الدكتورة نجوى البستاني لـ "هي": التصلب الجانبي الضموري يحدث تدريجياً وعلاجاته الحالية محدودة الفاعلية

تطلعنا الدكتورة نجوى البستاني، استشارية في طب الأعصاب العام والطب العصبي العضلي في معهد الأعصاب في كليفلاند كلينك أبوظبي، على أسباب مرض التصلب الجانبي الضموري ALS وأعراضه ومضاعفاته، إضافة إلى طرق التشخيص والعلاج لهذا المرض العصبي.

ما هو مرض التصلب الجانبي الضموري واسبابه

الرجال اكثر عرضة للاصابة بالتصلب الجانبي الضموري من النساء

د. نجوى: هو مرض يصيب الجهاز العصبي، وتزداد أعراضه مع مرور الوقت، ويؤثر على الخلايا العصبية للدماغ والحبل الشوكي مما يؤدي لفقدان السيطرة على العضلات وضعفها.

ويمكن أن يصيب مرض التصلب الجانبي الضموري أي عمر، ولكن تتطور الأعراض بشكل شائع بين عمر 55-75.

يعتقد أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمرض من النساء، ولكن مع التقدم في العمر يختفي هذا الفرق بين الجنسين.

بالنسبة لأسباب الإصابة بالتصلب الجانبي الضموري، فإن المرض يحدث بشكل تدريجي مع عدم وجود عوامل خطر مرتبطة بشكل واضح وعدم وجود تاريخ عائلي للمريض بحوالي 90-95% من الحالات. ولكن النسبة المتبقية لأسباب الإصابة، لديها عامل وراثي بحيث أن الفرد يرث المرض من أحد الوالدين أو أحد أفراد العائلة.

ما هي أعراض التصلب الجانبي الضموري

د. نجوى: يبدأ المرض بتشنجات عضلية في الذراع والساق، وقد يعاني بعض المرضى من تيبس في العضلات، وضعف العضلات الذي يؤثر على الرقبة والذراع، وصعوبة النطق والتحدث وأيضاً صعوبة في المضغ والبلع.

ويُعتقد أن المرض ينتشر من ضعف العضلات وضمورها، إلى أجزاء أخرى من الجسم، فقد يعاني المرضى من مشاكل في الحركة والبلع والتحدث أو تكوين الكلمات أو التنفس.

وبما أن المرض يحصل تدريجياً، فإن الأعراض تبدأ بالظهور تدريجياً مع الوقت، ويبدأ المرض في جهة واحدة من الجسم ثم ينتقل إلى الجهة الأخرى، وبعدها يأخذ بالإنتشار إلى أعضاء أخرى من الجسم والتنفس والنطق.

هل تزيد الرياضة العنيفة من خطر الإصابة بالتصلب الجانبي الضموري

اسباب واعراض مرض التصلب الجانبي الضموري وطرق علاجه

د. نجوى: لوحظ أن مجموعة معينة من الفئات أكثر عرضة للإصابة مثل الرياضيين، إلا أنه لا يمكن تأكيد أن ممارسة الرياضة العنيفة هي سبب رئيسي وراء الإصابة بالمرض. أجريت دراسات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لمعرفة علاقة المرض بالرياضة ولم تظهر أي علاقة تثبت ذلك.

هل لديك أرقام حول أعداد الإصابات في الإمارات والمنطقة

د. نجوى: لا توجد حالياً أرقام بالنسبة لأعداد المصابين بالتصلب الجانبي الضموري في منطقة الشرق الأوسط والإمارات، لكن يوجد قلة من المرضى في كليفلاند كلينك أبوظبي ممن يتلقون العلاج من المرض.

هل يمكن الإصابة بأكثر من نوع تصلب في وقت واحد

د. نجوى: تختلف أسباب الإصابة بالتصلب اللويحي والتصلب المتعدد والتصلب الجانبي الضموري، وبالتالي من غير الوارد للمصابين بالتصلب الجانبي الضموري، الإصابة بنوع آخر من التصلب.

