تحديات الحمل بتوأم وتأثيرها على الأم والأب والأطفال
يُعتبر الحمل بتوأم تجربة فريدة يغلب عليها العديد من المشاعر المختلطة ما بين الفرح والقلق والخوف، وذلك بسبب التحديات القوية التي عادة ما ترافق حدوثه. تُرى ما هي التحديات التي ترافق الحمل بتوأم، وكيف يمكن الاستمتاع بما يحمله لحظات سعادة خاصة للأهل، وكيف يمكن تعزيز القدرة على تحمل الأعباء الجسدية والنفسية على الأم والأب والأطفال معًا.
كل هذه الأسئلة وأكثر، سيجيب عنها الدكتور سامر شعيب استشاري طب الأم والجنين، استشاري أمراض النساء والتوليد، لوضع آلية للتعامل مع تحديات حمل التوأم والسلبيات المترتبة عليه.
ما هي مشاكل الحمل بتوأم؟
عادة ما يرافق الحمل بتوأم حدوث بعض المشاكل التي تعد بمثابة تحديات خطيرة، يجب الالتفات إليها والعناية بها لكي لا تسبب ضرر بالغ على حياة الأم والتوأم أو الحالة النفسية لجميع الأطراف بما فيها الأب والأطفال.
ومن أبرز التحديات الجسدية للحمل بتوأم ما يلي:
-
زيادة الوزن السريعة
عادة ما تكتسب الأم الحامل بطفل واحد ما بين 10 إلى 14 كيلوغرامًا خلال الحمل. أما في الحمل بتوأم، فقد يصل معدل الزيادة إلى 18–20 كيلوغرامًا أو أكثر، وهو ما يضع ضغطًا إضافيًا على المفاصل والعمود الفقري.
-
آلام الظهر والحوض
بسبب الوزن الإضافي واتساع عنق الرحم بدرجة أكبر، تشعر الحامل بآلام أسفل الظهر، وثقل في منطقة الحوض، وصعوبة في المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
-
ضيق التنفس والإرهاق
يؤدي كبر حجم الرحم بالضغط على الحجاب الحاجز، ما يسبب ضيقًا في النفس حتى مع الجهد البسيط. كما أنّ استهلاك الأكسجين والطاقة يكون مضاعفًا، ما يجعل الأم أكثر عرضة للإرهاق.
-
زيادة نسبة المضاعفات الطبية
تزيد احتمالات حدوث بعض المضاعفات الطبيبة في حالات الحمل بتوأم مثل:
- زيادة احتمالات ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل.
- سكري الحمل.
- فقر الدم بسبب الحاجة الكبيرة للحديد والفولات.
- الولادة المبكرة، إذ أن حوالي نصف حالات التوائم يولدون قبل الأسبوع الـ 37.
ما هو التأثير النفسي للحمل بتوأم على الأم والأب؟
التأثيرات النفسية السلبية على الأم أحد أهم تحديات الحمل بتوأم التي ينبغي الالتفاف إليها جيدًا، وهذه التأثيرات مثل:
-
القلق والخوف
تشعر الأم بقلق متواصل حول صحتها وصحة الجنينين، واحتمال حدوث ولادة مبكرة أو مضاعفات.
-
الإجهاد النفسي
بسبب المتابعة الطبية المكثفة، كثرة الفحوصات، ومحدودية الحركة، قد تشعر الأم بأنها مقيدة أو مرهقة نفسيًا.
-
اكتئاب ما بعد الولادة
معدل الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة أعلى في حالات التوائم، نتيجة الضغط المستمر والسهر المتواصل وتضاعف المسؤوليات.
وعن التأثير النفسي السلبي للحمل بتوأم على الأب ما يلي:
-
الضغط النفسي والإجهاد
مع قلة النوم واحتياجات التوأم المستمرة، يصبح الأب عرضة للتوتر وربما الانسحاب العاطفي إذا لم يجد الدعم الكافي. وتعد تزايد الضغوط على الأب أحد تحديات الحمل بتوأم، لأنه يتسبب في زيادة المسؤوليات المادية حيث أن وجود توأم يعني مضاعفة تكاليف الرعاية.
-
الحاجة لدور مضاعف
دور الأب في دعم الأم يصبح حاسمًا، سواء في الرعاية المباشرة للأطفال أو في المساندة العاطفية والمعنوية.
ما هي المشاكل الصحية التي يتعرض لها التوأم؟
من تحديات الحمل بتوأم حدوث بعض التأثيرات الصحية السلبية للأطفال التي من أبرزها ما يلي:
-
الولادة المبكرة وانخفاض الوزن
نسبة كبيرة من التوائم يولدون بوزن منخفض ويحتاجون إلى رعاية خاصة في الحاضنة (NICU).
-
تأخر النمو أو الكلام أحيانًا
بسبب الولادة المبكرة أو الانشغال المزدوج للأهل، قد يظهر بعض التأخر البسيط في التطور الحركي أو اللغوي، لكنه غالبًا يُعوض لاحقًا.
-
المنافسة المبكرة
رغم وجود علاقة مميزة بين التوائم، إلا أن المنافسة على اهتمام الأهل والحليب والحنان تظهر منذ الأشهر الأولى.
كيف يمكن التعايش بعد ولادة التوأم؟
يمكن تحقيق ذلك من خلال توافر الأمور التالية:
- توافر الدعم العائلي والاجتماعي، لأن وجود مساعدة من الأهل أو المربيات يقلل بشكل كبير من الضغط على الوالدين.
- لابد من التخطيط المالي المسبق، من المهم وضع ميزانية خاصة للتوأم قبل الولادة لتخفيف الضغط المالي.
- المتابعة الطبية الدقيقة، يجب على الحوامل بتوأم القيام بالفحوصات الطبية (سونار دوري، متابعة نمو الأجنة، فحص ضغط الدم والسكر) بانتظام وبشكل دوري.
- الدعم النفسي سواء من خلال الاستشارة النفسية أو مجموعات دعم الأمهات اللواتي أنجبن توائم.
- تقسيم الأدوار بين الوالدين لأن المشاركة الحقيقية بين الأب والأم في الرعاية اليومية تجعل التجربة أسهل وأقل إجهادًا.
- الاستفادة من العلاقة الفريدة، لأن التوأم يمتلك رابطة خاصة يصعب تفسيرها، قائمة على المشاركة والتقارب العاطفي، وهذا يمنحهم قوة نفسية مميزة في مواجهة التحديات.
خلاصة القول
الحمل بتوأم تجربة مميزة مليئة بالمشاعر المختلطة: فرح مضاعف، تحديات جسدية ونفسية مضاعفة، ومسؤوليات جديدة على الأهل. ورغم كل الصعوبات، إلا أن وجود توأم يمنح العائلة طاقة خاصة ورابطة عاطفية قوية تستمر مدى الحياة. ما يهم هو إدراك هذه التحديات مبكرًا، والاستعداد لها، وطلب الدعم اللازم من الأسرة والطاقم الطبي. ومع الوقت، تتحول تحديات حمل التوأم إلى تجربة غنية بالحب والمفاجآت والذكريات الجميلة.
مع تمنياتي لكل حامل بتوأم برحلة حمل صحية وولادة آمنة وأمومة سعيدة مع توأمها الأصحاء،،،