هل يجب القلق من تورم الغدة اللمفاوية بعد تلقي اللقاح؟

المعروف أن لقاح كورونا يؤدي إلى استجابة مناعية قوية ضد فيروس كوفيد 19، وقد لوحظت شكوى عند بعض النساء حول العالم يعانينَ من أثر جانبي لتلقي لقاح كورونا، من خلال وجود تضخم في الغدد الليمفاوية في منطقة الإبط بعد أخذهن اللقاح.

وهذا يعتبر علامة جيدة جدًا كرد فعل مناعي طبيعي من الجهاز المناعي للجسم، إذ أن لديه الاستجابة المناسبة ضد الفيروس. لكن السؤال هو، هل يجب أن تغيري موعد صورة الثدي الشعاعية «الماموجرام» المجدولة مباشرة بعد موعد اللقاح؟

هل هناك علاقة بين تورم الغدة اللمفاوية بعد اللقاح وسرطان الثدي؟

تعاني معظم النساء من تورم الغدة اللمفاوية بعد تلقي اللقاح

حول هذا التساؤل تجيب الدكتورة تغريد المحميد، استشاري جراحة الثدي في مستشفى الزهراء بدبي: "من المحتمل أن نحصل على نتائج مضللة لأشعة الثدي المسحية (الماموجرام) بعد التطعيم. وقد تم بالفعل نشر هذه النتائج الحديثة في مجلات طبية عالمية مثل المجلة الأمريكية لعلم الأورام ومجلة الكلية الأمريكية للتصوير الشعاعي".

ونشرت هذه المجلات من بين أمور أخرى، أن النساء قد يصبن بتضخم في الغدد اللمفاوية بمنطقة الإبط بعد أخذ لقاح كورونا، وتظهر في صورة أشعة الثدي المسحية (الماموجرام) من أسبوع حتى  6 أسابيع من أخذ اللقاح.

والماموجرام لمن لا يعرف بعد، هي صورة الثدي بالأشعة ويتم التقاط صورتين لكل ثدي. وتعتبر أمرًا ضروريًا لفحص سرطان الثدي ، وفي بعض الأحيان يمكن أن يظهر سرطان الثدي كعقدة لمفاوية متورمة. لذلك، يجب النظر في تاريخ أخذ اللقاح قبل تفسير التصوير الإشعاعي للثدي.

وتضيف الدكتورة تغريد: "لقد رأيت العديد من المريضات يخشين الألم والتورم الخفيف في منطقة الإبط بعد أخذ لقاح كورونا. يمكن العثور على نفس الأعراض في سرطان الثدي، لذلك كان من الطبيعي أن يشعر المرضى بالقلق الشديد. ومع ذلك، بعد أخذ التاريخ الكامل، وإجراء التحقيقات المناسبة والمتابعة بعد شهرين الى ثلاثة شهور، تعود النتائج إلى طبيعتها السليمة".

تورم الغدة اللمفاوية بعد اللقاح قد يضلل نتائج اشعة الماموجرام

وتشجع د. تغريد النساء على تلقي اللقاح، وعدم الحاجة للخوف في حال تعرضهن لهذه للأعراض الجانبية، داعية فقط لزيارة الطبيب للتأكد من أن كل شيء على ما يرام.

هذا وتوصي إرشادات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) باتباع نهج إدارة جديد لاختيار الوقت المناسب لجدولة صورة أشعة الثدي المسحية (الماموجرام).

وعلى الرغم من أن التصوير الشعاعي للثدي مهم جدًا ولا ينبغي تأخيره في كثير من الحالات، إذا لم يكن هناك خطر معروف أو قلق من خطر الإصابة بسرطان الثدي، فمن المستحسن أن يؤجل المرضى تصوير الثدي بالأشعة السينية لمدة 6 أسابيع بعد الجرعة الثانية من لقاح كورونا أو القيام بالتصوير الشعاعي قبل أخذ اللقاح بنفس الفترة.

وإذا كانت الغدد اللمفاوية منتفخة في التصوير الشعاعي للثدي، يستحسن أن يتم إجراء الفحوصات بالموجات فوق الصوتية بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر للتأكد من أن تورم العقدة اللمفاوية قد زال بشكل تام.