معرض صدى المألوف لاستحضار الذاكرة والحنين للماضي بعدسة الفن المعاصر

استحضار الذاكرة والحنين للماضي بعدسة الفن المعاصر.. إثراء يطلق معرض "صدى المألوف"

شروق هشام
31 أكتوبر 2025

امتدادًا لمسيرة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في دعم ومواكبة حركة التنوع والتطور على الساحة الفنية الإبداعية في السعودية، أطلق المركز معرض "صدى المألوف" لاستحضار الذاكرة والحنين للماضي بعدسة الفن المعاصر، والذي يحتضن 28 عملًا لفنانين سعوديين تستعرض الحياة داخل البيت بعدسة معاصرة.. كتجربة فنية تعيدنا إلى ملامح البيت السعودي في أواخر القرن العشرين، احتفاءً بما مضى من الزمن الجميل.

معرض "صدى المألوف" لاستحضار الذاكرة والحنين للماضي بعدسة الفن المعاصر

المعرض احتفاءً بما مضى من الزمن الجميل
المعرض احتفاءً بما مضى من الزمن الجميل

أطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مبادرة أرامكو السعودية، معرض "صدى المألوف" الذي يستكشف موضوع "البيت" من خلال 28 عملًا فنيًا من بينها 17 عمل مدعوم من إثراء وبمشاركة 28 فنانًا وفنانة سعودية، وبتنسيق وتنظيم من القيّمة الفنية السعودية "غيداء المقرن" المديرة الفنية والقيّمة الفنية المشاركة لمهرجان نور الرياض، إذ تتناول الأعمال موضوعات الذكريات، الحنين، العادات والطقوس التي صاغت الحياة المنزلية السعودية خلال القرن العشرين واستمرار انعكاس تأثيراتها على الهوية الثقافية إلى الوقت الحالي.

ويأتي معرض "صدى المألوف" امتدادًا لمسيرة إثراء في دعم ومواكبة حركة التنوع والتطور على الساحة الفنية الإبداعية في السعودية، علاوة على تعزيز الحوار بين الفنانين والجمهور والمؤسسات الثقافية والفنية، وتشجيع الإقبال على تراث المملكة والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.

فرح أبو شليح: قراءة الذات والمجتمع في سياق يتسم بالحركة والتطور

يستكشف معرض صدى المألوف موضوع البيت من خلال 28 عملًا فنيًا
يستكشف معرض صدى المألوف موضوع البيت من خلال 28 عملًا فنيًا

وفي تعليقها، قالت فرح أبو شليح رئيسة متحف إثراء: "يعكس معرض صدى المألوف التزام مركز إثراء بدعم الممارسات الفنية السعودية، وتوثيق التحولات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها المملكة في حاضرها المتجدد. ومن خلال استحضار مفهوم البيت كفضاء رمزي تتقاطع فيه الذاكرة مع الهوية، يسعى المعرض إلى قراءة الذات والمجتمع في سياقٍ يتسم بالحركة والتطور. فالأعمال المعروضة تعيد تفسير تفاصيل الحياة اليومية بصريًا بوصفها مكوناتٍ للوعي الجمعي والتجربة الإنسانية المعاصرة. وبهذا، يواصل المركز رسالته في تعزيز الحوار الثقافي وتمكين الإبداع بوصفه لغةً للتعبير، ووسيلةً لإعادة اكتشاف التراث في صورةٍ نابضة بالحياة تُلهم مختلف شرائح المجتمع".

غيداء المقرن: تلاقي ألعاب الطفولة مع تذكار الثقافة الشعبية

يمثل المعرض تجربة فنية تعيدنا إلى ملامح البيت السعودي في أواخر القرن العشرين
يمثل المعرض تجربة فنية تعيدنا إلى ملامح البيت السعودي في أواخر القرن العشرين

ومن جانبها، قالت القيّمة الفنية للمعرض غيداء المقرن: "إن البيت هو مهد أحلامنا الأولى، الذي يحتضن خصوصيتنا وتطلعاتنا واستكشاف ذواتنا. ففي معرض صدى المألوف، تتلاقى ألعاب الطفولة مع تذكار الثقافة الشعبية الذي يوحي مظهرها بأنها أشياء عادية لكن باطنها يحوي عالمًا كاملًا. إن الأعمال المعاصرة التي تتناول هذه المساحات من الذاكرة تستحضر موضوعات مثل الهوية والنشأة ضمن بيئة تسير على طريق التطور. فمن خلال مواد متعددة الطبقات والأضواء الخافتة يستحضر الفنانون الذاكرة في صورة مشاعر وليس باعتبارها تاريخًا، أو كما يقول الفيلسوف الفرنسي موريس ميرلو بونتى أن بيئة الإنسان تشكل وعيه بذاته".

رحلة عبر فضاءات البيت السعودي التقليدي وتفاصيل الحياة اليومية

فرح أبو شليح رئيسة متحف إثراء
فرح أبو شليح رئيسة متحف إثراء

يأخذ معرض "صدى المألوف" الزائر في رحلةٍ عبر فضاءات البيت السعودي التقليدي، بوصفه مكانًا يحتضن الحميمي والرمزي في آنٍ واحد.. تتوالى التجربة عبر سلسلة من الفضاءات — تتضمن "المبنى"، "الصالة"، "المطبخ"، "سيب الذكريات"، "غرفة نوم"، و"أهل البيت" — حيث يتحوّل كل ركنٍ إلى مشهدٍ يكشف عن علاقةٍ متجددة بين الذاكرة والهوية، وبين ما هو فردي وما هو جماعي.

وتستلهم الأعمال الفنية في هذا المعرض تفاصيل الحياة اليومية التي تُشكّل نسيج المجتمع السعودي - من طقوس اللقاء، وتبادل الأحاديث، إلى طقوس المائدة والعائلة - لتعيد صياغتها في لغةٍ بصريةٍ معاصرة تستكشف معنى الانتماء وتحوّلاته عبر الزمن.

المعرض بتنسيق وتنظيم القيّمة الفنية السعودية غيداء المقرن
المعرض بتنسيق وتنظيم القيّمة الفنية السعودية غيداء المقرن

ومن خلال هذا المسار، لا يكتفي المعرض باستحضار صورة المنزل، بل يعيد اكتشافه كرمزٍ للتحوّل والتواصل الإنساني، فكل مساحةٍ تُعيد تعريف مفهوم الألفة، وتستدعي أسئلة حول الذات والجماعة، وحول كيفيّة استمرار المكان في تشكيل ملامح الهوية السعودية المتجددة.. وبهذا المعنى، يصبح المعرض تأمّلًا في التطوّر الثقافي والاجتماعي، ورحلةً عبر ذاكرةٍ حيّة تُعيد رسم العلاقة بين الإنسان ومحيطه، بين ما كنّا عليه وما نصير إليه.

الصور تم استلامها من مركز إثراء.