الرضاعة الطبيعية تحمي الرضيع من إنخفاض سكر الدم

للرضاعة الطبيعية دور كبير وفعال في وقاية الطفل من كثير من الأمراض وتقوية جهازه المناعي، وبمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي يُحتفل فيه سنوياً في الفترة من 1 - 7 أغسطس والذي يسلط الضوء على الرضاعة الطبيعية وعلاقتها بداء السكري

الرضاعة الطبيعية والسكري

الدكتورة أماني عثمان، إستشارية مرض السكري لدى الأطفال في مركز إمبريال كوليدج لندن خبيرة بارزة في مرض السكري تسلط الضوء على الأسباب التي تجعل الرضاعة الطبيعية مفيدة بشكل خاص للأمهات الجدد المصابات بداء السكري، بما في ذلك سكري الحمل، والدور الذي تلعبه الرضاعة الطبيعية في تحصين الأطفال حديثي الولادة ضد التعرض لنوبات نقص السكر في الدم

أكدت عثمان، أنه على الرغم من أن بعض النساء يشعرن بالقلق والخوف أحياناً من إرضاع أطفالهم بشكل طبيعي في حال كان لديهن أي شكل من أشكال مرض السكري، إلا أن الرضاعة الطبيعية في الواقع مفيدة في السيطرة على نسبة السكر في الدم لكل من الأم والطفل

وأشارت الدكتورة عثمان إلى أن العديد من الأبحاث أثبتت أن إرضاع الأم لطفلها حديث الولادة بشكل طبيعي منذ الساعات الأولى لولادته واحتكاكه المباشر والمتواصل معها يمكن أن يساعد على تجنب المشاكل الصحية، مضيفة أنه يمكن أن يكون المولود الجديد عرضة لإنخفاض مستويات السكر في الدم، والمعروفة بـ"الهيبوجلاسيميا"، خاصة إذا كانت الأم تعاني من ضعف في السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الحمل. ويعود السبب في ذلك إلى أن الأنسولين الإضافي الذي سينتجه الطفل استجابة لمستويات الجلوكوز المرتفعة لدى الأم يعني أن مستويات الجلوكوز لدى الطفل معرضة للانخفاض بعد الولادة، لذا فإن لجوء الأم إلى الرضاعة الطبيعية المبكرة والمتكررة لطفلها يمكن أن تساعد في استقرار نسبة السكر في الدم".

هل  يؤثر دواء السكري الذي تتناوله الأم على الطفل ؟

وأوضحت عثمان أن هناك عاملي قلق اثنين يشغلن بال الكثير من الأمهات الجدد المصابات بداء السكري، الأول هو ما إذا كان الدواء الذي يتناولنه سيؤثر على أطفالهم حديثي الولادة، والثاني، هو كيف سيؤثر مرض السكري على إنتاج الحليب؟ وهنا لا بد من التأكيد على أنه بالرغم من أهمية أن يستشير المرضى، خاصةً الأمهات الحوامل والرضّع، أطبائهم قبل أي شيء، كقاعدة عامة وإجراء احترازي، إلا أن أي دواء كان على ما يرام أثناء الحمل ولم يتسبب في تأثيرات جانبية سيكون على ما يرام أثناء الرضاعة  على سبيل المثال، جزيئات الأنسولين أكبر في حجمها من أن تنتقل إلى حليب الأم

وأشارت الدكتورة عثمان إلى أن الأمهات المصابات بداء السكري يمكن أن يشعرن بأن حليبهن يخرج ببطء شديد، إلا أن أخصائياً في الرضاعة سيكون لديه القدرة على المساعدة في حل هذه المشكلة.

ونصحت الدكتورة عثمان الأمهات المرضعات المصابات بداء السكري بضرورة التحدث إلى أطبائهن واستشارتهم لتحديد ما إذا كانت أدويتهن بحاجة إلى أي تعديل، لأن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تخفض نسبة الجلوكوز في دم الأم بنسبة تصل إلى 25٪