معرض "الفن المعاصر السعودي" يُحلق بعد "كان" الى "باريس"

يتميز الفن التشكيلي السعودي بانه المساحة الاكثر نموا واتساعا ضمن مساحات الفنون التعبيرية والبصرية، بالاتصال المستمر لتطور وحداثة هذا الفن في هويته وسماته مع المدارس الفنية العالمية، وقد قدم الوجود الثقافي للفنّان السعودي في المحافل الدولية الصورة الصحيحة للمجتمع السعودي المبدع والمثقف والمتسامح، حيث ان الفن هو اللغة التي يفهمها ويتذوقها الجميع، وهي الوسيلة الاكثر فعالية للتواصل والحوار مع الآخر اياً كان توجهه وانتماؤه.

معرض "الفن المعاصر السعودي"
تشهد المدن الفرنسية تحليق المعرض التشكيلي المتميز، معرض"الفن المعاصر السعودي" فيما بينها، حيث اختتم المعرض فعالياته في مدينة كان بجنوب فرنسا منذ عدة ايام في قاعة الماجستيك الواقعة على شاطئ مدينة كان، لينتقل الى العاصمة الفرنسية باريس ابتداء من تاريخ 12 مايو ولمدة 6 ايام، وذلك في قاعة Acurial بجادة الشانزيليزيه .  

يحتضن معرض"الفن المعاصر السعودي" بين جدرانه، مجموعة متميزة من الاعمال الفنية واللوحات التشكيلية لنحو 17 فناناً وفنانة من الفنانين والفنانات السعوديين، من مناطق سعودية مختلفة، ومن مختلف المدارس الفنية المعاصرة، ولقد حظي المعرض اثناء اقامته في مدينة كان، باهتمام كبير من قبل وسائل الاعلام الفرنسية، وشهد حضورا كثيفا من قبل عدد كبير من السياسيين ورواد الثقافة والفن الفرنسيين، كونه اول معرض فني تقيمه السفارة السعودية في مدينة كان الساحلية .

لوحات معرض "الفن المعاصر السعودي"
اتاح هذا المعرض الفرصة امام الفنانين والفنانات المشاركين فيه للتعبير عن تاثرهم بالمدارس الفنية العالمية من دون ان يمسهم قلق التغريب، واطلقوا العنان لخيالهم ليستمدوا من التراث باعثا وملهما لجمال وتميز اعمالهم، حيث كان عنصر الاحتفاظ بالتراث السعودي وتقديمه بشكل معاصر هو القاسم المشترك في اغلب لوحات المعرض التي حملت تعبيرات متنوعة، مع الخامات المضافة الى الالوان باشكال هندسية من مفردات الزخارف الشعبية، مثل الدائرة والمثلث وبقية المفردات الهندسية، والتي بدت جلية في رسومات "علي الرزيزاء" وهو احد رواد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، والذي اهديت لوحاته لرؤساء دول زارت المملكة، وايضاً لبعض المشاهير في عالم السياسة والثقافة.

كما تميزت معظمُ اللوحاتِ المشارِكة في المعرض بالجرأةِ، وبالالوانِ التي اظهرت الموروثَ السعودي المحكي والمقروء، وكانه يتحدث للاجيال الحالية عن جماليات الحرف واللون في لوحات الرسامين السعوديين، وهذا ما ظهر في لوحات الفنانين التشكيليين محمد فارع، وطلال الزيد، وبقية الرسامين المشاركين في المعرض.