في نهاية العام: الندم لن يفيد

من منا لم يشعر بالندم؟ فكلنا على موعد دوما معه بمجرد حدوث ما لم نرضاه، وما لم يطيب لنا من تصرفات غير مرضية. فالندم يكون على أخطاء ارتكبناها في حياتنا، فهل نتركه يسيطر علينا؟... لو حدث ذلك فسيكون هذا هو الخطأ الثاني، ولن نصحح أوضاعنا، سنظل نندم ونلوم النفس ونتعرض للكآبة والحزن الناتجين عن توبيخها ندما على ما حدث، فما الفائدة؟
 
لا توجد فائدة واحدة تذكر، فلو ظللت تندمين فقط لن تتحركين تجاه المستقبل خطوة واحدة، فالندم بكاء على الماضي، وتجاهل للمستقبل، هل تودين قتل مستقبلك بيديك؟ هل تودين أن تؤسر روحك في عالم الأشجان؟ هل ترضين لنفسك بأن تقتل أمالها وأحلامها إنشغالا بالبكاء على ما فات؟
 
إذا فعلت ذلك لن تسعدين أبدا، وستقتلين نفسك بيدك، لذا عليك أن تتركي ما فات وما حدث، واصنعي مستقبل جميل سعيد، ولا تبحثي عن حياة بلا أخطاء فالأخطاء موجودة ما حيينا، لذا علينا التروي في أفعالنا، واستخدام الحكمة والتعلم من الأخطاء لنتفاداها، واعلمي أنه من خلال الأخطاء نتعلم ونكتسب الخبرات.
 
فلا تضيعي زهرة شبابك تبكين على اللبن المسكوب، فإن لنفسك عليك حق، وأول حقوقها إسعادها وإضفاء البهجة والسرور عليها، والتفكير في مستقبل باهر تفخرين به.
 
عزيزتي، أنت الآن على مقربة من عام جديد، فلا تقبلين عليه بأخطاء الماضي، تخلصي منها على عتبة الدخول، فليكن الأمل والتفاؤل، والعزيمة والإصرار، والتعلم من الأخطاء والإستفادة منها هم زادك للعام الجديد، توجيهم بمزيد من الصبر والحلم، والإجتهاد، وحسن الظن بالله تعالى.