العلاج المناعي يجدد فرص الحياة لمرضى سرطان الرئة

يحتفل احد الناجين من مرض سرطان الرئة، بالتزامن مع اليوم العالمي للسرطان 2018 الذي يوافق اليوم 4 فبراير، بمرور عام تقريبا على هزيمته للمرض الخبيث. واستطاع بيل سميث ان يعيش حياته ويستمتع بها لاقصى درجة، بفضل جيل جديد من العلاجات التي ساعدته في التغلب على المرض وتجنب الكثير من الاثار الجانبية المتعبة التي يسببها العلاج الكيميائي.

ويمكن القول ان علاج بيل سميث للمرحلة الرابعة من سرطان الرئة، شكل نجاحا استثنائيا بالمقاييس التقليدية للعلاج؛ اذ عاش بيل خمس سنوات بعد ان تم تشخيص اعراض اصابته بالسرطان، بينما توقع المختصون الا يعيش لاكثر من عام، وذلك بالرغم من انتشار المرض في جسمه ووصوله الى الدماغ والكبد وعظم احد العضدين.

اسلوب مبتكر لعلاج سرطان الرئة

وخضع بيل لجراحتين في الدماغ بالطريقة المعروفة باسم "سكين اشعة غاما" وجراحة لعظم الكتف وعلاجات بالاشعة وجلسات عديدة للعلاج الكيميائي. واضطر بيل الذي يعمل في مجال المحاماة، للتقاعد من عمله بعد تكثيف جلسات العلاج، واصبح بحالة صحية مزرية. ويصف وضعه انذاك بالقول انه كان يشعر بانهاك شديد جعله يستصعب العيش حتى بدأ يفقد الامل بعودته لحياة طبيعية، وعندئذ شعر طبيبه في مستشفى كليفلاند كلينك، الدكتور نيثن پينيل مدير البرنامج الطبي لسرطان الرئة في مركز كليفلاند كلينك للسرطان، بأن الوقت قد حان لتجربة أسلوب مختلف للعلاج.

وكانت ادارة الغذاء والدواء الامريكية سمحت باستخدام دواء جديد كان د. پينيل، الخبير في اكتشاف علاجات جديدة للسرطان من خلال التجارب السريرية، يعتقد أنه سيسفر عن نتائج طيبة عند استخدامه علاجا لنوع السرطان الذي كان يعاني منه بيل، وذلك في وقت يتزامن تقريباً مع وقت اللقاء الأول بين الطبيب ومريضه. ويعد الدواء احد مثبطات ما يعرف بنقطة التفتيش المناعية، وهو شكل من أشكال العلاج المناعي، وجرى تصميمه لتحفيز الجهاز المناعي، وتمكينه من استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها.

واوضح د. پينيل ان العلاج المناعي "لا يعالج السرطان، لكنه يطلق قدرات النظام المناعي سامحاً له بمهاجمته حتى يعطي النتيجة المطلوبة"، معتبرا ان هذه الادوية تعمل بطريقة مذهلة. وفعلا اعطى الدواء، الذي يعطى للمريض عن طريق الوريد كادوية العلاج الكيميائي، بنتيجة إيجابية مع بيل، كما انه كان فعالا في التخفيف من الاثار الجانبية التي عاناها خلال تلقيه العلاج الكيميائي.

واكد بيل ان العلاج المناعي الجديد "اعاد إليه نبض الحياة"، لافتا الى انه شعر بتحسن كبير، ولم يعد يشعر بالتعب الشديد. غير ان الاهم هو شفاء بيل التام من السرطان. فبعد عامين من استخدام العلاج المناعي، وبعد مرور سبعة اعوام على تشخيصه بالمرض، تمكن بيل من وقف العلاج في شهر مارس من العام الماضي بعد أن تعافى.

واعرب د. پينيل عن امله بالا يعود بيل بحاجة للعلاج مرة اخرى، معتبرا ان لا احد يستطيع الجزم بعدم عودة الاصابة بالسرطان لاي مريض شفي منه، مضيفا ان العلاج المناعي اصبح قابلا للتطبيق لكثير من المرضى الذين نفدَت الخيارات المتاحة امامهم، مثل بيل.

وفي حين ان العلاج المناعي لا يجدي نفعا مع كل مريض بالسرطان، فقد استعيض به منذ العام 2015 عن العلاج الكيميائي كعلاج لنحو ثلث مرضى سرطان الرئة، وفقا للدكتور پينيل.