طفلك الذي يصعب إرضاؤه يحتاج إلى الأمان بالدرجة الأولى ليهدأ ويطمئن

كيف تتعاملين مع طفلكِ الذي يصعب إرضاؤه؟ إليكِ الحلول بذكاء وهدوء

ريهام كامل

هل يسبب لكِ طفلك الذي يصعب إرضاؤه كثيرًا من القلق والتوتر، ويجعل يومك صعبًا مليئًا بالتحديات؟ هل تبحثين عن حلول ذكية للتعامل معه، وتخفيف وطأة ما تشعرين به في مسيرة تربيتك له؟

إذا كانت إجابتكِ بنعم، فأنتِ في المكان الصحيح، فقط تابعي معي بدقة هذا المقال، لتضعي يدكِ على مفاتيح التعامل مع الطفل الحساس الذي يصعب إرضاؤه، ولتحقيق قدر كبير من معدلات الرضا لديه.

يحتاج التعامل مع طفلكِ الذي يصعب إرضاؤه إلى الصبر والوعي باحتياجاته
يحتاج التعامل مع طفلكِ الذي يصعب إرضاؤه إلى الصبر والوعي باحتياجاته

من هو الطفل الذي يصعب إرضاؤه؟

الطفل الذي يصعب إرضاؤه هو طفل حساس للغاية، سريع الانفعال، يحتاج إلى قدر كبير من الطمأنينة والأمان، وقد يرفض التغيير أو يتفاعل بعاطفة عالية تجاه المواقف اليومية. هذا أمر طبيعي في التعامل مع الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم، ولا يعني وجود مشكلة سلوكية خطيرة.

ما هي صفات الطفل الذي يصعب إرضاؤه؟

أغلب الأطفال الذين من الصعب إرضاؤهم لديهم هذه الصفات:

  • سريع الانفعال، يبكي أو يغضب بسهولة عند أي تغيير بسيط في الروتين أو عند منعه من شيء ما.
  • حساس للمثيرات الحسية، قد ينزعج من الأصوات العالية، ملمس الملابس، الأضواء القوية، أو وجود كثير من الناس حوله.
  • يجد صعوبة في الانتقال بين الأنشطة مثل الانتقال من اللعب إلى النوم أو من مشاهدة التلفاز إلى تناول الطعام.
  • يقاوم التغيير حتى لو كان بسيطًا، مثل تغيير نوع الطعام أو مكان الجلوس.
  • كثير الرفض، دائم قول كلمة "لا".
  • لا يحب الأوامر، يرفض ما يُملى عليه حتى قبل الاستماع لها بشكل كامل.
  • مزاجه متقلب، قد ينتقل من الهدوء إلى الغضب في ثوانٍ.
  • يحتاج طمأنينة ودعمًا واحتواءً إضافيًا.
  • يبالغ في ردود الفعل، قد تكون نوبة غضبه أطول أو أقوى من المعتاد عند الأطفال.
  • يحب الروتين ويهدأ بالتعود عليه.
  • يعجز عن تهدئة نفسه.

ما الذي يجعل طفلكِ من الصعب إرضاؤه؟

هل سألتِ نفسك يومًا لماذا طفلك من الصعب إرضاؤه؟ الحقيقة أنه – وبحسب الخبيرة الأسرية "داليا شيحة" – هناك العديد من الأسباب تقف وراء ذلك، أبرزها ما يلي:

  • الحساسية المفرطة، وهي طبع في شخصية الطفل، حيث إن بعض الأطفال يولدون أكثر حساسية من غيرهم.
  • التغييرات التي يتعرض لها، مثل أي روتين جديد كما في حالة الالتحاق بالمدرسة أو قدوم مولود جديد (أخ أو أخت له).
  • شعوره بالجوع أو العطش قد يجعل من الصعب إرضاؤه.
  • عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم.
  • رغبته الملحة في الاستقلال، وهذا يظهر بوضوح في سن 2 إلى 6 سنوات.
الحاجة للأمان من الممكن أن تكون وارء حالة طفلك الذي يصعب إرضاؤه
الحاجة للأمان من الممكن أن تكون وارء حالة طفلك الذي يصعب إرضاؤه

حلول ذكية وهادئة للتعامل مع طفلكِ الذي يصعب إرضاؤه

تقول داليا شيحة إن للأسرة دورًا كبيرًا في تهدئة الطفل الذي يصعب إرضاؤه من خلال الخطوات المهمة والحلول الذكية المذكورة أدناه، طبقيها بدقة مع طفلكِ:

  • فهم احتياجاته أولًا

افهمي احتياجات طفلك الذي يصعب إرضاؤه، واعرفي ما إذا كان جائعًا أم عطشانًا، قلقًا أم خائفًا وبحاجة إلى الأمان.