ما هي مضاعفات التصلب الجانبي الضموري وكيفية تشخيصه

د. نجوى: يتم تشخيص التصلب الجانبي الضموري عن طريق التخطيط الكهربائي للعضلات والأعصاب، تقنية تكشف النشاط الكهربائي للعضلات والأعصاب، وهي الوسيلة الرئيسية في تشخيص الإصابة بالمرض من خلال تقييم قدرة العصب على إرسال إشارة على طول العصب أو العضلات.

وأيضاً يكون التشخيص بالتصوير بالرنين المغناطيسي المفصل للدماغ والحبل الشوكي وذلك لاستبعاد أسباب أخرى يمكن أن تؤدي لضعف العضلات.

يمكن إجراء إختبارات للدم بناء على أعراض المريض، أيضاً لاستبعاد عوامل أخرى قد تسبب ضعف العضلات.

مع الإشارة إلى أن التخطيط الكهربائي والعضلي هو قياس دقيق ويحتاج لخبرات عالية واختصاصيين ذو كفاءة عالية كما القدرات المتواجدة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي".

أما بالنسبة لمضاعفات التصلب الجانبي الضموري الرئيسية، فهي التيبس العضلي أو فقدان المريض قدرته على استقلالية الحركة، ولذلك ينصح مرضى التصلب الجانبي الضموري بالعلاج الطبيعي والوظيفي لتخفيف المضاعفات التي قد تحصل في مراحل متقدمة من المرض.

قد يعاني المريض من صعوبة في التواصل بالنطق والكلام، ويحتاج لمساعدة طبية لتحسين الصوت والكلام.

بالإضافة إلى فقدان الوزن بسبب صعوبة البلع وتناول الاطعمة السائلة عوضاً عن الصلبة.

الادوية المتوفرة حاليا تساعد على ابطاء المرض وليس علاجه بشكل تام

وتبدأ مشاكل التنفس بالتدريج، ويمكن أن تبدأ وقت النوم أو مصاحبة لأي مجهود حركي.

واعتماداً على حدة الأعراض، يتم توجيه المريض لاستشارة طبيب مختص بالتنفس الذي قد ينصح أحياناً باستخدام بعض الأجهزة المساعدة على التنفس.

ما هو علاج التصلب الجانبي الضموري

د. نجوى: لم يتوصل العلم حتى اليوم لاكتشاف علاج شافي لهذا المرض، والعلاجات التي تُعطى حالياً هي فقط لإبطاء تطور المرض وتخفيف أعراضه وزيادة راحة المريض واستقلاليته.

هناك نوعان من الأدوية المتوفرة حالياً، الدواء الأول يؤخذ عن طريق الفم وثبُت بالدراسات أنه يقلَل من تلف الخلايا العصبية الحركية. كما أشارت نتائج التجارب السريرية أنه يطيل أعمار المصابين بالمرض لعدة أشهر.

أما الدواء الثاني ويؤخذ عن طريق الوريد، فقد ثبُت أنه يبطئ انخفاض الأداء اليومي للأشخاص المصابين بالمرض.

بالنسبة للخطة العلاجية، نعيد ونذكر بالدور الكبير الذي يلعبه العلاج الطبيعي والوظيفي والمعدات الخاصة الذي يعزَز استقلالية المريض وسلامته طوال فترة المرض. ويمكن أن تساعد تمارين نطاق الحركة والتمدد في منع التشنج المؤلم وضمور العضلات، وقد يقترح المعالجون أجهزة مثل المنحدرات والدعامات لمساعدة المرضى على الحفاظ على الطاقة والحركة.

ويمكن اللجوء أيضاً لوسائل دعم التواصل، بحيث يستطيع المرضى الذين يعانون من مشاكل في التحدث العمل مع معالج النطق لتعلم استراتيجيات محددة للتحدث بشكل أعلى وأكثر وضوحاً.

إضافة إلى الدعم الغذائي، حيث يُقدم الخبراء النصائح لأفراد العائلة والمرافقين كيفية تحضير وجبات صغيرة على مدار اليوم توفر كافة العناصر المغذية وتجنب الأطعمة التي يصعب ابتلاعها. ومع تطور المرض وصعوبة البلع قد يستفيد المريض من أنبوب يساعد على التغذية لمنع خطر الإختناق أو الإلتهاب الرئوي الناجم عن استنشاق السوائل في الرئتين.