
كارول عبود لـ "هي": نساء مسلسل "خطيئة أخيرة" قويات ومؤثرات واشتقت لشخصية سارية في "للموت"
نجاح كبير ومهم يضاف لنجومية الممثلة الكبيرة كارول عبود، وهي فنانة صاحبة طراز خاص وذائقة فنية استثنائية ومتفردة في مجالي التمثيل والإنتاج، عَبر مسيرة فنية ثرية تتخطى الـ 42 عملاً فنيًا ما بين الدراما التلفزيونية والمنصات الرقمية والسينما والمسرح على مستوى الوطن العربي، حيث تتحدث مع "هي" وسط أصداء تصدر مسلسلها الجديد "خطيئة أخيرة" الأكثر مشاهدة عربيًا طوال موسم الصيف لهذا العام.
مسلسل "خطيئة أخيرة" من تأليف نور شيشكلي وإخراج طارق رزق، ويشارك ببطولته نخبة كبيرة من النجوم العرب بجانب "كارول عبود"؛ منهم: سامر إسماعيل، وريمي عقل، وعمار شلق، ورشا بلال، وكارلوس عازار، ورولا بقسماتي.
النجمة اللبنانية كارول عبود تفتح عبر هذا الحوار نافذة عذبة مُطلة على روحها الرومانسية والحالمة والمثابرة والمعاصرة؛ بعد تشخيصها اللافت وتعاطفها الجم مع واقعية وإنسانية "فتون" خلال تصوير مسلسل "خطيئة أخيرة"، فضلاً عن كواليس أبرز محطاتها الفنية الناجحة والتي توجتها مطلع عام 2025 بنجاح مسلسلها الرمضاني "بالدم".
بداية.. مبروك نجاح مسلسل "خطيئة أخيرة"، وتنوع التعليقات والإشادات، ماذا عن أكثر تعليقًا لمس قلبك أو فاجأك من ردود الأفعال؟
سعيدة للغاية بنسب مشاهدات "خطيئة أخيرة" بموسم الصيف؛ خارج رمضان وخارج مواسم المسلسلات، في مصر والوطن العربي. هذه الحالة تعني أن الإنتاج الجيد سيحصل على متابعة جيدة. التعليقات كلها جميلة والناس تحب "فتون" لأنها أكثر إنسانة بريئة وحقيقية من الشخصيات. تعليق "فتون تمثّلني" هو أكثر تعليقًا يضحكني؛ طريقة "فتون" في التفكير وفلسفتها تجاه الحياة والحب والصداقة والزواج والنجاح، هي فلسفة جميلة يمكن الناس تحب تقتدي بها.

"خطيئة أخيرة" يتناول قضايا جريئة، ما رسالة المسلسل التي جذبتك للمشاركة ببطولته؟
قضايا "خطيئة أخيرة" جريئة وموجودة في عالمنا العربي. ما جذبني للمشاركة هو الدور الذي أجسده إلى جانب عدد من القضايا؛ أهمها قضايا المرأة وما تتعرض له كل الشخصيات النسائية في المسلسل وكيف تلك النساء يجدن القوة للبقاء رغم كل الظروف المعاكسة.
شخصية "فتون" تحمل عدة أبعاد عميقة، ما الأثر الذي تركته عليكِ بعد خوضك تجربة "خطيئة أخيرة"؟
أحب عندما ألعب شخصية تفكّر بمنطق بعيدًا عما أفكّر أنا به. تبدأ بيني وبينها سلسلة من الأخذ والرد؛ وتقنعني في بعض الحالات، وإذا لم تقنعني أحاول أن أفهم كيف تفكّر وأن أبرر لها أفعالها. لا يمكن القول إن شخصية "فتون" تركت أثرًا في شخصيتي، ولكن ما حدث هو إنني تعاطفت معها وفهمتها وأحببتها.

"فتون" ترى أن قدر الحب يتغير مع مرور السنين، هكذا تفاعلت مع عرض الزواج المكرر "لجلال/جبريال يمين" ضمن الأحداث.. في رأيك، تتفقين أم تختلفين مع رؤيتها للحب؟
"فتون" إنسانة واقعية للغاية؛ لا تترك فسحة للحلم أو للأمنيات، وربما ما تقوله عن إن الحب قدره أن يصبح صداقة او اهتمام مع التقدم بالعمر. أنا أريد أن أؤمن بأن الحب أبدي لا يتبدّل، ويبقى مشتعلاً ملؤه الشغف حتى الرمق الأخير؛ لأنني رومانسية وأحب أن أحلم.
"فتون" ترغب في أن تصبح food blogger على "تيك توك".. ككارول عبود إلى أي مدى ترين تأثير هذه المنصة على مجال التمثيل ومستوى الصناعة كذلك ممثلين/ممثلات الجيل الجديد ما بين الانتشار أو بزوغ الموهبة وتفاعل الجمهور معهم؟
"تيك توك" هي مما لا شك فيه المنصة التي تعكس رؤية الأجيال القادمة من ناحية التواصل والترويج والإعلانات كذلك جني المال. لا أظن أنها ستصنع ممثلين أو ممثلات، بل مؤثرين مع قاعدة جماهيرية ضخمة يمكن أن يصبحوا يومًا ما أهم من الممثلين في نظر الجمهور؛ أخبارهم، فضائحهم، يومياتهم، مشترياتهم تشكل المادة المغرية للغاية للجيل الجديد.

