كيف تهتم المرأة المعنفة بنفسها؟

بات من المعروف لدينا أن مفهوم العنف ضد المرأة يشمل كل ما يضرها أو يؤذيها جسدياً وجنسياً ونفسياً وحتى قانونياً ويقع في اطار الاسرة أو في الاطار العام للمجتمع.
 
يعتبر الكثير من النشطاء في هذا المجال أن العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي سبب أساسي في تعنيف المرأة، فهي تعطي الحق كل الحق للرجل في ما يفعل تجاه المرأة، وتعطي المرأة القناعة بالصبر والسكوت والتحمل. وتعطي المجتمع حجة قوية في التستر على ذلك من باب الخوف من الفضيحة أو الطلاق.
 
ونتيجة ذلك تبقى المرأة وحيدة منغلقة على نفسها بعيدة عن الجميع بمشاكلها تعيش حياة صعبة لا يعلم بها أحد، وحتى أن الدراسات قالت أن معظم النساء اللاتي اشتكين أزواجهن لأي جهة مختصة تراجعن عن ذلك وعدن إلى بيوتهن كأنهن تأقلمن مع العنف المنزلي.
 
فكيف تهتم المرأة المعنفة بنفسها؟
 
إجابة هذا السؤال جاءت من أخصائية الخدمة الاجتماعية نيفين عشو التي اوضحت:
 
أولا لابد أن نعترف أن للمرأة دوراً في تأجيج العنف ضد نفسها بسبب قلة وعيها بحقوقها وواجباتها وما لها وما عليها، ففي بعض الحالات التي تتعرض لها المرأة من عنف يكون لها بنفسها دور مباشر أو غير مباشر في تمادي الرجل عليها وذلك بسكوتها وصمتها وسلبيتها، ونجد أن كثير من السيدات لا يشتكين أبداً والبعض منهن تشتكي عشرات المرات من تعرضها للعنف.
 
وأضافت الاخصائية أن شخصية المرأة القوية وثقافتها عامل مهم في رفع الظلم عنها، وعليها أن تعلم منذ البداية شخصية ذلك الرجل العنيف وألا تسكت أبداً إن حصل أي عنف تجاهها، حتى لا يتطور الأمر ويصل إلى المهانة وأن تحاول بشتى الطرق مساعدة نفسها إما عن طريق الأهل والأقارب أو حتى المراكز المتخصصة وأن تعلم أن حياة الأطفال مع أبوين منفصلين أقل خطورة من الحياة في بيت تتعرض به الأم للعنف.
 
وأخيراً يجب ألا ننسى دور الأم في توعية بناتها والتربية السليمة التي تعزز الثقة بالنفس والكرامة والأهم من ذلك أن تساهم كل إمرأة في رفع الظلم عن بنات جنسها فلا تحرض رجل على زوجته أو اخته أبداً.