عند الأزمات.. حولَي الضعف لقوة

من منا لا يعاني من أزمة أو مشكلة في الحياة؟ من منا لا تعتصره المصاعب وترهق قلبه الهموم؟
 
لكن من قال أن الأزمات يجب أن تكون مهلكة للمرء، ومن قال أن ليس هناك وجهٌ إيجابي للأزمات؟
 
أجل، يبقى في الأزمة وجهٌ حسن نعوَل عليه لتخطيها، وهو ما أنصحك به عزيزتي إن تكالبت عليك الأزمات وأتعبتك وأحاطتك بجو من السوداوية والتشاؤم.
 
فالمحنة هي منحة في بعض الأوقات، يمنحها الباري تعالى لخاصية عباده لامتحان إيمانهم وصبرهم وقدرتهم على التحمَل. فإن كنت ممن يعانون من أزمات الحياة، فاعلمي أن الله يحبك كثيراً!
 
والأزمة هي نبراسٌ لاستكشاف الحقيقة حول أنفسنا وحول الجميع. فالتجارب القاسية تفتح أعيننا حول دواخلنا، قوتها وضعفها، تصميمها وتلكؤها، وكذلك تكشف لنا عن الآخرين وما يخبؤون في داخلهم. فلا تحزني إن كنت تمرين بأزمة ما، بل استغليها لمعرفة المزيد عن ذاتك وعن الآخرين.
 
من أجمل الدروس التي نستقيها من الأزمة، إكتساب الخبرات والمعرفة. أجل، فالأزمة لا تحمل لنا الهموم والتعب فقط، بل العلم والمعرفة أيضاً. فكل أزمة نمرَ بها ونتعلم منها كيف نكون صبورين وكيف نتجاوزها وكيف نسعى لحلها، هي أزمةٌ جيدة وليست سيئة. فاغتنمي الفرصة واستفيدي من أزماتك بشكل كبير وإيجابي.
 
وأهم شيء تفعلينه عند الأزمات، هو تحويل الضعف لقوة، وهنا مكمن الأمر. فالأزمة حاصلةٌ لا محالة، ويترتب عنها مواقف ضعيفة وهزيلة وغير مستقرة، وهذا حال بني البشر، وليس أنت فقط. لكن بمقدروك عزيزتي قلب كل شيء إلى عكسه، وتحويل ضعفك لقوة تساعدك وتعينك على تجاوز الأزمات بأقل الخسائر الممكنة، ماديةً كانت أم معنوية. 
 
الأزمات هي نقطة تحوَل جذري في حياتنا، تتطلب قرارات مصيرية وحاسمة وحتى تنازلات وتضحيات في سبيل حلَها. فلا تدعي كل ذلك يجعلك ضعيفةً ووهنة، بل تعاملي مع الموقف المتأزم بصلابة وقوة وعالجيه بحكمة وهدوء كي تتجاوزيه.
 
لا تدعي الأزمات تغيَر منك ولا من مبادئك وأفكارك، بدلاً من ذلك إجعليها تصقلك وتصقل ذاتك وأفكارك نحو الأفضل والأحسن.
 
يبقى في النهاية أن نقول لك كما المقولة الشهيرة لهنري كيسنجر: في الأزمات الفاصلة يكون الأكثر جرأةً هو الأكثر أماناً في أغلب الأحيان.