لا للإستسلام للعاطفة

العاطفة هي أجمل ما يميز المرأة عن الرجل، وهي أكثر ما يضفي رقة عليها، وهي كذلك نقطة ضعف للمرأة تتحكم في معظم قراراتها، فالعاطفة هي لغة المرأة في الحكم على الأشياء والمواقف، وفي التعبير عن ما بداخلها، وتظهر تلقائيا عند المرأة في تعاملاتها مع الآخرين، وعلاقاتها المختلفة بهم، في حين أننا نجد أن للرجل لغة واحدة هي لغة العقل، فقط.
 
وأنا الآن لا أطلب منك عزيزتي أن تتخلي عن لغة العاطفة لتتعلمين لغة اخرى هي لغة العقل، وإنما أقصد الإعتدال، فلا مانع من العاطفة مع القليل من العقل والتريث، فلتأخذي الحميدين معا القلب والعقل، لتحصلي على أكبر فائدة ممكنة، فقد تقودك العاطفة وحدها أحيانا إلى عالم آخر تنخدعين فيه بأحوال البشر وزيفهم، وإستغلالهم لك، والعقل وحده قد يقودك إلى عالم شديد القسوة لا مجال فيه للمشاعر، فهو قائم على الحقائق البحتة، ومبدأ المعادلات، فلا تجعلي نفسك ضحية للعاطفة الجياشة، ولا أسيرة للعقل بجوامده الثابتة.
 
غاليتي أعلم رقتك وعاطفتك القوية التي خلقك الله سبحانه وتعالى عليها، وهي مطلوبة ومحببة لجميع من حولك، ولكن اعلمي أن إعتمادك عليها فقط في إتخاذ القرارات الحياتية الهامة والمصيرية سيجعلك عرضة للجرج والندم، وما أقساهما على نفس المرأة.
 
لذا عليكي أن تتحلي بمزيج من الحكمة والعاطفة حتى يتوج قراراك بالنجاح، واعلمي أن ما يبنى على القلب قابل للتغيير عندما يختفى ما اعتمدت عليه لتكوين قرارك، فلا تهملي العاطفة ولا تتركي نفسك أسيرة لجمود المشاعر بإعتمادك على العقل وحده، بل تزيني بتاج به أغلى اللآليء هما القلب والعقل، وحتما ستكونين من السعداء، وستتحملين وقتها نتيجة قرارك، فقد سلكت الطريق الصحيح وفعلت ما ترضيه لنفسك، وباشتراك من القلب والعقل معا، فلا مجال للندم.
 
ويحضرني هناك مقولة الأستاذ الدكتور "مصطفى محمود" رحمه الله تعالى، عندما قال أن "الإستسلام للعاطفة تأخر و ليس علامة تقدّم ، و إنما علامة التقدم أن تخضع عواطفنا لعقولنا، وتخضع عقولنا لإرادتنا ، و تخضع إرادتنا لمُثُلِنا العليا .