  • ضعي روتينًا يوميًا

عودي طفلك الذي يصعب إرضاؤه على روتين محدد، لأن الروتين يمنح الطفل الأمان ويقلل نوبات الرفض والغضب. كما أن الأطفال الذين يكونون على علم بما هو قادم يشعرون بالهدوء والراحة. لذا، حددي مواعيد للنوم، وأخرى للعب، ومواعيد ثابتة لتناول الطعام، ولا تنسي عمل طقوس مرتبطة بالنوم ليحظى بنوم عميق وهادئ.

  • اعتمدي أسلوب الاختيار

تجنبي أسلوب الأمر مع طفلك الذي من الصعب إرضاؤه. جربي أن تجعليه يختار؛ مثلًا بدلًا من أن تقولي: "افعل هذا"، قولي: "ما رأيك في فعل ذلك؟". عليكِ بهذا الأسلوب لأنه سيقلل من مقاومته لكِ ويزيد من ثقته بنفسه.

  • كوني هادئة ليتعلم منكِ الهدوء

هل تعلمين أنكِ مرآة مشاعر طفلك؟ انفعالاته تكون مثلك تمامًا؛ سيصرخ عندما تصرخين عليه، وسيهدأ عندما يراكِ هادئة. سيتعلم التحكم في ردوده تدريجيًا عندما تبدأين في السيطرة على انفعالاتك والتحكم في ردود أفعالك.

  • امدحيه باستمرار على السلوك الجيد

للمدح مفعول السحر في التعامل مع طفلك الذي يصعب إرضاؤه، لأنه يعزز ثقته بنفسه، ويصنع فارقًا كبيرًا في استجابته لكِ بالرضا والطاعة.

  • عززي الاستجابة الحسية معها

للمسة الحنونة، النظرات الدافئة، العناق، ومسك يده تخفّض من هرمونات التوتر لدى طفلك وتعزز شعوره بالأمان. لذلك، احتضنيه واغمريه بحنانك؛ فبذلك يكتمل شعوره بالرضا.

  • علّميه كيفية التعبير عن مشاعره بالكلمات

عبّري عن مشاعرك لطفلك الذي يصعب إرضاؤه بجمل سهلة، حتى يتعلم منكِ ما يقال عند الفرح، أو الحزن، أو الضيق. واسأليه ما إذا كان غاضبًا من أمر ما، أو فرحًا، وهكذا.

نصائح مجرّبة وفعّالة لتهدئة طفلكِ الذي يصعب إرضاؤه

إليكِ بعض النصائح المجرّبة من أمهات كنّ يعانين من نفس مشكلتك، جربيها مع الخطوات المذكورة أعلاه:

  • راقبي اللحظات التي تسبق غضب طفلك قدر الإمكان، ودوني الأمور التي تثير غضبه في دفتر صغير.
  • احرصي على تواصل يومي متصل مع طفلك.
  • حددي وقتًا محددًا وقصيرًا للشاشات.
  • امنحيه راحة بين ما يقوم به من واجبات وأنشطة.
طفلك الذي يصعب إرضاؤه يحتاج إلى هدوءك وليس صراخك
طفلك الذي يصعب إرضاؤه يحتاج إلى هدوءك وليس صراخك

ما هي الأمور التي يجب تجنبها مع طفلكِ الذي يصعب إرضاؤه؟

احذري الأمور التالية لأنها تحول بين طفلك وسلامه النفسي ومشاعر الرضا، وتجعله في حالة توتر دائم، وتضعف ثقته بنفسه:

  • الصراخ أو التهديد.
  • مقارنته بالأطفال الآخرين.
  • وصفه بصفات سيئة مثل "عنيد" أو "مشاغب".
  • إجباره على فعل ما لا يريد.

متى تحتاجين لاستشارة مختص؟

إذا ظهر على طفلك الذي يصعب إرضاؤه الانفعالات التالية، عليكِ باللجوء وطلب الدعم من أخصائي تربية أو سلوك:

  • نوبات غضب يومية متكررة وشديدة.
  • صراخ دائم وبكاء لا ينقطع.
  • تأخر في الكلام.
  • انعزال وعدم تفاعل مع الآخرين.
  • معاناته من صعوبات النوم.

في النهاية، فإن التعامل مع طفلك الذي يصعب إرضاؤه ليس مهمة مستحيلة. الأمر يحتاج إلى صبر ووعي وذكاء عاطفي، بقليل من الهدوء وكثير من الحب. ابدئي بتنفيذ الحيل المذكورة أعلاه والنصائح المجرّبة، وستلاحظين فارقًا كبيرًا في سلوكه.