تقنية مبتكرة للقضاء على ألم القرص المنفتق في الظهر

الانفتاق في أقراص فقرات العمود الفقري مشكلة شائعة في العالم، حيث يعاني منها 2% من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم.

ويحدث انفتاق القرص نتيجة اهتراء الغضروف بين الفقرات وخروج المادة الهلامية الموجودة فيه، ما يؤدي إلى الضغط على الاعصاب أو الحبل الشوكي.

ويسجل 95% من حالات انفتاق القرص في الفقرات القطنية نتيجة فرط الضغط على العمود الفقري، وتكون أكثر حدوثاً عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام أو لديهم أعمال تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، كما يكثر حدوث الحالات المسببة للألم الشديد لدى الرجال.

يعتمد علاج انفتاق القرص على شدة الحالة وأعراضها، يتفاوت بين العلاج الفيزيائي لتخفيف الأعراض وتقوية العضلات حول العمود الفقري، والجراحة لإزالة المادة البارزة وإزالة الضغط عن العصب.

تقنية متطورة للحد من الم القرص المنفتق

يوفر مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" خياراً علاجياً جديداً للمرضى الذين يعانون من ألم مزمن في الظهر والساق بسبب انفتاق الأقراص في الفقرات القطنية، وذلك من خلال تقنية متطورة تحد من الألم في حال عودته بعد الجراحة.

وهذه التقنية هي شكل جديد من أشكال تحفيز الحبل الشوكي، عن طريق زرع جهاز (DTM) لوقف تدفق إشارات الألم المستمرة بسبب إصابات الاقراص القطنية.

يتضمن الإجراء زرع أقطاب كهربائية حول موقع الإصابة لتنشيط الخلايا العصبية والحبل الشوكي، بالإضافة إلى تنشيط الخلايا الدبقية التي تفوق في عددها الخلايا العصبية كثيراً. ويؤدي التحفيز إلى تدريب الجسم على وقف سيالات الألم العصبية الناجمة عن الإصابة.

وفي دراسة حديثة، تبين ان هذه الطريقة تفيد في تخفيف الألم بنسبة 80%، مقارنة بنحو 50% في حال استخدام تحفيز الحبل الشوكي التقليدي.

التقنية الجديدة بديل مثالي عن الجراحة مجدداً

أوضح الدكتور نادر هبيلا، استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن انفتاق الأقراص يسبب الالم والضعف ويحول دون قدرة المريض على التمتع بحياة طبيعية، مضيفاً: "الجراحة خيار مهم للعديد من المرضى الذين لا تجدي معهم أساليب العلاج الأخرى، لكن نسبة قليلة من المرضى يعانون من عودة الأعراض بعد فترة من الزمن، ونضطر في مثل هذه الحالات، للجوء إلى طرق أخرى".

ويشدد الدكتور رضا طلبة، رئيس قسم إدارة الألم في معهد التخدير في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" على أهمية هذه التقنية للمرضى الذين يعود إليهم الألم بعد الجراحة، موضحاً أنها "تعمل على تنشيط الخلايا الدبقية بالإضافة إلى الخلايا العصبية والحبل الشوكي، وهذا يعني إمكانية تحقيق تراجع كبير في مستوى الألم لدى هؤلاء ومساعدتهم على التمتع بحياتهم الطبيعية والعودة إلى العمل والنشاطات المعتادة".

وكان المرضى سابقاً يلجأون إلى جراحات أخرى، هي جراحات تقويمية، ومسكنات الألم والعلاج بتحفيز الحبل الشوكي عندما لا تنجح العلاجات الجراحية في القضاء على الأعراض. لكن طرح هذه التقنية الجديدة لتحفيز الحبل الشوكي يوفر للمرضى خياراً مثبتاً لتخفيف الألم دون جراحات إضافية أو أدوية.

ولفت د. طلبة إلى أن الأطباء لا ينصحون عموماً بتكرار جراحة العمود الفقري في حال فشلها بتخفيف الألم، مضيفاً: "تحفيز الحبل الشوكي بتقنية (DTM) يمنح المرضى فرصة ثانية دون الحاجة إلى استخدام مسكنات الالم. وهذه الطريقة هي الملاذ الأخير، وأتوقع أنها ستغير حياة المرضى كثيراً".