قصة رقصة ملكة بريطانيا مع الرئيس الغاني نكروما

في لحظة فارقة في تاريخ الكومنولث، رقصت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، مع كوامي نكروما أول رئيس لغانا في عام 1961، بعد حصولها على استقلالها من المملكة المتحدة، ولكن القصة وراء هذه الرقصة.

وكانت هذه الرقصة لملكة بريطانيا بها كسر للتقاليد الملكية، فعلى الرغم من تحذير معاوني الملكة إليزابيث الثانية بشأن سفرها إلى غانا، بسبب أسباب أمنية وسياسية، إلا إنها أصرّت على رحلتها في محاولة لضمان عدم مغادرة الدولة الإفريقية الكومنولث.

كانت الحكومة البريطانية مهتمة، بالحد من النفوذ السوفيتي في المستعمرات السابقة، لذا كان على الملكة إليزابيث الثانية القيام بالعديد من الجولات الخارجية لتقوية روابط الكومنولث.

كانت غانا مستعمرة بريطانية استقلت فيما بعد عام 1957، بعد احتلال دام أكثر من ستين عامًا، وكانت أولى المستعمرات التى استقلت فى غرب أفريقيا، وأصبحت عضوًا في دول الكومنولث الذي أنشأته وتزعمته المملكة المتحدة، وهو يضم تقريبًا كل مستعمراتها القديمة التي تتحدث اللغة الإنجليزية.

كان مشهد رقص الملكة إليزابيث الثانية، مع الرئيس كوامي نكروما، برقصة " الهاي لايف " يضفي جوا من البهجة على حلبة الرقص، ويٌقال إن كلما انتهت الأغنية أشار الرئيس بيده إلى فرقة الغناء بالمواصلة، إلى درجة أن الأغنية أعيدت ثلاث مرات.

ووفقا للروايات التاريخية يٌقال إن الرئيس الغاني، كان يريد أن يثبت بتلك الرقصة أن بلاده تتمتع بالحرية التامة والاستقلال التام.

وبين الواقع والخيال، تقاطعت الصور في المشهد نفسه في مسلسل "The Crown".

كان المشهد الذي سبق الرقصة، لجنود يقومون بإنزال صورة الملكة إليزابيث الثانية، ويضعون صورة لينين، تعبيرا عن دعمهم للاشتراكية، بينما كان الرئيس نكروما يقول في خطبة "أفريقيا اشتراكية للأفارقة".

ويقول خبراء التاريخ، إنه لا خلاف على أن زيارة غانا قد تمت، أو أن نكروما والملكة إليزابيث الثانية رقصا سويا، لكن الرقصة لم تكن بالضبط هي اللحظة المحورية لفلسفة الرئيس الغاني السياسية، لإنه تمسك بالاشتراكية لسنوات لاحقة.