غيَري نفسك للأفضل

أثبت أحد العلماء أن الضغط داخل جسم الإنسان يكفي لتوليد كهرباء لمدينة بأكملها لمدة أسبوع، فهل ندرك أهمية الطاقة الموجودة في داخلنا؟ ولماذا نسمح للمثبَطات اليومية في كبت ودفن هذه الطاقة، أو استهلاكها في أشياء غير مجدية؟
 
إنها ببساطة نظرتنا لأنفسنا في الدرجة الأولى، قبل آراء الآخرين بنا. فمتى ما نظرنا إلى أنفسنا نظرةً دونية هذا كفيلٌ بوأد أي طاقة وأي نوع من الإيجابية فينا.
 
وكلنا نصبو للأفضل، ولكن كيف نحقق الأفضل في وقت تتنازع في ذواتنا هذه الأفكار السلبية والمحبطة؟
 
التغيير، هو العملية الأصوب لتحقيق الأفضل لأنفسنا. عمليةٌ بسيطةٌ للتحول من حالة واقعية نعيشها إلى حالة منشودة نحبها، بمعنى أن نخرج من حالة التموضع التي نعيشها في واقعنا اليومي ونعمل على خلق حالات جديدة نحقق فيها كثيراً من طموحاتنا وأحلامنا.
 
في كل يوم ندخل معترك الحياة ونختبر المصاعب، نمرَ بالتجارب والمحن فنتجاوز بعضها ويهزمنا بعضها الآخر، ولا مجال للهروب من كل هذا ما دمنا أحياء على وجه هذه الأرض. إلا إن اخترنا التقهقر والهروب والإختباء وهو ما لا يمكن لوقت طويل. فكيف السبيل لمواجهة الصعاب والتحديات التي ستواجهنا يومياً؟ تغيير استراتيجية المواجهة أولاً والتصدي لأي مثبطات ستمنعنا من تحقيق أهدافنا، لأن الفشل لا يرافق إلا المحبطين والعازفين عن المواجهة الحقيقية والكاملة.
 
وليست مواجهة صعاب الحياة ما تحتاج إلى تغيير فقط، فهناك الكثير من الأمور لا بد من تغيرها أو تغييرها لتحقيق الأفضل. 
 
هناك المبادئ والقيم، والسلوك والتعامل مع الآخرين من الجانب الإجتماعي؛ كذلك أساليب القيادة والإدارة والمهارات والقدرات الذاتية، مع إيلاء إهتمام أكبر بالتخصص والدراسة والميول والرغبات والهوايات. ولا ننسى بالطبع المسؤوليات والواجبات وكلها مجالات مهمة ولا بد من التغيير فيها في حال كانت غير مساعدة على تحقيق الأفضل.
 
مؤشرات ضرورة التغيير:
من المؤكد أن هناك مؤشرات حيوية لضرورة التغيير في حياتنا، نشعر بها أو تكون هي الحافز للتغيير. أولها الإحباط والملل، ثم كثرة المشاكل وتراكمها مع الوصول لعدم الإنتاجية وعدم الشعور بأهمية الحياة، إلى الروتين وضعف الإبداع وتفوق المنافسين. وعندها لا مفر من التغيير، جله لحل هذه المشكلات والقضاء على الملل والإحباط وإثبات قدرة الذات على تحقيق ما تصبو إليه، كذلك لرفع الكفاءة الفردية والسير في رُكب المتقدمين والناجحين في الحياة. 
 
قواعد التغيير:
1.تغيير الذات
2.التغيير المادي 
3.التغيير الفكري
4.تحويل الطموحات إلى أهداف للنجاح
5.الإحتكاك بالطموحين والمتميزين لزيادة فرص التشجيع والنجاح
6.التغيير بلا هوادة
7.التخطيط
8.البحث عن المساندة والمساعدة الإيجابية والمحفَزة
9.مواجهة كل تحديات التغيير 
10.التحلي بالصبر والأخلاق الراقية وفهم الآخرين وبناء علاقات جيدة.
 
قد تكون رحلة التغيير طويلة وشاقة ومحبطة في بعض الأحيان، وهو شيءٌ طبيعي ومتوقع، لكن لكل نقطة سلبية وجهها الإيجابي أيضاً. ففي حال عدم الشعور بالراحة نتيجة ضغوطات التغيير، طمئني نفسك أن هذا شيء متوقع ورتبَي أولوياتك بحيث تستطيعين تحمل المتغيرات صغيرة كانت أم كبيرة، وابحثي عن شريك في رحلة التغيير هذه في حال الشعور بالوحدة على أن يكون مسانداً ومشجعَاً لك. وفي حال عدم توفر الموارد الكافية، إلجئي إلى الإبتكار والإبداع للإتيان بموارد جديدة، ولا تعودي للماضي أبداً إلا لتذكر الأشياء الجميلة. وليكن إكتساب عادات جديدة هو المفتاح لحياة ومستقبل جديدين.
 
لا تخافي من التغيير، خوفاً من فقدان المكاسب الحالية أو العلاقات الحالية، والخوف من المجهول أو المعارضة أو حتى نقص القدرات. كل هذه الأمور تصبح سطحية ولا مؤثر لها متى ما بدأت بلمس التغيير في حياتك، وكلما شعرت بالألم والضغوطات التي ستواجهك في رحلة التغيير، حدثَي نفسك عن أن المكاسب التي تنتظرك عند نهاية هذه الرحلة الشاقة ستكون أكبر وأهم من كل هذه الصعاب.