فيلم "Snowpiercer": خيال عملي من قلب الواقع

هي – هلا الجريد
 
بميزانية محدودة لا تتعدى 38 مليون دولار ومدة إستغرقت 10 سنوات تقريباً، استطاع المخرج الكوري الجنوبي "بونغ جون-هو" أن يوصل فكرته عن "الثورات" والفروقات الشاسعة بين الطبقات الإجتماعية من خلال قطار سريع محطم للثلوج ولا يتوقف أبدأ أي أشبه ما يكون بالحياة بكاملها.
 
الفيلم مأخوذ عن قصص فرنسية مصورة "كوميكس" شارك في كتابتها "جاكوس لوب" و"بنجامين ليغراند" و"جين مارك روشيتي". وتدور أحداث هذه القصص في العام 2031 بعد أن تجمدت الأرض عام 2014 وغطّت الثلوج سائر أجزائها بفعل ممارسات البشر في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري التي فشلوا في حلها، ولم ينج من تجمد الارض سوى من لجأوا إلى القطار الذي صممه ملياردير قاسي القلب يدعى "ويلفورد" والمطلوب من كل من في القطار أن يدين له بالفضل، ولكن قطار النجاة هذا توجد به معضلة كبيرة وهي أن الصفوة يسكنون في مقدمته وبنعمون برغد العيش أما الفقراء ففهم في ذيله ويعانون من الفقر وظروف معيشية سيئة ومن التجبّر والإضطهاد ولا يسمح لهم أبدا للوصول إلى المقدمة، ومن هنا تبدأ ثورة جديدة هي جزء من سلسلة ثورات حدثت طوال الـ17 عاماً الماضية ولكن كلها باتت بالفشل، وبإندلاع الثورة الجديدة عند إكتشاف الطبقة الفقيرة أنه لم يتبقّ رصاص لدى الحرس وقد نفذت كلها خلال الثورات السابقة وعندها تحدث المواجهات الدامية التي يتصدى لها حرس الصفوة ببسالة وبكل ضراوة وبالأسلحة البيضاء، ولكن إصرار الطبقة الفقيرة أقوى ويقهرون الحرس ويتقدمون العربة تلو الأخرى من عربات القطار لتنكشف لهم الأسرار الواحد تلو الآخر لمعرفة الحقيقة التي تسيّر هذا القطار.
 
يتميز الفيلم بتنوع اللغات والجنسيات ويضم نخبة من الفنانين العالميين الذين أجادوا أدوارهم.
 
ولكن ما يبعث الضيق عند مشاهدة الفيلم كثرة المشاهد المبالغ فيها بالعنف فهي عنيفة جداً ولأقصى حد وأغلب الظن أن الغرض منها هو توضيح مدى العنف الذي وصلت له بعض المجتمعات المطحونة ونستطيع القول إنه فانتازيا من قلب الواقع.