رأفة بالطفل ورحمة به .. 3 أسئلة لا تسألها له أبداً

في كثير من الأحيان يتعامل البعض مع الأطفال بإستخفاف كبير، وغلظة شديدة متجاهلين بذلك نفسيتهم وإنفعالاتهم حول ما يحدث لهم وما يثار في تواجدهم، ولا ينطبق  القول على المحيطين بالطفل فقط من أصدقاء وأقارب ومعارف، فقد يكون الأب أو الأم مصدر لضيق شديد يحدث للطفل وهم لا يشعران.
 
قنبلة موقوتة
ما إن يتكلم الطفل ويفهم، وبعد أن نمت لديه التطورات العقلية والمهارات اللغوية، قد يمزح البعض معه بسؤاله بعض الأسئلة التي تهز مشاعره وتزلزل كيانه، والتي من شأنها أت تدخل الطفل في دائرة مغلقة من التوتر والقلق ما يؤثر على سلامته النفسية بالسلب، ويجعله عرضه لهجمات شرسة من المشاكل النفسية، لأنها تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة قد تنسف معها كل جميل في عيون الطفل. 
 
والآن فما هي هذه الأسئلة؟
على كل أب وأم وكل من تغمر الرحمة قلبه أن يتجنب المزح مع الطفل بطرح أي من هذه الأسئلة التالية:
 
السؤال الأول: من تحب أكثر ..  أبيك أم أمك؟
ياله من سؤال صعب للغاية يضع الطفل في مأزق كبير ويجعله حائرا للغاية، فما إن يلقى على مسامع الطفل إلا وتزيد إنفعالاته وتتسارع دقات قلبه الصغير، ولا أعلم كيف لأب أو أم أو أي شخص كان أن يطرح مثل هذا السؤال على طفل يحب أبويه ويسعد بهما ويشاركهما أجمل اللحظات معا، طفل ولد ليجد أباً راعيا ومسؤولا عنه وعطوفا، وأماً يملأ قلبها الرقة والحنان، أب يتفانى في حبه له، ويسعى إلى تحقيق مستوى معيشة جيد له ليحيا راضيا فرحا، وأم لا تدخر جهداً لتلبية مطالبه والعمل على إسعاده.
 
فيا كل أب وأم ، ويا كل من يستخف بمشاعر الطفولة البريئة لا تحملوا الأطفال فوق طاقتهم ولا تحملوهم هم التفضيل بين الأب والأم فكلاهما هام في حياة الأبناء وكلاهما في قلوب الأطفال، فلا تفتحوا مجالا لتشتت مشاعر الأطفال رأفة ورحمة بهم وبقلوبهم الضعيفة الهشة.
 
السؤال الثاني: ماذا تفعل لو ماتت أمك أو أبوك؟
قد تتعجبون كثيرا ولكن هذا يحدث في واقعنا اليوم، فكثير من الأشخاص غير المسؤولين يقومون بطرح هذا السؤال الأحمق على الطفل، وفي أحيان كثيرة قد يسأله الأب أو الأم أنفسهما عليه، ولكن ما السبب في طرحه وما هو العائد الذي سيعود على السائل منه، أهو إختبار لمحبة الطفل لأبويه أم ماذا؟.
عفوا أيها السائل مهما كانت صفتك وقرابتك للطفل فإنه تصرف أحمق للغاية وسؤال لا ينطق به العقلاء أبدا، وهو كفيل بخلق علة نفسية خطيرة لدى الطفل بسبب عدم شعوره بالأمان الذي تم وأده بمجرد طرح السؤال، فليس من الحكمة أبدا أن يلقى هذا السؤال على مسامع الطفل.
 
السؤال الثالث .. مع من تود أن تعيش .. أبيك أم أمك؟
بعد الطلاق وعند البدء جدياً في تنفيذ قرار الإنفصال يوجه هذا السؤال إلى الطفل ظناً من الأب والأم أن حسم الأمر يتجلى في إجابة الطفل عليه، وهو أمر صعب للغاية ويؤثر سلباً على نفسية الطفل بل وشخصيته في المستقبل فالطفل في هذه الحالة يُخير بين الماء والهواء، فكيف سيختار فالحياة مستحيلة بدون أحدهما؟، هكذا هو الحال عند سؤال الطفل بهذا السؤال، فأين الرحمة والحكمة وأين الأمومة والأبوة؟.