تاريخ صناعة العقود في المجوهرات .. رحلة ساحرة

العقود أو القلادات من أجمل وأكثر المجوهرات المحببة للسيدات في جميع المناسبات، قطعة الجواهر التي لها تاريخ طويل ومثير للاهتمام يرجع إلى آلاف السنين.

عقد بسيط مصنوع من خيط من المواد العضوية المحلية مثل الأصداف والأسنان أو خرز العظام هو أحد أشكال المجوهرات لصنع ما نسميه اليوم بـ"القلادة" التي اعتمدتها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ منذ أكثر من 120 ألف عام.

 

بدأ ظهور القلادات أو العقود بأشكال مختلفة من السلاسل المزينة بقطع من الخرز حتى وصل إلى المرصعة بالألماس واللؤلؤ والأحجار الكريمة.

صُنعت القلادة الأولى في التاريخ من المواد العضوية، مثل العظام والريش والنباتات والأسنان والأصداف، وعثر على أحد أقدم الأمثلة المعروفة لهم في مقبرة من العصر الحجري الحديث في جبال الألب، والتي يعتقد أنها كانت بين 4200-3400 قبل الميلاد.

قلادة من الخرز الزجاجي الفرنجي

كما صُنعت قلادات مبكرة أخرى من المعدن الملتوي، مثل torc، الذي كان عبارة عن قطعة عنق سلتيك قديمة كانت تُرتدى في أيرلندا واسكتلندا بين 1800-1500 قبل الميلاد.

ومع مرور الوقت قليلاً وظهور صناعة وصهر المعادن لأول مرة، دمجت الخيوط مع المنصهرة منها لإنشاء مجموعة من القلادات المختلفة والمميزة، ثم بدأ ظهور إدخال الأحجار الكريمة ونفخ الزجاج.

عقد روماني ذهبي مع عملات معدنية متدلية وسلسلة مضفرة

تطورت صناعة القلادات قليلاً حتى وصلنا لاستخدام مجموعة متنوعة من المعادن مثل النحاس الطبيعي والذهب والفضة والإلكتروم وحتى البلاتين من قبل صانعي المجوهرات القدامى لتصميم القلائد، ثم سمحت التكنولوجيا الحديثة بإدخال معادن جديدة لم تكن القديمة منها قادرة على صهرها أو تطويرها، لعمل القلادات والسلاسل بشكلها الحديث والرائع.

قلادة من العصر الفرعوني

وعودة بنا لتاريخ العقود إلى الوراء قديماً، ارتدى المصريون القدماء أيضاً مجموعة متنوعة من أنماط القلائد المصنوعة من مواد ثمينة من الذهب والأحجار الكريمة، للأغراض الاحتفالية والدينية والجنائزية.

 قلادة من أورق الذهب واللازورد يعود تاريخها إلى 2500 ق. م

كما كانت القلادة جزءاً بارزاً من الثقافات الآسيوية والأفريقية أيضاً، والتي كانت تحتوي على عناصر باهظة الثمن، مثل الخرز المرجاني أو الكهرمان أو العملات الفضية.

وفي بعض الثقافات، كانت القلائد علامة على المكانة والقوة والثروة، وبحلول العصور الوسطى، كانت القلائد تحل محل الدبابيس أو البروشات (بالمفهوم الحديث) باعتبارها أكثر المجوهرات التي يتم ارتداؤها خلال فترات عصر النهضة المبكرة.

لم تكن النساء وحدهن من يرتدين القلائد في ذلك الوقت، إذ ارتداها الرجال خلال القرنين الـ15 والـ17، والتي كانت عبارة عن عقود تشبه الياقة كدليل على المكانة الاجتماعية، إذ كان أغنى الرجال في المجتمع يرتدون غطاء الكتف المرصع بالأحجار الكريمة طوال فترة عصر النهضة.

قلادة مصرية مطرزة بياقة عريضة لمسؤول في الأسرة الـ12

لكن توقفت قلادات الرجال إلى حد كبير عن الشعبية في حوالي القرن الـ18، إذ أصبح يُنظر إليها على أنها شكل أنثوي من المجوهرات.

وبحلول القرن الـ18، كان عدد أكبر من النساء يرتدين القلائد كجزء من مجموعة مطابقة من المجوهرات التي تضمنت الأساور والأقراط والمعلقات والتيجان ودبابيس الزينة، إذ كانت القلادة مخصصة عادة لملابس السهرة.

ومن بين المعادن المختلفة التي كانت تصنع منها القلادات والعقود، كانت اللآلئ خياراً شائعاً بين النساء الرومانيات خلال عصر النهضة وأوائل القرن الثامن عشر.

عقد من الخشمت والفيروز والذهب الأصفر من bulgari

أما في القرن الـ20، أصبحت العقود والقلادات تصنع من الذهب واللؤلؤ، إذ كانت الملكة إليزابيث الأولى إحدى رائدات عقود اللؤلؤ في إنجلترا، وظلت عقود اللؤلؤ الطويلة، هدية كلاسيكية للشابات البريطانيات والأمريكيات خلال منتصف القرن الـ20.

الملكة إليزابيث الأولى بعقد طويل من اللؤلؤ

ومن الذهب والماس واللؤلؤ، يحتل العقد الماسي أحد أغلى رموز البريق والثروة.

خلال أواخر القرن العشرين، بدأت سلاسل البلاتين أو الذهب التي كانت معلقة عليها معلقات مرصعة بالماس في الانتشار خاصة في ثقافة الهيب هوب الأمريكية.

عقد خلاب من harry winston

وبمرور تاريخ القلادات بالعديد من المنعطفات، تطور تصميماتها المختلفة بداية بالأيام الأولى للعظام والأصداف إلى أيام الذهب والفضة والألماس والأحجار الكريمة الحالية التي تعشق النساء اقتنائها والتي تتنافس دور المجوهرات العالمية الراقية لصناعة أجمل التصاميم منها على رأسها، علامات كارتييه وبوشرون وشوبارد وهاري وينستون.

 عقد من الألماس والزمرد على طراز الآرت ديكو من cartier