قضايا صحية وأمراضٌ غير مشخصَة تواجه المنطقة

ما زالت بعض الأمراض المرتبطة بنمط الحياة العصرية كمرض السكري من النوع الثاني، تثقل كاهل المنطقة بشكل كبير على الرغم من أن التطورات الجديدة في مجال الطب قد تقدَم الحلول للكثيرين.
 
هذا ما أعلنه أطبار بارزون من مركز "كليفلاند كلينيك" الطبي في الولايات المتحدة الذين يزورون مدينة دبي للمشاركة في فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي، ليطرحوا خبراتهم حول أفضل الممارسات المتعلقة بمجموعة الأمراض المنتشرة في المنطقة في المؤتمر.
 
وأضاف الخبراء الأميركيون أن كثيراً من الأمراض والحالات الصحية التي تصيب القلب والرئتين والكليتين والكبد تظل مفتقرةً للتشخيص السليم والكافي في المنطقة، على الرغم من التطورات الحاصلة في التشخيص والعلاج التي أصبحت متاحةً في مناطق أخرى من العالم.
 
الأولوية لأمراض القلب 
وقال الدكتور راوي ناير، أخصائي أمراض القلب في مركز "كليفلاند كلينيك"، أن دولة الإمارات والمنطقة تواجه مشاكل صحية خطرة يصل بعضها إلى مستويات حرجة في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن تبسيط نمط الحياة والتخفيف من وطأة المتطلبات المعيشية لسكان المنطقة من العوامل المهمة للحدَ من الإصابة بهذه الأمراض، وتخفيف العبء الملقى على القلب، داعياً للمزيد من ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي ونفسي صحي. 
 
وتُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من المضاعفات الخطرة لمرض السكري، والسبب الرئيسي للوفاة المبكرة بين الذين يعانون من هذا المرض. 
 
انتشارٌ لمرض الكبد الدهني 
تشير تقارير الاتحاد الدولي للسكري إلى أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، التي تشهد أعلى معدل لانتشار مرض السكري في العالم، تعاني مما يمكن اعتباره وباءً عالمياً، إذ تقول التقديرات أن ما يصل إلى 68 مليون شخص في المنطقة سيصبحون مصابين بالسكري بحلول العام 2035. 
 
من جانب آخر، نجد أن مرض الكبد الدهني قد أصبح مشكلة متنامية ترتبط بالسمنة ومرض السكري، بل بات هذا المرض السبب الأكثر شيوعاً للمرضى الباحثين عن مساعدة من أخصائيّي الكبد. وفي هذا السياق اعتبر الدكتور وليام كاري، كبير أخصائيي أمراض الدم في معهد أمراض الجهاز الهضمي بمركز "كليفلاند كلينيك"، أن البيانات تشير إلى أن أكثر من 60% من مرضى السكري الذين تمّ فحصهم في عيادة السكري مصابون بمرض الكبد الدهني.
 
ضعف تشخيص التليَف الكيسي في المنطقة
يظّل مرض التليَف الكيسي الوراثي أحد أكثر الأمراض القاتلة شيوعاً بين المنتمين إلى العرق القوقازي، لكنه يُعتبر وبالخطأ منذ فترة طويلة، مرضاً نادر الحدوث بين العرب. وكانت دراسة حديثة أُجريت في جامعة القاهرة بيّنت أن كثيراً من المرضى المصابين بالتَليف الكيسي تمَ تشخيصهم خطأ كمصابين بأمراض أخرى مثل الإلتهاب الرئوي والربو والإضطرابات الهضمية.
 
ودعا الدكتور نيثان كريناك، من مركز الطب الرئوي للأطفال بمركز "كليفلاند كلينيك" في ولاية أوهايو، لإيلاء التوعية بمرض التليَف الكيسي الوراثي مزيداً من الأهمية في منطقة الشرق الأوسط، نظراً لانتشار ثقافة الزواج من الأقارب، مضيفاً أن الأبحاث تشير إلى أن أكثر من نصف حالات الزواج في الشرق الأوسط تتمّ بين أبناء عمومة من الدرجة الأولى أو الثانية، وهو ما يستتبع انتشاراً أكبر للمرض في هذه المنطقة.