حركات لاإرادية.. تفك شفرة الشخصيات النفسية

هي – شروق هشام  
 
أحيانا كثيرة نجد أنفسنا نقوم بحركات جسدية لاإرادية ينتبه إليها الآخرون، فالجسد له لغة خاصة تعبر عن أفكار الشخص ونواياه ورغباته وأحياناً شخصيته، وقد وجد علماء النفس تحليلات لكل حركة، وفسروا معانيها الكامنة في النفس والتي قد لا يدركها الإنسان نفسه. 
 
أكدت المستشارة النفسية سهير محمد، أن معظم الحركات اللاإرادية ترجع إلى أسباب نفسية بحتة، وهي ظواهر وعلامات قد تصل إلى حد أن توصف عند البعض بالعادات العصبية لكثرة تكرارها، والإنسان الذى يستطيع أن يفهم تلك اللغة يفك شفرة شخصيات عديدة، ويرجع ذلك لأن لكل حركة معانٍ تكون أعمق من الكلمات أحياناً، خاصة إذا لم يتسنى للشخص التفريغ بالتكلم أو التعبير اللفظي، فينعكس ذلك على الجهاز العضلي والحركي في الجسم مما يؤدي إلى حركات تحتوي على تقلصات عضلية تشمل مجموعة معينة من العضلات بصورة لاإرادية ومن دون قصد أو وعي لها.
 
ومن أشهر الحركات أو الإشارات اللاإرادية:
حركات الأصابع، حركات اليدين، وحركات الوجه، والتي تمثل معاني نفسية عميقة.
 
حركات الأصابع:
● النقر بالأصابع على يد المقعد أو المكتب وتدل هذه الحركة على العصبية أو عدم الصبر.
 
● طرقعة الأصابع ليست تعبيراً عن العصبية كما يعتقد البعض بقدر ما هي رد فعل طبيعي سريع لما يدور حولنا سواء كان ذلك حديثاً أو حدثاً، محاولة منا للتعبير عن رغبتنا في إنهاء الوضع أو الإسراع فيه أو بالعكس محاولة لتهدئته.
 
حركات اليدين:
•عندما نرفع اليد إلى مستوى الأذن فذلك تعبير عن حرجنا وقلقنا من الكلام الذي نسمعه وكأننا بذلك نريد أن نمنع أنفسنا من قسوة الكلام أو لدينا رغبة ملحة في عدم سماعه.
 
•رفع اليد إلى مستوى الرأس تعني التواصل مع الأفكار الداخلية واستحضار كل جزئية في هذه الأفكار وهذه الحركة هي إبحار مع الذات ومحاولة للإختلاء بالنفس. 
 
•حركة ضم اليدين عند التحدث تعني الرغبة الملحة في الدفاع عن النفس وفي حمايتها من رد فعل قد يزعج الطرف الآخر وكبت ما قد يختلج بالنفس، وهذه الحركة قد تدل أيضاً على أن المتحدث خجول جداً وغير قادر على التحكم بنفسه أثناء مخاطبته للآخرين.
 
•أما وضع اليدين في الجيوب أثناء الحديث فهي حركة تدل على موقف محدد ضد الطرف الآخر ورغبة ملحة في عدم مصارحته والإفصاح عن ما يجول في النفس وهي حركة فيها تحدي وكبرياء ومقاومة وكأننا بذلك نريد أن نقول "إفعل ما تشاء لا يهمني"
 
حركات الوجه:
•معظم حركات الوجه عبارة عن تشنُّجات لا إراديَّة إما حركية أو صوتية، وسببها الإرهاق والإجهاد، والقلق والضَّغط النَفسي والتوتُر. وأشهر هذه التشنجات الحركية الرَّأْرأة أي "كثرة تحريك الرُّموش والجفنين"، وكذلك شم الأشياء بصورة مُتكررة، أما التشنجات الصوتية فتشمل السُّعال، والنَّحْنحة، والتأوُّه بصوت عال. 
 
•حركة عض الشفايف تعني أننا نمنع أنفسنا بالقوة من قول أي شيء وكأننا نحاول إبتلاع الكلام، وعندما تصبح هذه الحركة عادة دائمة فإنها تدل على المقاومة للإنفعالات الداخلية.
 
•ويُعد صكيك الأسنان (سواء في حالات الصحو أو أثناء النوم) دليل التوتر النفسي الشديد أو الغضب المكبوت، حيث لا يجد الشخص طريقة أخرى للتخلص منه أو التغلب عليه.