في قلب منطقة القوز الإبداعية، وتحديدًا في السركال أفنيو، يعود مهرجان القوز للفنون 2026 ليؤكد مكانته كأحد أبرز المواعيد الثقافية في أجندة دبي، مقدّمًا خلال يومي السبت 24 والأحد 25 يناير 2026 تجربة فنية شاملة تحتفي بالتنوّع، والتجريب، وروح المجتمع. المهرجان هذا العام لا يكتفي بعرض الفن، بل يدعو الزوار إلى عيشه، والتفاعل معه، واكتشاف مسارات جديدة للإبداع عبر الفنون البصرية، والموسيقى، والأداء، والطهو، والبرامج المجتمعية.
مساحة مجتمعية يلتقي فيها الفن بالجمهور
تصف بسمة البيطار، مديرة السركال أفنيو، مهرجان القوز للفنون بوصفه مساحة مفتوحة للحوار والتلاقي بين الفنانين والجمهور، مؤكدة أن المهرجان تطوّر عبر السنوات جنبًا إلى جنب مع نمو المشهد الإبداعي في دبي. وتأتي نسخة 2026 لتسلّط الضوء على ثراء المواهب في المنطقة، من فنانين تعكس أعمالهم روح المكان ورؤيته، إلى حرفيين محليين تُشكّل مهاراتهم الفنية وفنون الطهي التي يقدمونها نسيجًا ثقافيًا متكاملًا للمهرجان.
عروض موسيقية وأدائية… رحلة صوتية متعددة الهويات
يقدّم البرنامج الفني هذا العام باقة من العروض الموسيقية والأدائية التي تأخذ الجمهور في رحلة تمتد بين الذاكرة الثقافية والتجريب المعاصر. ويستضيف المهرجان أسماء بارزة مثل فرقة دام، والفنانة ياسمين حمدان، وفرقة توت أرض، إلى جانب الفنانة غاياتري كريشنان، في مزيج موسيقي يجمع بين الهيب هوب، والموسيقى الإلكترونية، والإيقاعات الشامية، والبلوز الصحراوي، والتأثيرات الموسيقية القادمة من جنوب آسيا.
كما يشهد المهرجان عرض «من الشفاه إلى القمر»، وهي تجربة سمعية تجمع بين الشعر والموسيقى، صمّمها بويا إحسائي وتارا فاتحي خصيصًا لهذه النسخة، إلى جانب عرض Floe للفنان جان باتيست أندريه، الذي يمزج بين التركيب البصري والأداء الحركي في مشهد فني متكامل.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، يحتضن مسرح 2.0 عروضًا للمواهب الموسيقية الصاعدة، موفّرًا منصة للتجريب والتعاون، مع تركيز خاص على المواهب الإماراتية والإقليمية، انسجامًا مع رؤية المهرجان في دعم الإبداع المحلي.
مشروع TAPE تجربة فنية تُعاش من الداخل
للمرة الأولى في دبي، يستضيف مبنى كونكريت مشروع TAPE لمجموعة نيومن فور يوز، وهو عمل تركيبي ضخم يتخذ شكل هياكل شبيهة بالشرانق، مستوحاة من أنماط الطبيعة. تبدأ هذه الأعمال كمسارات خطية تمتد عبر الفضاء، ثم تُلفّ تدريجيًا بطبقات متقاطعة من الشريط المطاطي، لتتحوّل إلى بنى ثلاثية الأبعاد نابضة بالحياة.
صُمّمت هذه التركيبات لتكون قابلة للتجول داخلها، ما يطمس الحدود بين النحت والعمارة، ويحوّل الزائر من مشاهد إلى مشارك في تجربة مكانية جماعية. ويُعد هذا المشروع جزءًا من سلسلة أعمال عالمية عُرضت سابقًا في مدن كبرى مثل باريس وطوكيو وموسكو وميلانو.
برنامج مجتمعي يحتفي بالتنوّع والشمول
يعود مهرجان ريل فلسطين السينمائي هذا العام ليقدّم عروضًا مختارة من الأفلام الفلسطينية المستقلة، بالتعاون مع سينما عقيل، وذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع في مبنى 67 ومحيطه. وتترافق العروض مع سوق للحرف اليدوية وتجارب طهو مستوحاة من التراث الفلسطيني، لتتحوّل المساحة إلى منصة للقاء والحوار الثقافي.
وفي مبنى 45، تنتظر العائلات والأطفال تجربة تفاعلية متعددة الحواس، صُمّمت خصيصًا للّعب والاستكشاف، فيما يقدّم استوديو مواهب معرضًا متعدد الوسائط يضم أعمالًا لفنانين من أصحاب الهمم، تأكيدًا على التزام المهرجان بتوفير تجربة شاملة تُعلي من قيمة الإبداع كمساحة مشتركة للجميع.
الطهو كجزء من التجربة الثقافية
تكتمل تجربة مهرجان القوز للفنون من خلال محطات طعام منتشرة في مختلف أرجاء السركال أفنيو، تقدّم أطباقًا من ثقافات متعددة وتجارب طهو مستوحاة من المجتمع المحلي. من القهوة الصباحية، إلى الوجبات العائلية، وصولًا إلى الوجبات الخفيفة المسائية بين العروض، يتحوّل المهرجان إلى وجهة متكاملة لعشّاق الطعام والثقافة على مدار اليوم.
أجواء فنية استثنائية
تتوافر تذاكر حضور مهرجان القوز للفنون 2026 عبر منصة Platinumlist بسعر 100 درهم إماراتي لليوم الواحد، فيما يُتاح الدخول مجانًا للزوار دون 18 عامًا وفوق 60 عامًا بعد التسجيل المسبق. ويُقام المهرجان خلال عطلة نهاية الأسبوع في السركال أفنيو، ليجمع الفنانين والموسيقيين والجمهور في احتفاء مشترك بالإبداع والتجارب الثقافية.
تأتي نسخة هذا العام بالتعاون مع منصة جدول فعاليات دبي، وبدعم من شركاء استراتيجيين من بينهم هيئة الثقافة والفنون في دبي ومنطقة القوز الإبداعية، إلى جانب عدد من الشركاء الرئيسيين والداعمين، في تأكيد جديد على مكانة المهرجان كمنصة رائدة للمشهد الفني في دبي.