولندا بتكلفة تصل لـ 330 ألف دولار، أي "ما يعادل قيمة شراء 3 آلاف برميل من النفط الخام". وقد استغرق ثلاث أشهر في صناعتها من 20 ألف وحدة من ألياف اللحم التي نمت من خلايا عضلات بقرة.

وحلت في المركز الثاني شطيرة البرجر FleurBurger، التي تقُدم كوجبةٍ في مطعم Fleur Restaurant في مدينة لاس فيغاس الأمريكية، بتكلفة تصل لـ 5 آلاف دولار، وهي أغلى شطيرة برجر في الولايات المتحدة. أما في المركز الثالث، فجاءت شطيرة البرجر The Absolutely Ridiculous Burger ، وتُقدم كوجبةٍ في مطعم Mallie’s Sports Grill & Bar في ولاية ميتشجان الأمريكية، بتكلفة تصل لـ 1200 دولار.

أشهر أنواع البرجر في أمريكا

شهد البرجر العديد من التغيرات والتحسينات عبر العقود الماضية
شهد البرجر العديد من التغيرات والتحسينات عبر العقود الماضية

بالعودة إلى أصل البرجر، أمريكا؛ فإن ولايات هذا البلد تحتفي بالبرجر كل يوم، وليس فقط في الثامن والعشرين من شهر مايو من كل عام، من خلال تقديم أفضل أنواع البرجر المختلفة والتي بالطبع تحظى بقبول وإقبالٍ كبير من عامة الناس.

ووفقًا لموقع Cheese & Burger Society، فإن أشهر 10 وصفات للبرجر الأمريكي نجدها على النحو التالي:

  1. ولاية أتلانتا مشهورةٌ بتصنيع البرجر الذي يتضمن جبن الشيدر القديم، جبن "هارفيتي" المصنوع من حليب الأبقار الدنماركية، إلى البرجر المصنوع من لحم البقر المضاف عليها الفلفل الأسود وشرائح الفلفل الأخضر في خبز الـ"بيتي بان".
  2. تشتهر ولاية شيكاغو بوجبة البرجر المكونة من اللحم البقري والبقري الإيطالي، مضافًا إليه مرق (صوص) اللحم وبعض قطع المخلل داخل الخبز الإيطالي الملفوف.
  3. دالاس، ولاية رعاة البقر الأمريكية، تتمتع ببرجر  خاص بها؛ يتضمن الجبن الشيدر وجبن "جاك" بالفلفل، ويحتوي على عدة أنواع من اللحم البقري وكذلك لحم "تكساس الأحمر ولحم البقر المضاف إليه الفلفل الحار والبصل المفروم  موضوعًا في الخبز المصنوع باللبن".
  4. يُصنع البرجر في ولاية دنفر بإضافة جبن الشيدر القديم والجبن السويسري مع اللحم البقري وبيض "الأومليت" وشرائح البصل المحمر، وكذلك شرائح الفلفل الحلو بألوانه الأخضر والأصفر والأحمر، ويُقدم داخل الخبز الإيطالي الأبيض.
  5. ولاية كانساس سيتي مشهورةٌ بالبرجر المصنوع من جبن "غودا" المدخن واللحم  المقطع لقطع صغيرة، مع شرائح البطاطس المشوية وحلقات البصل وسلطة الكرنب الأخضر (الكولسول) وصوص الباربيكيو، ويُقدم في خبز بالسمسم.
  6. "ملكاوي" المدينة الأكبر  في ولاية ويسكونسن، تمتاز بتصنيع البرجر من قطع الجبن واللحم البقري وحلقات البصل المقلية المدهونة بالزبد مع إضافة "المستردة" وسلطة الكرنب الأحمر (الكولسلو) وحلقات البصل المطهية.
  7. تصنع ولاية "نيو أوليانز" البرجر من الجبن الرومي واللحم البقري والروبيان المشوي والمستردة والخس والطماطم والمخلل والمايونيز والبصل، ويُقدم في الخبز الفرنسي الملفوف.
  8. رواد وسكان ولاية "نيويورك" يستمتعون بالبرجر المصنوع من الجبن المطبوخ ولحم الريش البقري والمايونيز، أو مايونيز الترفاس المغربي (وهو نوعٌ من أنواع الفطر) ومخلل البصل الأسود والمشروم المقلي مع السلطة الخضراء أو السلطة اللاذعة في خبز الكايز.
  9. برجر سان فرانسيسكو يشتمل على الجبن الإيطالي المصنوع من الأبقار وشرائح الطماطم المجففة وسلطة الأفوكادو وشرائح البصل الاحمر و الباكون والخس، ويُقدم مع الخبز المحمص.
  10. مدينة سيتلي والتي تقع على شاطئ ولاية واشنطن، تقدم وجبة البرجر المؤلفة من الجبن المطبوخ واللحم البقري وشرائح المشروم والبصل المسلوق (سوتيه) والجرير والمايونيز المضاف عليه القهوة، ويقدم في خبز القمح الداكن.

