البدايات قاسية لكنها تلين بالمثابرة

يُقال أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، وأنا أقول أن البداية دوماً تتسم بالصعوبة في أي شيء نسعى إليه.
 
عندما بدأت بإنقاص الوزن وممارسة الرياضة منذ سبعة أشهر، كانت البداية صعبةً بل شاقة أيضاً. فأنا لم أتمرن منذ ما يقارب العشر سنوات، واكتسبتُ وزناً كبيراً خلال هذه الأعوام ونتيجةً للحمل والولادة. كانت البداية صعبةً وكدتُ أقع وأستسلم مئات المرات، لكن تصميماً دفيناً في داخلي كان يصرخ بي أن أستمر ولا أتوقف. هو التصميم على التوقف عن العبث بصحتي وسلوك حياة صحية وسليمة تمنحني فرصة التمتع بالحياة. هو التصميم على أن أكون بصحة جيدة لي ولإبنتي ولزوجي، الذين ينظرون إليَ بحب ولهفة ويخشون عليَ دوماً من المرض والتعب.
 
وبالمثابرة، نجحتُ في تخطي كل المصاعب الجسدية والنفسية والوصول إلى وزن وصحة سليمين. اليوم أشعر أفضل مما كنتُ عليه منذ سبعة أشهر، واليوم لديَ تصميمٌ أكبر على المتابعة والمضي في خيار الحياة الصحية لأنني أشعر بتحسن كبير.
 
وأنت أيضاً عزيزتي، يمكنك البدء من جديد والمثابرة للوصول إلى أهدافك. وليست بداية العام الجديد إلا فرصتك لتحديد أهدافك والبدء بتنفيذها خطوةً بخطوة، بدون استعجال لكن بتصميم ومثابرة كبيرين. فالحياة تمنحنا فرصة البدء من جديد كلما أطل علينا يوم جديد وعام جديد، فلا تضيعي هذه الفرصة بالتراخي والإستسلام. لا أحد ضعيفٌ إلا ضعيف الإيمان والثقة بالذات، وبالتالي كل شيء يصبح ممكناً في حال أردت.
 
مع بداية العام، أتمنى منك التصميم على تحقيق ولو هدف واحد في حياتك، ليس مهماً إن كان كبيرأ أم صغيراً، المهم أن يكون ما تحبين وأن يبعث السرور والإمتنان في قلبك. 
 
مع بداية العام، ثابري على تحقيق أحلامك وطموحاتك ولا تتأثري بأي منغصَات أو عقبات تعترضك في الحياة، فجني الثمار بعد التعب الطويل له طعمٌ أطيب من العسل.
 
مع بداية العام الجديد، إبدئي من جديد ولا تقولي أن الوقت قد فاتك. الوقت لا يقف في صف المترددين أو الخائفين، طوَعي الوقت لصالحك وسترين كيف يخدمك أفضل خدمة.
 
نعم، البداية قاسية لكنها تلين بالمثابرة، وما كان حلماً في الأمس القريب سيصبح إنجازاً تفخرين وتتباهين به أمام نفسك وأمام الجميع.
 
كل عام وأنت بخير مع بداية جديدة لكل يوم.