ما هي مناعة القطيع وهل تحمي من عدوى فيروس كورونا الجديد

فيروس كورونا الجديد ما زال مستمراً بالتفشي في معظم دول العالم، ومعه ما زال الخبراء والباحثون يعكفون ليل نهار في ابحاث ودراسات للتوصل الى علاج ولقاح لهذا الفيروس الذي تجاوز عدد الوفيات فيه لأكثر من 200 الف شخص.

ومع هذا السباق الحميم، تبرز تساؤلات كثيرة حول كيفية الوقاية من عدوى فيروس كورونا المستجد وتعزيز مناعة الناس لتجنب الاصابة به. ومن هذه التساؤلات والطروحات، برز طرح "مناعة القطيع" التي ظهر منتصف الشهر الماضي بالتزامن مع دعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لاتباع هذه الاستراتيجة في مواجهة فيروس كورونا.

فما هي مناعة القطيع وكيف يمكنها المساعدة في الوقاية من عدوى فيروس كورونا؟

ما هي مناعة القطيع وهل تحمي من عدوى فيروس كورونا الجديد 

مناعة القطيع او المناعة الجَمْعية، هي استراتيجية تقوم على ممارسة الحياة بشكل طبيعي بحيث يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وعندها تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس وتحاربه إذا ما هاجمهم الفيروس مجدداً.

وبعكس التطعيم، فان مناعة القطيع لا تقدم مستوى عالياً من الحماية الفردية وبالتالي فإنها لا تعد بديلاً جيداً للتلقيح الذي تسعى اليه معظم دول العالم.

وبحسب البروفسور مارك وولهاوس، أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة في اسكوتلندا، فإن مفهوم مناعة القطيع هو أساس جميع برامج التطعيم. ويمكن ان تحدث مناعة القطيع بشكل طبيعي في حال تعرض عدد من الناس للعدوى، حيث يولدون أجساماً مناعية مضادة تحد من قدرة الفيروس من الانتشار على نطاق واسع. لكن هذه الاستراتيجية  لن تكبح تماماً تفشي الفيروس أو تمنع انتشاره بشكل كامل، خاصة في المجتمعات التي لم تكتسب المناعة بعد.

التشكيك بهذا المبدأ جاء من جيريمي روسمان، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كينت البريطانية، معتبراً أن مناعة القطيع قد لا تكون فعالة في مواجهة فيروس كورونا، كما رجح تطور الفيروس جينياً الأمر الذي قد يتطلب طرقاً طرق جديدة لمكافحته. 

وأضاف روسمان أن مناعة القطيع يمكن أن تكتسب أيضاً من خلال إعطاء لقاح لعدد كبير من الناس، ما يحد من انتقاله للآخرين، لكن هذا الحل غير ممكن حالياً في ظل عدم توفر لقاح للفيروس قبل سنة أو أكثر من الآن على أقل تقدير.

هل الاجسام المضادة تحمي من الاصابة بالفيروس مجدداً؟

وفقاً لخبراء من جامعة بون بألمانيا، فقد أظهرت النتائج الأولية لاختبارات خضع لها سكان بلدة غانغليت الريفية في منطقة هاينزبرغ، ان 15% من هؤلاء الأشخاص لم تظهر عليهم أعراض، ولم يعتقد في السابق أنهم مصابون. وقال هندريك ستريك، عالم الفيروسات الذي قاد الدراسة مع باحثين آخرين من مستشفى بون الجامعي بألمانيا، إن ذلك قد يعد مؤشراً على إمكانية إزالة أوامر الإغلاق تدريجياً.
وذكرت صحيفة "التلغراف" البريطانية نقلاً عن غونتر هارتمان، مدير معهد الكيمياء والصيدلة السريرية الألمانية والمشارك بالدراسة، إن 15 في المائة ليس بعيداً عن الـ60 بالمائة التي يتطلع إليها العالم للوصول إلى «مناعة القطيع». مضيفاً أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا بمثابة «حاملين» للمرض، وقد يعمدون الى نشره دون معرفتهم أنهم مصابون به.

ومع حصانة القطيع بنسبة 60-70%، سيختفي الفيروس تماماً بين السكان ولن يعود المسنون في خطر. واعتبر القائمون ان الدراسة تمثل سبباً للتفاؤل الحذر، مضيفين ان معدل المناعة البالغ 15% يعد كافياً لإبطاء انتشار الفيروس بشكل كبير.