كيف نجحت فيروز في ترجمة علاقتها الناجحة بأبنائها في الأمومة وأعمالها؟

تحتفل النجمة اللبنانية فيروز اليوم الموافق 21 نوفمبر بعيد ميلادها الـ90 وسط تهاني قطاع كبير من محبيها من حول العالم الذين حرصوا على الاحتفاء بهذه المناسبة المميزة، وتسليط الضوء على أبرز اللحظات المضيئة والمؤثرة في حياتها الخاصة والمهنية، وتعتبر علاقة الفنانة الملقبة بـ"جارة القمر" بأبنائها؛ محل اهتمام دائم من قبل جمهورها الضخم، حيث مرت علاقة فيروز بكل ابن من أبنائها بالعديد من المراحل التي تركت أثرا لا يُنسى في حياتها، وفي هذه السطور نرصد تفاصيل أبرز ما عاشته فيروز مع أبنائها

فيروز "الأم" وعلاقتها بابنها الأوسط "هلي"

ربما علاقة فيروز بابنها هلي علاقة مثالية عكست ما يحمله قلب الأم بكل معاني الكلمة، حيث كرست فيروز جزء كبير من حياتها لرعاية ابنها هلي، الذي يعاني من إعاقة صحية منذ طفولته، فهي لم تتخل عن واجباتها كأم رغم التحديات المهنية والأسرية الأخرى، حيث تحرص على رعايته بنفسها وتوفير بيئة مليئة بالحب له.

وحتى بالرغم من تقدمه وتقدمها في العمر دائمًا ما يسيطر على فيروز في ظهورها النادر مع ابنها؛ الكثير من مشاعر الأمومة، حيث تحرص على الاهتمام به وتلبية طلباته بنفسها، كما أن النجمة اللبنانية من كثرة حبها لابنها وتقديرها لظروفه الصحية الصعبة؛ قررت قبل سنوات طويلة تقديم أغنية "سلم لي عليه" لابنها ذو القدرات الخاصة والذي ولد فاقدًا للسمع ويعاني من أزمة صحية.

وقررت فيروز أن تهدي تلك الاغنية التي أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر أغنياتها؛ لابنها هلي لتعبر من خلالها على مدى محبتها له رغم معرفتها أنه لن يستطيع فهمها أو سماعها، وقررت كذلك أن تكتب كلماتها بنفسها، وبالفعل ارتجلت أغنية "سلم لي عليه" التي لم تلتزم فيها بقواعد كتابة الأغاني ولم تتمسك بالقافية أو الوزن، وحينها طلبت من ابنها الملحن الراحل زياد الرحباني أن يضع لحنًا مناسبًا لها، لتحقق بعدها نجاحًا كبيرًا. 

فيروز وزياد الرحباني.. ما بين الأمومة والتعاون الفني 

النجمة اللبنانية فيروز وابنها الأكبر زياد الرحباني كانت علاقتهما استثنائية ومميزة، ولم تتوقف على كونهما أم وابن فقط، بل ورث زياد الموهبة من والدتها وأصبح أحد أبرز العلامات الفنية في الوطن العربي وامتدت علاقتهما لتتوطد أكثر بالتعاون الفني في أكثر من عمل ناجح، حيث لحّن زياد لوالدته عدة أغنيات شهيرة مثل "سألوني الناس" التي لحنها وهو في عمر الـ17.

وساهم زياد في المشاركة في تجديد مسيرة فيروز الموسيقية بأسلوبه المتطور، حيث غنت من كلماته وألحانه أكثر مما غنت لمؤلفين وملحنين آخرين، حيث وثقت فيروز في ابنها لدرجة أنها منحته صوتها ليكون معبرًا عما يشعر به ويدور في ذهنه، فقدما سويًا عدة أغنيات قوية وناجحة وباقية حتى الآن من بينها "كيفك انت" و"بالي" و"ولا كيف" و"مش كاين هيك تكون" و"أنا عندي حنين" و"بصراحة" 

وسبق وتحدثت فيروز في مقطع نادر من أحد لقاءاتها عن ابنها زياد وأكدت أنها ترى ابنها الأفضل والأروع مثلها مثل أير سيدة في العالم ترى ابنها متميزا، مشيرة إلى أنها لا تجد أفضل من قصيدة في الشعر العربي القديم تقول فيها الشاعرة على لسان الأم: "يا حبذا ريح الولد.. ريح الخزامى في البلد.. أهكذا كل ولد؟.. أم لم يلد مثلي أحد؟".

وأضافت أن ذلك يخص "معنى البيت والعائلة"، على حد تعبيرها، أما حول معنى الفن الصادر عن فيروز الفنانة وهي تتحدث عن زياد الفنان، فلفتت إلى أنها ترى بكل وضوح أنه عبقرية فنية تأخذ ملامحها من رؤية زياد للحياة والناس والوطن والشعب. 

وبالرغم من حالة الود والتعلق بين الأم وابنها على المستوى المهني والشخصي، إلا أن هناك بعض الخلافات قد نشأت بينهما قبل أن يتم التصالح بعد فترة لتعود علاقتهما أقوى من ذي قبل، ومع وفاة زياد الرحباني قبل أشهر وظهور فيروز النادر لتتلقى عزاء نجلها بنفسها؛ بدت ملامح الأم المكلومة تسيطر على فيروز خلال هذا المشهد لتعكس شخصية السيدة التي فقدت السند والأمان بحياتها والمتمثل في ابنها الأكبر زياد.

ريما الرحباني الابنة والمتحدثة باسم فيروز

أما ريما الرحباني الابنة الصغرى للنجمة فيروز فهي تعتبر بمثابة المتحدثة الرسمية للنجمة اللبنانية، فدائمًا ما تحرص على مشاركة الجمهور عبر فيسبوك بصور ولقطات جديدة للسيدة فيروز، ورصد بعض اللحظات العائلية المميزة التي تعيشها والدتها خاصة قبل فقدان زياد.

كما أن ريما تجمعها شراكة مهنية مع والدتها فهي تعمل معها في إدارة أعمالها الفنية، وتشارك معها الأفكار والآراء، ودائمًا ما تتصدر ريما بكل قوة، لكل من يحاول السطو على الأغنيات والأعمال المملوكة لوالدتها والدفاع عنها.

الصور من حساب ريما الرحباني على فيسبوك وafp