علماء يكشفون سبب فقدان حاسة الشم بسبب كورونا

منذ الظهور الاول لفيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية أواخر شهر ديسمبر الماضي، كان فقدان حاسة الشم من ابرز الاعراض المرتبطة بالاصابة بهذا الفيروس الذي تخطى عدد المصابين به حول العالم حاجز 9 ملايين شخص.

وبعد عدة أشهر من التقارير الصادرة من عدة دول حول اعراض فيروس كوفيد 19 ومضاعفاته الصحية، استطاع الباحثون اكتشاف السبب الكامن وراء فقدان حاسة الشم لدى مصابي مرض كوفيد 19.

فما هو سبب فقدان حاسة الشم نتيجة الاصابة بفيروس كورونا المستجد؟ هذا ما نستعرضه سوياً كما جاء على موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن "ساينس ألرت".

سبب فقدان حاسة الشم بسبب فيروس كورونا

يجزم العلماء سيمون جين، استشاري طب وجراحة الانف والاذن والحنجرة في جامعة لندن، وجين باركر، الاستاذ المشارك في جامعة ريدينغ، أن لديهم نموذج يشرح كيفية تسبب فيروس كورونا لحاسة الشم.

وتعتبر العدوى الفيروسية أبرز الأسباب شيوعاً وراء فقدان حاسة الشم، مثل نزلات البرد وغيرها من التهابات الجهاز التنفسي العلوي. وتعد فيروسات كورونا التي لا تسبب أمراضاً قاتلة مثل "كوفيد-19" والسارس و MERS ، أحد أسباب نزلات البرد المسببة لفقدان الشم.

وغالباً ما تعود هذه الحاسة بعد اتضاح الاعراض، لكن في حالة فيروس كورونا الجديد فإن نمط فقدان الشم مختلف إذ أبلغ العديد من المصابين بالفيروس عن فقدان مفاجئ لحاسة الشم، ثم عودتها وبشكل كامل خلال اسبوع أو اكثر.

والغريب في الأمر أن فقدان حاسة الشم غالباً ما يعزى لانسداد الانف، لكن في حالة هؤلاء المصابين بكورونا فقد كانت انوفهم مفتوحة. وبالنسبة للآخرين، فإن فقدان حاسة الشم حدث لفترة طويلة.
وكشف إجراء أشعة مقطعية للأنوف والجيوب الأنفية للأشخاص الذين يعانون من فقدان الرائحة بسبب "كوفيد-19"، أن جزء الأنف الذي يشم الرائحة محجوب نتيجة تورم الأنسجة الرخوة والمخاط.

فيما بقية الأنف والجيوب الأنفية كانت طبيعية ولا يعاني المريض من مشكلة في التنفس عبر أنفه.

كورونا يصيب الخلايا العصبية الشمية ويدمرها

ومنذ بداية انتشار الفيروس، ظن العلماء ان الفيروس قد يصيب الخلايا العصبية الشمية ويدمرها. وهذه الخلايا هي التي تنقل الإشارة من جزيء الرائحة في الأنف إلى المنطقة في الدماغ حيث يتم تفسير هذه الإشارات على أنها "رائحة".

لكن تعاوناً دولياً مؤخراً أظهر أن بروتينات ACE2 التي يحتاجها الفيروس لغزو الخلايا، لم تكن موجودة على الخلايا العصبية الشمية. لكن تم اكتشافها في خلايا تدعى "الخلايا العصبية البطنية" التي تدعم الخلايا العصبية الشمية.

ويتوقع أن تكون خلايا الدعم هذه هي التي تضررت نتيجة الاصابة بالفيروس، وستتسبب الاستجابة المناعية في تورم المنطقة لكنها تترك الخلايا العصبية الشمية سليمة. وعند تعامل الجهاز المناعي مع الفيروس، ينحسر التورم ويصبح لجزيئات الرائحة مسار واضح لمستقبلاتها غير التالفة، فتعود حاسة الشم إلى طبيعتها.

لماذا لا تعود حاسة الشم في بعض الحالات؟

يرجح العلماء أن يكون السبب هو استجابة الجسم للضرر وما ينتج عنه من إطلاق مواد كيميائية تعمد لتدمير الانسجة المصابة. وعندما يكون الالتهاب حاداً، تبدأ الخلايا المجاورة الأخرى في التلف أو التدمير بسبب هذا "الضرر". ويعتقد العلماء أن هذا ما يمثل المرحلة الثانية حيث تتلف الخلايا العصبية الشمية وتحتاج لوقت أطول للتجديد ما يجعل استعادة حاسة الشم أبطأ.

لكن الخبر السار هو أن الخلايا العصبية الشمية يمكنها أن تتجدد وتنمو طوال الوقت. ويمكن توجيه هذا التجديد نحو العلاج الطبيعي للأنف واستعادة الشم من جديد.