فوائد التطعيم في الوقاية من الأمراض

في خضم جائحة كورونا المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، والنقاش اللامنتهي حول فاعلية التطعيم وحملات التلقيح التي تقوم بها دول العالم للوقاية من عدوى فيروس كورونا وهل أن اللقاحات المتوافرة حالياً تحمي من مرض كوفيد-19 أم لا، توجهنا بالسؤال إلى الدكتورة زينة كنفاني، أخصائية الامراض المعدية في المركز الطبي في الجامعة الامريكية ببيروت للحديث عن فوائد وأهمية التطعيم في الوقاية من العديد من الأمراض وليس فقط كورونا.

وبحسب د. كنفاني، يعد التطعيم عاملاً أساسياً في الوقاية من بعض الأمراض المعدية، برغم توفر مجموعة من التدابير الأخرى الممكن اتباعها للوقاية من الأمراض المعدية الشائعة والحد من انتشارها.

وبخصوص حالات العدوى التي تنتقل عن طريق الطعام والماء، فمن المهم الحرص على نظافة مياه الشرب وغسل الخضراوات وطهو اللحوم بشكل جيد. ويعد الالتزام ببعض السلوكيات من أهم العوامل المساعدة في الوقاية من حالات العدوى التنفسية، مثل ارتداء الكمامة عند الإصابة بالمرض والعطاس في المرفق والتخلص من المناديل الملوثة، فيما تبقى نظافة اليدين الركيزة الأساسية للوقاية من أي حالات عدوى قد تصيبنا.

تطور مفاهيم تطعيم البالغين بسبب كورونا

تحمي اللقاحات من العديد من الامراض خاصة الامراض التنفسية

تقول د. كنفاني أنه لطالما ارتبطت عمليات التطعيم بحصول الأطفال فقط على اللقاحات، لكن يتسم تطعيم البالغين بأهمية كبيرة لما يوفره من فوائد صحية كثيرة. ويعد لقاح الإنفلونزا من أكثر اللقاحات شيوعاً في أوساط البالغين.

ومع ظهور أزمة كوفيد-19، بدأ الجميع بإيلاء المزيد من الاهتمام لمسألة تطعيم البالغين، ونأمل أن تزداد نسبة الالتزام بتلقي اللقاحات مع مرور الوقت، لا سيما في حال التنظيم الجيد لحملات التطعيم لمواجهة المعلومات المضللة التي قد تكون سبباً في التردد حيال تلقي اللقاح في العديد من الحالات

وفيما يتعلق بالأشخاص المترددين في أخذ اللقاحات وكيفية التغلب على الأخبار غير الدقيقة، تؤكد د. كنفاني أن المقارنة بين المنافع والمخاطر هي من أبرز الممارسات الطبية، حيث نتجه لاعتماد علاج ما عندما نجد بأن مزاياه تفوق المخاطر الناجمة عنه. وينطبق هذا الأمر على جميع الأدوية التي نقوم بوصفها، إذ ندرك أن تناول بعض الأدوية قد يكون مصحوباً بمجموعة من الآثار الجانبية، لكن نضطر لقبولها بسبب المنافع التي توفرها. ويتضمن هذا الكلام اللقاحات المتوفرة أيضاً، والتي يعد معظمهما آمناً للغاية. موصية الجميع بالحصول على المعلومات الطبية من مصادر موثوقة، لا سيما في ضوء كثرة المعلومات المضللة على الإنترنت ووسائل الإعلام الأخرى.

دور اللقاحات في دعم الصحة العامة

يساعد الحصول على اللقاح في تقليل الإصابة بالمرض ومنع انتشاره

تفيد د. كنفاني أن اللقاحات تعود بالفائدة على الصحة العامة بالمجمل دون أن تقتصر على الشخص الذي تلقى اللقاح فحسب؛ إذ يُطور الأشخاص الذين تلقوا اللقاح المناعة ضد الإصابة بالمرض الذي يستهدفه اللقاح، وبالتالي يقومون بحماية غير الحاصلين على التطعيم من حولهم لأنهم لا يحملون المرض ولا يسهمون في انتشاره.

وتعد اللقاحات واحدة من أكثر تدابير السيطرة على الأمراض المعدية كفاءة من حيث التكاليف، إذ تحول دون وقوع حوالي 6 ملايين حالة وفاة سنوياً.

فوائد اللقاحات ودورها في تعزيز صحة السكان

فوائد التطعيم في الوقاية من الامراض

يساعد الحصول على اللقاح في تقليل الإصابة بالمرض ومنع انتشاره، تقول د. كنفاني، وتغطي اللقاحات شريحة واسعة من الأمراض بدءاً من أمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا وكوفيد-19، وصولاً إلى الأمراض المنقولة جنسياً مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي ب وأمراض الجهاز الهضمي مثل الفيروس العجلي. كما يسمح التطعيم للحكومات بالحد من الإنفاق على علاج الأمراض التي يُمكن الوقاية منها.

وتعد الآثار الجسيمة التي تركها كوفيد-19 على الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم خير مثال على هذا، حيث نلحظ بدء التعافي التدريجي للاقتصادات التي ترتفع فيها أعداد الحاصلين على اللقاح حتى تصل إلى حالتها الطبيعية في بعض المناطق. ويعتبر التطعيم واحداً من أبرز أسباب زيادة متوسط العمر المتوقع التي شهدتها البشرية على مر السنين.