البرجر النباتي.. خيار الكثيرين خلال السنوات الأخيرة

يمتاز البرجر بسهولة تحضيره وسرعة تناوله
يمتاز البرجر بسهولة تحضيره وسرعة تناوله

لقد جاءت العولمة حاملةً معها رياح التغيير في الكثير من نواحي الحياة، والطعام واحدٌ منها؛ وصاحب ذلك توجه الملايين من الناس حول النظام الغذائي النباتي، إما لغاياتٍ وأغراضٍ شخصية، أو لحماية البيئة وتقليل ذبح واستخدام لحوم المواشي والدواجن في تصنيع وجبة البرجر.

من هنا ظهر البرجر النباتي، الذي بات يحتلَ مكانةً متقدمة في العديد من متاجر التجزئة والمطاعم وغيرها. ويحظى البرجر النباتي في دولة الإمارات بترحيبٍ وإقبال كبيرين، وهو ما دفع العديد من الشركات ومنها شركة "سويتش فوودز" Switch Foods، لافتتاح مصنعها لتصنيع البرجر النباتي وغيره من الوجبات المعروفة أصلًا باستخدام لحوم المواشي فيها، نحو وجباتٍ نباتية مصنوعة من فول الصويا.

وتُعد "سويتش فوودز" من الشركات الرائدة في مجال ابتكار وصناعة اللحوم النباتية، خاصةً تلك المستخدمة في صنع البرجر النباتي الذي يجمع بسلاسةٍ بين الطعم، الصحة، والاستدامة. ويُوفر هذا الخيار النباتي بديلًا لذيذًا ومُغذيًا، يعزز الوعي البيئي ويُشجع على اتباع نمط حياة صحي.

شريحة واحدة من برجر سويتش النباتي، مع خبز البرجر ومجموعة متنوعة من الإضافات اللذيذة – وجبة نباتية صحية تجهّز في 12 دقيقة فقط! وتتضمن الوجبة شريحة برجر بوزن 115 جراماً خالية من المواد المُعدلة وراثياً، من الصويا ومنتجات الألبان، ما يضمن أن كل لقمةٍ تُقدم تجربة البرجر الكلاسيكية من دون المساومة على الطعم والجودة، والمحافظة على النكهات التقليدية الفريدة لفن الطهو المحلي.

تلتزم سويتش فوودز بتوفير منتجات مصنوعة محليًا من مكوناتٍ طبيعية تتميز بمذاق غني؛ كما تلتزم العلامة التجارية بتزويد عملائها بمجموعة واسعة من بدائل اللحوم اللذيذة والصحية والمستدامة. وفي هذا السياق، تبنَت مطاعم عديدة الإضافات النباتية، مما أغنى قوائمها بعروض سويتش فوودز لتقديم مجموعةٍ متنوعة من خيارات الطعام النباتية للضيوف؛ وكان من ضمنها ذا كوفي كلوب، فيرمونت ذا بالم، برجر فيول وغيرها الكثير، بالإضافة إلى متاجر التجزئة ومنصات المأكولات الإلكترونية الكبرى في دولة الإمارات.

لذا إن كنتِ تبحثين عزيزتي عن خيارٍ صحي للبرجر، يمكنكِ الاستفادة من تشكيلة سويتش فوودز وغيرها من الشركات التي أخذت على عاتقها، الارتقاء بتجربة تناول الطعام الصحي والمستدام، من خلال توفير خياراتٍ بديلة عن برجر اللحم المعروف حفاظَا على البيئة وتعزيزًا للاستدامة، وبالطبع، تلبيةً لرغبة الكثير من النباتيين الذين تتزايد أعدادهم يومًا بعد يوم.