تعافي طبقة الأوزون والأرض من إيجابيات فيروس كورونا

بالرغم من الاثار السلبية لتفشي فيروس كورونا المستجد وحصده للمزيد من الإصابات والوفيات حول العالم، إلا أن هذا الفيروس المعدي أثبت أن له نواحي إيجابية عدة منها تعافي الأرض وطبقة الاوزون.

وبحسب دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature البريطانية، فان طبقة الأوزون شهدت في الأشهر الثلاث الماضية تعافياً بشكل كبير، ويمكن أن نشهد إبراء ثقب الأوزون الذي كانت له تداعيات سلبية على البيئة والصحة ونواحي أخرى في حياة الإنسان.

والمعروف أن طبقة الأوزون تشكل درعاً واقية في طبقة "الستراتوسفير" (المتكور الأوسط وهو ثاني طبقات الغلاف الجوي للأرض)، التي تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية التي تصلنا من الشمس.

ومن دون طبقة الأوزون، سيكون من شبه المستحيل لأيّ شيء على كوكب الأرض أن ينعم بالحياة.

وذكرت أنتارا بانيرجي، زميلة زائرة من "المعهد التعاوني لبحوث العلوم البيئيّة" (سيريز) في جامعة "كولورادو بولدر" في الولايات المتحدة الأميركيّة، وتعمل أيضاً في "الإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجويّ" (إن. أو. أيه. أيه)، وهي الباحثة الرئيسة في الدراسة لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية، أنه تم رصد علامات على تغيرات مناخية في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتحديداً في أنماط دوران الهواء. 

تراجع نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون

كما شهد الخبراء البيئيون تراجعاً ملحوظاً في معدلات غاز ثاني اوكسيد الكربون، الذي سجل معدلات قياسية خلال السنوات الماضية. ويعد ثاني اكسيد الكربون اهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يتسبب الانسان في ارتفاع نسبتها.

ولوحظ انحسار كبير في نسبة الغازات الملوثة والغازات المسببة لمشكلة الاحتباس الحراري في بعض المدن والمناطق نتيجة تأثيرات انتشار فيروس كورونا على الأعمال وحركة السفر والتنقل.

وقال باحثون في نيويورك لشبكة "بي بي سي" البريطانية، ان النتائج الأولية لأبحاثهم تشير إلى انخفاض غاز أول أكسيد الكربون الناتج بصورة رئيسية عن استخدام السيارات، بنسبة 50 مقارنة بالعام الماضي.

الطبيعة تتنفس الصعداء

مع تدابير الإغلاق والحجر الصحي الإلزامي الذي أجبر الناس على البقاء في المنزل، تستفيد الحيوانات والنباتات البرية من الهدوء الذي كان سائداً في زمن بعيد.

حيث عاد سكان المدن الكبر لسماع زقزقة العصافير فيما شوهدت أنواع مختلفة من الحيوانات تسرح في الشوارع دون خوف، وتجمعت الدلافين في البحر الابيض المتوسط.

ويشرح جيرون سويور المتخصص في الصوتيات في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي إننا بتنا نسمع أصوات الطيور بشكل أفضل، كون بعضها يتوقف عن التغريد عند سماع ضجة ما يولد أجهاداً لدى الطيور ويعكر مزاجها.

مضيفاً أن اختفاء الأصوات البشرية قد يكون مفيداً للحيوانات خلال فترة التكاثر في الربيع.

كما يمكن أن تكون الحياة البرية أفضل في الريف وفي البحر على حد سواء، بعدما أنهى العزل الصحي موسم الصيد في وقت مبكر في أنحاء متفرقة من العالم.

فرصة للنباتات والزهور

الأمر نفسه ينطبق على النباتات، حيث أن التزام الناس منازلهم أتاح لبعض النباتات والزهور فرصة كبيرة للنجاة. منها أزهار الأوركيد البرية التي تنمو بين نهاية أبريل وبداية مايو، والتي كان المشاة يقطفونها بشكل كبير.

كما ستزهر المروج وتقدم موارد للنحل والفراشات، وبحسب العلماء فان هذه الظاهرة هي الأكثر أهمية لتغير نظرتنا إلى الطبيعة والاستمتاع بها بعدما حرمتنا زحمة الحياة العادية من هذه اللذة.