مريضة بسرطان الثدي تسترد عافيتها بسرعة بفضل..

يعد سرطان الثدي واحدا من اكثر السرطانات شيوعا لدى النساء اليوم. وتشير الهيئات الصحية في دولة الامارات إلى ان امرأة من اصل كل 8 نساء يتم تشخيص اصابتها بسرطان الثدي خلال حياتها. 

ويمكن ان تصاب المرأة بسرطان الثدي في اي عمر، لكن خطورة هذا المرض تزداد بعد بلوغ المرأة سن الأربعين. ورغم المضاعفات الخطيرة لسرطان الثدي، الا ان التوعية والتشخيص في الوقت المناسب والعلاج الملائم يساعد المريضات على قهر هذا المرض واسترداد عافيتهن. والكشف والعلاج المبكر لسرطان الثدي يرفع من معدلات النجاة خلال السنوات الخمس الاولى بنسبة تزيد على 90 %.   

مريضة استردت عافيتها نتيجة الكشف المبكر
وقد لعبت هذه العوامل دورا محوريا في علاج مريضة بسرطان الثدي عمرها 58 عاما في مستشفى برجيل، هي السيدة امل عمران التي تعمل في المستشفى مديرة لخدمة الضيوف. 

ويقول الاستاذ الدكتور طاهر بن حيدجيب، استشاري ورئيس قسم الجراحة ونائب المدير الطبي في مستشفى برجيل بابوظبي، ان السيدة امل عانت من الام مستمرة في كلا ثدييها في اكتوبر 2015 فاستشارت قسم التوليد وامراض النساء بمستشفى برجيل، وتم اجراء تصوير بالاشعة فوق الصوتية وصورة ثدي شعاعية لمعرفة السبب والمصدر المحتمل للاعراض. 

واظهرت نتائج الفحوصات المنسجمة مع المعايير العالمية ان سبب الالم هو تغيرات حميدة في نسيج الثدي. واوصى الاطباء بمتابعة الحالة مدة ستة اشهر بهدف رصد اي تغيرات اضافية محتملة في النسيج او معاودة الاعراض السابقة. 

لكن بعد شهر، شكت السيدة امل الى طبيبها مجددا الما مستمرا في الثدي الايمن، فقام الطبيب باخذ خزعة من منطقة الورم حيث كشفت تلك الخزعة وجود كتلة سرطانية (كارسينوما) تؤثر على الخلايا في انسجة العضو. وعلى ضوء هذه النتائج، تمت استشارة فريق من الاطباء بمن فيهم جراح، واخصائي اورام، وطبيب نسائية، واخصائي انسجة وتشريح، واخصائي معالجة شعاعية، وذلك لتحديد الطريقة الامثل لمعالجة هذا الورم السرطاني. 

كما تم عمل تصوير مقطعي محوسب وفحص تشخيصي وتصوير مقطعي بالاصدار البوزيتروني وتصوير شعاعي لتقييم حالة السيدة امل والتحقق مما اذا كان السرطان قد انتشر الى اجزاء اخرى من الجسم. وكشفت الفحوصات ان السرطان لم ينتشر بل ظل محصورا بمنطقة الصدر، لذا قرر فريق الاطباء اجراء جراحة لاستئصال الكتلة السرطانية والعقد اللمفية الابطية باعتبارها افضل طريقة للتخلص من السرطان ومنعه من الانتشار الى الاعضاء المجاورة.  

علاج كيماوي
بعد اجراء الجراحة، تبين بالتقييم الدقيق للحالة انه من غير الممكن ازالة كامل النمو السرطاني دون ترك بقايا، لذا اوصى فريق الاطباء باستكمال الاستئصال الجراحي للورم بنظام علاج كيماوي او معالجة اشعاعية لتحقيق افضل نتيجة. وقد قام جراح الاوعية الدموية بزراعة قثطرة وريدية مركزية للشروع في العلاج الكيماوي. 

وبحسب د. بن حيدجيب، فقد استجابت السيدة امل بشكل جيد للجراحة وهي تخضع حاليا للعلاج الكيماوي، وحالتها تشهد تحسنا ملحوظا. كما ستخضع لعلاج اشعاعي لضمان الشفاء التام، متوقعا تعافي المريضة بشكل كامل. 

وتقول السيدة امل ان تدخل فريق اخصائيي الاورام في مستشفى برجيل في الوقت المناسب، انقذ حياتها، ما يعطي حافرا لكل سيدة بضرورة الكشف المبكر ومتابعة اي تغيرات تطرا على صحتها وصحة ثدييها للحصول على العلاج المناسب والشفاء من هذا السرطان الذي يودي بحياة الكثيرات يوميا.