رسميا وعمليا .. السعوديات خلف مقود السيارة

دخل القرار السعودي الخاص بـ قيادة المرأة السعودية ، حيز التنفيذ في الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد 24 يونيو 2018 ، وهو يوم تاريخي بلا شك ، سيسجل في ذاكرة السعوديات، ومع دخول القرار حيز التنفيذ رسميا، بدأت السعوديات في تطبيق القرار فعليا، فشهدت عدة مدن سعودية خروج النساء لقيادة سيارتهن بعد الساعة الثانية عشر ليلا.

خطط سير ميدانية للتعامل مع قيادة المرأة للسيارة

من جانبها، وضعت إدارات المرور السعودية، خطط السير الميدانية للتعامل الأمثل بحسب الأنظمة والتعليمات، ورصدت وسائل التواصل الاجتماعي قبلا، حالة من الخوف والرهبة التي ما زالت تسيطر على العديد من السيدات عبر قيادتهن بين الزحام ووسط الطرق الواسعة، مؤكدين أن خروجهن سيكون تدريجياً لحين كسر حاجز الخوف.

أما من سبق لهن ممارسة القيادة خارج السعودية، فلم يترددن في القيادة فوراً دون تردد أو خوف، مؤكدات أن القيادة ليست مرعبة، بل هي ذوق وفن ما دامت قائدة المركبة تتبع قواعد الأمن والسلامة المرورية.

دعوات على مواقع التواصل للرجال بتفهم حداثة تجربة قيادة المرأة للسيارة

وعلى مواقع التواصل، بث مغردون نداءات إلى السائقين الرجال، كما أطلقت حملات واسعة للتعاون في إنجاح النقلة التاريخية للمرأة السعودية، فكتب أحدهم: "المرأة شريك لك في الطريق فأظهر بعض الرجولة، وأفسح لها الطريق واجعل لها أولية المرور، لا تزعجها بالمنبهات والفلاشات، التزم بأنظمة المرور، فأغلبهن ما زلن متدربات والقائد المتدرب ليس كالمتمرس".

مواقف خاصة للنساء ومراكز صيانة طارئة

إلى هذا، ذهب عدد من المجتمعات التجارية بتخصيص مواقف خاصة للنساء، لتكون أقرب إلى بوابات الدخول والخروج، فيما هيأت عدد من مغاسل السيارات ومراكز إصلاح السيارات للعطل الطارئ، برامج خاصة للنساء، كما حذر قانونيون من التعرض للمرأة أثناء قيادة السيارة، أو تصويرها أو مطاردتها، ما يدخل صاحب تلك الأفعال تحت طائلة القانون الذي أقر عقوبات مختلفة رادعة لتلك التصرفات، مؤكدين أن تصوير المرأة أثناء قيادتها للسيارة جريمة معلوماتية يترتب عليها غرامة مالية وسجن، ‏وفي حال ملاحقتها فهي جريمة تدخل تحت قانون التحرش.

رجال المرور يستقبلون قائدات المركبات بالورود

من جانبهم، استقبل رجال المرور في السعودية، السيدات قائدات المركبات بالورود دعما لهن وترحيبا بهن في شوارع المملكة، فيما شارك شباب رجال المرور في مبادرة رافقتكم السلامة، في جميع مناطق المملكة وقاموا بتوزيع الورود على كل سيارة تقودها امرأة.

تحولات تاريخية في سوق العمل بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية

يشار هنا إلى أن بدء قيادة المرأة السعودية للسيارات لن يتوقف خلف المقود فقط، إذ أن دراسة قام بها جلف تالنت ، خلصت إلى توقع تحولات تاريخية في سوق العمل بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية، وتشير التوقعات إلى تمكين المرأة السعودية وتعزيز مساهمتها وتطورها لبلوغ مواقع قيادية ومناصب رفيعة كانت حكراً على الرجال في الماضي.

كما أشارت الدراسة إلى تولي عدد كبير من النساء وظائف برواتب أعلى عند تمكنهم من القيادة، أيضا قالت إن القرار يوفر وظائف جديدة للنساء السعوديات في قطاع السيارات، في حين يؤدي إلى خلق فرص عمل في المدن للنساء القادمات من البلدات والقرى المجاورة.