أمراض القلب تصيب المرضى بعمر أصغر في المنطقة

في إطار حملة التوعية التي يطلقها مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" بمناسبة يوم القلب العالمي، شدد الأطباء على أهمية الالتزام بالنظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة والنوم الجيد في سن مبكرة من أجل التمتع بصحة قلب جيدة.

وتركز الحملة التي ينظمها المستشفى تحت عنوان "ما الذي يجعل قلبك ينبض؟"، على تشجيع الجمهور على اتخاذ خطوات بسيطة للحفاظ على صحة القلب، وتوفر لهم الكثير من المعلومات حول أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطورة المرتبطة بها وخيارات العلاجات المتوفرة لها ونصائح حول أسلوب الحياة الصحي.

تزايد امراض القلب عند الشباب

وفي هذا السياق، لفت الدكتور فيصل حسن، الاستشاري في معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، إلى زيادة انتشار مشاكل القلب المتقدمة والنوبات القلبية لدى فئة الشباب بسبب العادات الحياتية السيئة.

وقال: "في هذه المنطقة، نصادف وجود حالات قلبية حادة لدى مرضى في عمر أصغر بعشر سنوات مقارنة بما هو عليه في دول الغرب، ونلاحظ أعداداً متزايدة من المرضى في الثلاثينيات والأربعينيات يعانون من امراض القلب، وفي بعض الحالات هناك من هم أصغر سناً من ذلك".

وأكد د. حسن على ضرورة "البدء بالاهتمام بصحة القلب واتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل الالتزام ب النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة في مراحل مبكرة، لأنه عندما يصل الإنسان إلى عمر الأربعينيات أو الخمسينيات، يكون الأوان قد فات أحياناً لإصلاح الكثير من الضرر".

كما لفت إلى الانتشار الواسع لظاهرة التدخين وسط فئة الشباب. وهذا عامل آخر يسهم في زيادة خطر التعرض لحالات انسداد الشرايين التاجية نتيجة تراكم اللويحات على جدرانها الداخلية، ما يعيق تدفق الدم إلى القلب ويؤدي في النهاية إلى حدوث النوبات القلبية.

اهمية النوم في الوقاية من امراض القلب

كذلك سلط د. حسن الضوء على النوم الجيد الذي غالباً ما يتجاهل الكثيرون دوره في الحفاظ على صحة القلب، وقال: "غالباً ما أرى مراهقين يقضون أوقاتهم في المراكز التجارية حتى وقت متأخر، وهذا يعني أنهم لا يحصلون على القدر المناسب من النوم. من المعروف أن أنماط النوم القليل وغير المنتظم تزيد من خطر أمراض القلب لأنها تعطل العمليات البيولوجية مثل استقلاب الجلوكوز وضغط الدم".

هذا وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي لحالات الوفيات حول العالم وفي دولة الإمارات، علماً أنه يمكن السيطرة على كثير من العوامل المسببة لها، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والتدخين والسكري والبدانة والنشاط البدني، في مراحل مبكرة من العمر لتخفيف خطر الإصابة بها في مراحل لاحقة.

وقد بينت نتائج استبيان أجراه مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في العام 2019، أن 71% من المشاركين لديهم عامل خطورة واحد على الأقل للإصابة بأمراض القلب.

تحديات العام الحالي وتداعياتها على صحة القلب

وقد تفاقمت التحديات المتعلقة بالحفاظ على صحة القلب في العام 2020 بسبب القيود التي فرضت على الحركة والتغييرات التي طرأت على روتين الحياة اليومية بسبب جائحة كورونا.

ما دفع الكثيرين في ظل هذه الظروف، إلى تأجيل فحوصاتهم الدورية ومواعيد المستشفيات في الشهور الأولى من العام. لكن يأمل الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" أن تسهم حملة "ما الذي يجعل قلبك ينبض؟" في تشجيع الجميع على زيارة الطبيب لمناقشة مخاوفهم الصحية.