الشيخة حصة سالم محمد الصباح رئيسة مشروع أتمنى التطوعي: مشروعنا غير ربحي يخدم التنمية البشرية وبناتي استثماري في هذه الحياة

تحمل الشيخة الكويتية حصة سالم محمد الصباح على عاتقها مسؤولية المساهمة في توعية الناشئة بأهمية تحديد أمنياتهم في كافة المجالات، ومنحهم الثقة لتفعيل روح الأمل والتفاؤل، وترأس وتشرف على مشروع «أتمنى» التطوعي، الذي يُعنى في المقام الأول بالناشئة. وأسست موقع المرأة الكويتية الإلكتروني في العام 2004، وكان أول موقع إلكتروني في الكويت والشرق الأوسط يهدف إلى إبراز إنجازات المرأة الكويتية على مر التاريخ، 

وقالت حوار خاص بـ «هي»: «العمل التطوعي والاجتماعي إذا كان نابعاً من نية طيبة، وخالصة لله، وللبلد قيادة وشعباً، فسوف نجني ثماره خيراً للجميع، ومن أهم هذه الثمار السمعة الطيبة محلياً وعالمياً، لكن إذا كان العمل التطوعي بريستيجاً، فسوف يكون مثل فقاعة الصابون، تصعد إلى الأعلى بسرعة وتبهرنا بألوانها الجميلة، ومن ثم تنفجر بسرعة، وينسى الجميع جمالها». 

حدثينا بداية عن المشروع الوطني التنموي «أتمنى»؟ 

هو مشروع وطني تطوعي، غير ربحي، يدعم من خلاله التنمية البشرية، ويُعنى بشؤون الوطن والمواطن والمجتمع بجميع أطيافه، ولا سيما فئة النشء والشباب الذين هم ثروة الكويت الحقيقية، وتديره مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين، ومجموعة من شباب الكويت الطموح، بإشرافي.

ورسالتنا توعية جيل من النشء والشباب نحو أهمية تحديد أمنياته الحقيقية بمختلف مجالات الحياة، والإعلان عنها بثقة لتوافقها مع ميوله وسماته الشخصية وقدراته، وإرشاده لتفعيلها بروح الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق لتحقيق ذاته ومكانته ودوره الوطني في دفع عجلة التنمية، تحقيقاً لرؤية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري مرموق. ويستهدف المشروع فئة النشء والشباب للمرحلة العمرية ما بين 12 إلى 35 سنة لتميزها بحب الاستطلاع والرغبة الدائمة في معرفة الجديد من حولهم، والإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً.

وقد قسمنا الفئات العمرية إلى أربع مراحل كالتالي:

ـ (12 - 14 سنة): مرحلة الدراسة المتوسطة، يبحث فيها الناشئة عن ذاتهم ومواهبهم وقدراتهم ومهاراتهم، لجذب اهتمام محيطهم من الأسرة، والمدرسة، والمجتمع.

ـ (15 - 18 سنة): مرحلة الدراسة الثانوية، يبحث فيها الشباب عن دورهم في الحياة لتحديد مسار مستقبلهم العلمي (الدراسي).

ـ (18 - 21 سنة) مرحلة الدراسة في الجامعة والمعاهد، التي ينضج فيها تفكير الشباب، ليبحثوا عن دورهم الحقيقي والفعلي في الحياة، ويستدلوا من خلاله في تحديد مستقبلهم العلمي والعملي (الدراسي والوظيفي).

ـ (22 - 25 سنة) مرحلة يبحث فيها الخريج عن الوظيفة.

ـ (26 - 35 سنة) مرحلة يبحث فيها الموظف عن التطوير الوظيفي.

وماذا عن دافعك لتبني ودعم قضايا الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

واجبنا الوطني ومسؤوليتنا الاجتماعية تدفعنا إلى تبني قضايا أغلى ثروات البلاد وأملها في مستقبل مشرق، سواء كانت فئة الأصحاء، أو فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما نشجع مبدأ الدمج الاجتماعي لهذه الفئة، ونتمنى أن تكون مساهمتنا فعالة في دفع عجلة التنمية البشرية في البلاد.

هل هناك جهات تساعدكم أو تدعمكم مادياً في المشروع؟

تدعمنا “جمعية الصحفيين الكويتية” بمقر لاجتماعاتنا، وتدعمنا “شركة أصدقاء الحرية” بتكنولوجيا فنية، كما يدعمنا والدنا الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، ورجل الأعمال علي يوسف المتروك، بارك الله في مساعيه الخيرة.

هل واجهتكم أي صعوبات؟ وكيف تغلبتم عليها؟

واجهتنا صعوبات عدة، تمثلت في الدعم المعنوي والمادي، ولكن إيماننا بالله، وإيماننا بمشروعنا ومدى الأثر، الذي سوف يتركه المشروع في نفوس الشباب، وتمسكنا بالشمعة، التي أضاء بها طريقنا والدنا الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ساعدنا لنصل بها إلى مرحلة الانطلاق.

ما الهاجس الذي يقلقك بشأن شباب الكويت؟

شبابنا من خيرة الشباب، يتميزون عن غيرهم برغبة ملحة في رفع اسم بلدنا الحبيبة عالياً في المحافل المحلية والعالمية، ولكن يقلقني غياب الهدف في حياة البعض من شبابنا، تجدهم يتأثرون بسهولة بالسلبيات التي تفرزها تغيرات وتحولات العصر الحديث، حيث علت بعض الظواهر على المجتمع الكويتي كنتيجة لعدم تمكن الشباب من تحديد أهدافهم الحقيقية، وغياب دورهم في الحياة، كما أن البعض لديه حاجه ملحة إلى لفت انتباه الأسرة والمجتمع نحوه، ليشبعها في مختلف المجالات الحياتية.

هل الشباب في الكويت يجدون الاهتمام والرعاية الكافية من كل الجهات الرسمية، وغير الرسمية، أم أن الأمر مقصور على جهود المهتمين والمتطوعين أمثالك؟

الكويت لم تقصر في اهتمامها ورعايتها لشبابها، ولكن لغياب الدافع والحافز في حياة الشباب تجد بعضهم يتذمرون من عدم توفير أماكن يمارسون فيها نشاطاتهم واهتماماتهم، وبالنسبة إلينا، نحن مقصرون بحق شبابنا، ونسأل الله أن يقدرنا لتقديم الخير لأبنائنا<