دراسة تحذر من الاصابة بالكوليسترول منذ الصغر

الكوليسترول من العناصر البارزة في جسم الانسان والتي تلعب دورا ايجابيا وسلبيا حسب نوعه، فالكوليسترول الجيد او HDL يحمي الشرايين من التصلب الشرياني ويستخلص جزيئات الكوليسترول من جدران الشرايين ويعيدها الى الكبد.

اما الكوليسترول الضار او LDL وبمستويات عالية، فانه قد يؤدي لمشاكل خطيرة في القلب والاوعية الدموية خاصة عند كبار السن. وبحسب دراسة حديثة، فان الاصابة بارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في مرحلة الشباب يمكن ان تكون له تأثيرات سلبية في مراحل لاحقة في الحياة.

ارتفاع الكوليسترول في الصغر يؤدي لمشاكل صحية خطيرة

الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة Circulation الطبية ونشرها موقع Healthline، ذكرت ان ارتفاع الكوليسترول الضار عند الشباب يمكن ان تكون له تأثيرات سلبية على صحتهم عند التقدم بالسن.

ونصحت الدراسة الشباب بضرورة السعي لخفض مستوى الكوليسترول الضار لديهم لتجنب هذه المشاكل والتاثيرات السلبية.

وحددت الدراسة ما اذا كان بالامكان خفض مخاطر الاصابة بالامراض القلبية الوعائية وامراض القلب التاجية، عن طريق خفض مستويات الكوليسترول الضار بين المرضى قبل أن تؤدي لمضاعفات سيئة مستقبلا.

واعتمدت الدراسة على فحص معدلات التقدم الصحي لأكثر من 36000 مشارك ممن بلغوا سن 42 عاما في المتوسط. وجاءت النتائج غير سارة على الاطلاق، اذ ان المشاركين الذين لم يكن لديهم خطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية، لكنهم يعانون من مستويات مرتفعة من الكوليسترول الضار واجهوا خطر الوفاة المبكرة بنسبة 30-40% بسبب مشاكل في صحة القلب.

وعلق الدكتور شعيب عبدالله، استاذ مساعد بجامعة تكساس والمؤلف الرئيسي للدراسة، ان نتائج الدراسة تؤكد مرة اخرى على ضرورة اجراء تغييرات في نمط الحياة لخفض مستويات الكوليسترول في الجسم سواء بين كبار السن او الشباب.

خطورة الكوليسترول لا تقل عن خطورة السجائر

ويؤكد الدكتور اندور فريمان، مدير قسم الوقاية من امراض القلب والاوعية الدموية في تصريح لموقع Healthline، ما قاله د. شعيب مضيفا ان تاثير الكوليسترول الضار يشبه كثيرا خطر السجائر، اذ يمكن ان تتسبب سيجارة واحدة ببعض الضرر بصحة الانسان، الا نا تدخين الكثير من السجائر يمكن ان يكون مميتا.

وهذا ما يحدث بالفعل فيما يخص الكوليسترول، اذ ان وصول الكوليسترول الضار لمستويات عالية ولفترات طويلة، يمكن ان يرفع من مخاطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية.

ويشدد د. شعيب على ان نتائج الدراسة ستساعد كثيرا في تفسير لماذا بعض المسنين الذين كانوا يتمتعون بصحة ممتازة في شبابهم، يواجهون مشاكل خطيرة في القلب والاوعية الدموية مثل احتشاء عضلة القلب او اي حالة اخرى من امراض القلب المرتبطة بمرض الشريان التاجي المتقدم.

وفيما يخص النصائح لخفض خطر الاصابة بامراض القلب، تبقى النصيحة القديمة هي الابرز والتي تتمثل بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة وخفض الوزن.