تمتلكين خبرة كبيرة وتاريخًا دراميًا ثريًا بالتأكيد، لكن ما صعوبات شخصية "فتون" ضمن كواليس "خطيئة أخيرة"؟
تزامن تصوير "خطيئة أخيرة" مع تصوير مشاهدي في مسلسل "بالدم" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، والشخصيتان متناقضتان؛ فشخصية "فتون" خفيفة ومرحة ومُحبة للحياة، أمًا شخصية الدكتورة "آسيا" غامضة وسوداوية وتريد إنهاء حياتها. صعوبة التنقل بين الشخصيتين في وقت قليل كان تحدّيًا بالنسبة إليّ.
مع تعدد القضايا المطروحة في الدراما العربية، كذلك تصدر الممثلات بأدوار محورية مؤثرة، إلى أي مدى ترين تطور وتأثير الدراما اللبنانية السورية المشتركة؟
تواجدت الدراما المشتركة نظرًا للأوضاع في سوريا وشكلت حيزًا كبيرًا عند الجمهور العربي، أدت لوجود أعمال فنية هامة لنجوم كبار وإنتاجات عالية ومؤثرة للغاية وتفاعل معها الجمهور بدرجة كبيرة، لكن مؤخرًا أظن أن المسلسلات اللبنانية كليًا ونظيرتها السورية أيضًا؛ كلاهما تأخذان حيزًا أكبر وتحققان نجاحًا استثنائيًا على حدى، والمسلسلات المشتركة ستبقى لكنها الأقل تأثيرًا.

أدوارك بارزة في عدة أفلام روائية تحمل طابع المهرجانات السينمائية (سواء أفلام قصيرة أو طويلة) وليست أفلام تجارية، كذلك مشاركاتك بها في مهرجانات عريقة، منها مهرجان كان السينمائي 2002 بالإضافة لفوزك كأفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2022.. في رأيك، إلى أي مدى أضافت لكِ هذه المحطات المهنية الاستثنائية؟
السينما كانت تمثل "كل حياتي" خلال فترة طويلة؛ كنت أعمل قرابة 20 عامًا ما بين السينما والمسرح قبل انشغالي بعالم الدراما، والحقيقة أن السينما ستظل حبي الأول والأخير بكل جوائزها و ومحطاتها الاستثنائية حقًا، لكنني أشعر ببعض الاختلاف مع تغير أشكال الإنتاج وحضور المنصات الرقمية وإنتاجاتها الضخمة المعادلة للسينما عالميًا؛ جذبتني مسلسلات المنصات الرقمية، والتي لا يصح وصفها بالدراما التلفزيونية، فهي ذو تقنيات سينمائية عالية، حمستني لعالمها الدرامي خاصة مع غياب السينما بلبنان خلال الست أعوام الماضية، ولا زالت شغوفة بما ستقدمه لنا نافذة هذه المنصات الحديثة.
أعمالك الفنية تتخطى الـ 42 عملاً ما بين الدراما والسينما والمسرح، لو عندك فرصة ترسلين رسالة لأي من شخصياتك الدرامية، مَن؟ وماذا تقولين لها؟
لا أظن إنني أريد أن أبعث برسالة لأحدهم؛ أفضلهم كلهم شخصيات متعددة ومختلفة واحدة تلو أخرى

شاركتِ بثلاثة أجزاء ناجحة مميزة من مسلسل "للموت"، كيف ترين فرضية تقديم جزء رابع جديد منه؟
بشكل شخصي أتمنى المشاركة بجزء رابع يومًا ما؛ اشتقت كثيرًا للغاية لشخصية "سارية" الدرامية التي كنت أجسدها به؛ لأنها مميزة للغاية؛ غريبة جدًا لكنها جميلة في نفس الوقت، كواليسه كلها متعة ومرح وفرح ولعب أثناء التحضير والتصوير وتشخيص "ساريا" ضمن الأحداث.
ألا تشتاقين للعودة للتمثيل على خشبة المسرح مجددًا سواء في لبنان أو خارجها؟
المسرح بحاجة الى وقت مخصص له؛ لا يكون فيه تصوير لعمل فني آخر بجانبه.

شاركتِ مؤخرًا في مسلسل "مسيرتي" عن جورج وسوف، كيف ترين التجربة؟ وما أغنيتك المفضلة من أعمال المطرب السوري الكبير جورج وسوف؟
تجربة جميلة لسيرة فنان استثنائي كجورج وسوف..."جرحونا" هي أغنيتي المفضلة.
لو ستختارين تجسيد سيرة ذاتية لشخصية شهيرة.. مَن تختارين؟
أحب الأعمال التاريخية؛ أية شخصية تاريخية كان لها تأثيرًا تغريني لأجسد حياتها.

السؤال الآن لكارول عبود المنتجة والممثلة أيضًا، مَن مخرجات/مخرجين تطمحين في العمل معهم خلال الفترة المقبلة؟
ليست لدي أسماء محددة؛ كل مخرج ناجح ويطمح في أن يترك بصمة أو لديه مشروعه الخاص؛ سيجد حوله منتجين وممثلين يرغبون بالعمل معه.
أخيرًا.. ما تفاصيل أعمالك الفنية المقبلة سواء في مجال التمثيل أو الإنتاج؟
ابتعدت عن الإنتاج منذ حدوث الأزمة الاقتصادية في لبنان والآن أعطي وقتي كله للتمثيل، حاليًا أقضي العطلة الصيفية وفترة الاستراحة والاستعداد لما سيأتي؛ أعتقد أن على الممثل أن يعطي نفسه فترات من الراحة لكي يكون جاهزًا جسديًا ونفسيًا وفنيًا لكل جديد.
