صناعة الحلي في بلاد الذهب.. مجوهرات لها تاريخ بالنوبة

على ضفاف نهر النيل في جنوب مدينة أسوان المصرية، كان يقع إقليم النوبة أو بلاد الذهب كما أطلق عليها القدماء المصريين منذ آلاف السنين، ويشتق اسمها من لفظ‏ "نوب‏"‏ والذي يعني باللغة المصرية القديمة الذهب‏‏ كما اشتهرت بمناجم الذهب التي كانت تسمي نوبرية‏.

تتميز قطع الحلى النوبي بالكثير من البهاء والفخامة، فتلعب المجوهرات دورًا كبيرًا في طقوس وتقاليد الزواج النوبي، وعلى الرغم من كونه قد أصبح نادرا في الوقت الحالي، نظرا لتشتت أهل النوبة جنوبا وشمالا إلا إنه لم يندثر تمامًا فمعظم صائغي الحلي النوبية يعيشون اليوم في القاهرة.

وكانت الفتاة النوبية تتلقى منذ نعوبة أظافرها هدايا صغيرة من قطع الذهب التقليدي، وهي في معظمها قطع متوارثة داخل العائلة وعند وصولها لسن الزواج، تكون قطع المجوهرات المهداة لها من نساء  أكبر وأقيم.

وتعتز المرأة النوبية بمصاغها لدرجة أنها ترتديه حتي أثناء يوم عملها الطويل الشاق، وكانت الحلي النوبية تستخدم أيضا للتعبيرعن التقدير فإذا كانت الحماة تريد إظهار محبتها واحترامها لزوجة ابنها مثلاً، تزورها وهي في كامل كامل زينتها فترتدي قطع مجوهراتها الفاخرة.

وتحمل القطع النوبية التقليدية أسماء خاصة بها لقطع مجوهراتها ومنها:

قلادة الجاكيد "the jakid gold necklace"

تعتبر قلادة الجاكيد "the jakid gold necklace" من أهم قطع مجوهرات العروس النوبية، وتتكون من ست قطع مستديرة، ترمز إلى قرص الشمس للآله آمون رع في الحضارة الفرعونية القديمة، وتتوسطها دلاية كبيرة الحجم.

قلادة الدوجا

تعني اسم  قلادة الدوجا "الشئ الثمين" وتتكون عادة من 24 حبة مخروطية الشكل من الذهب، و6 قطع مربعة من الذهب كفواصل، و36 خرزة من الذهب، ثم عدد من حبات العقيق الزرقاء أو خضراء اللون، لاستكمال العقد من الخلف، وتختلف عدد حبات الذهب في القلادة وفقًا لذوق صاحبتها وقدرتها المالية .

الأقراط 

تتخذ الاقراط النوبية أشكالاً عديدة، ولكل منها اسم مختلف، وكانت تحظى بشعبية كبيرة بين نساء النوبة قديما، إذ أنهن في بعض الأحيان كان يرتدين ثلاثة أقراط في كل أذن، بدءًا من الأعلى ثم في الوسط وحتي شحمة الأذن.

لماذا اختفى الحلي النوبي التقليدي؟

 يعتقد الباحثون أن المجوهرات النوبية التقليدية والتي تطورت عبر قرون، بدأت في الاختفاء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لسببين، الأول هو انتهاء العمل ببناء السد العالي في 1964، ومن هنا بدأت متاعب النوبيين، في تزايد حيث غمرت مياه الخزان قراهم القريبة منه، مما اضطر الأهالي للصعود إلي الجبال وبناء مساكن جديدة عالية، وكلما زادت التعليات بالخزان زادت الهجرة شمالاً أو جنوباً.

أما السبب الثاني هو ازدهار السياحة في النوبة عقب بناء السد العالى، والانفتاح على الثقاقات الأخرى، مما جعل النساء النوبيات البدء في بيع القطع القديمة التي كن يمتلكنها لصهرها وتحويلها إلي تصميمات أكثر حداثة، ولكنها قطع ذهب عادية، لا تحمل معها عبق التاريخ.