
جيل التجميل المبكر: لماذا يخضع لعمليات تجميلية قبل سن الثلاثين؟
في العقود الماضية، ارتبطت عمليات التجميل غالبًا بكبار السن، وخاصة النساء الراغبات في محاربة آثار الشيخوخة. أما اليوم، فقد تغير المشهد جذريًا، فنعيش في عصر يُعرف باسم "جيل التجميل المبكر"، حيث أصبح من الشائع أن نرى فتيات في العشرينات وأحيانًا أقل يخضعن لإجراءات تجميلية اختيارية. سواء كانت حقن الفيلر والبوتوكس، أو تجميل الأنف، أو تعديل الفك والشفاه، فإن التجميل لم يعد مرتبطًا بتقدم العمر بل أصبح مرتبطًا بالصورة المثالية للذات. فما الذي يدفع الشباب للخضوع لعمليات تجميل في عمر صغير ولماذا باتت الجراحة التجميلية أو غير الجراحية جزءًا طبيعيًا من نمط حياة البعض؟
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

أحد العوامل الرئيسية لخضوع جيل الشباب لعمليات التجميل هو وسائل التواصل الاجتماعي حيث يعيش هذا الجيل في زمن تنعكس فيه صورة الشخص على الشاشة أكثر مما تنعكس في المرآة. منصات مثل إنستغرام، تيك توك وسناب شات عززت ثقافة "الصورة المثالية"، حيث تتصدر الوجوه المصقولة والخالية من العيوب المشهد. كما أن فلاتر هذه التطبيقات خلقت معايير جمالية جديدة، فأصبحت الكثيرات ترغبن في تقليد مظهر "الفلتر" في الواقع. وهذا التأثير المستمر جعل العديد من الشباب يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم الطبيعي، وخلق لديهم ما يُعرف بـ"تشوه صورة الذات"، وهو اضطراب نفسي يجعل الشخص يرى نفسه أقل جاذبية مما هو عليه بالفعل.
تأثير المؤثرين
في الماضي، كان المشاهير هم الوحيدون الذين يملكون إمكانية إجراء التجميل، أما اليوم فالمؤثرون وهم غالبًا من نفس الفئة العمرية للمراهقين والشباب يروجون بشكل صريح أو غير مباشر لممارسات التجميل. فتظهر المؤثرة بمظهر جديد أو تشارك تجربتها في تجميل الفك أو شد الوجه.
سهولة الوصول والإجراءات غير الجراحية

من العوامل المهمة أيضًا سهولة الوصول إلى الإجراءات التجميلية، فلم تعد عمليات التجميل مقتصرة على الجراحة الباهظة والمعقدة، بل أصبحت هناك بدائل غير جراحية مثل البوتوكس، الفيلر، نحت الوجه بالليزر، وحتى شد الجلد بتقنيات حديثة لا تتطلب وقتًا للتعافي. وهذه الوسائل السريعة فتحت الباب أمام فئات أوسع من الناس لتجربة التجميل، خاصة الشباب الذين لا يزالون في مرحلة بناء مظهرهم الخارجي والشخصي.
ما هي العمليات التجميلية الأكثر إجراء من الشباب قبل سن الثلاثين؟
في السنوات الأخيرة، شهدت عمليات التجميل تطورًا ملحوظًا من حيث التقنيات والنتائج، مما شجع فئة الشباب على الإقبال عليها بشكل متزايد. ولم يعد مفهوم عمليات التجميل مقتصرًا على المشاهير أو كبار السن فقط، بل أصبح جزءًا من روتين العناية بالمظهر لدى الكثير من النساء في العشرينات من العمر، وهي مرحلة عمرية تمتاز بالاستقرار النسبي والرغبة في الحفاظ على الشباب والثقة بالنفس.
الأسباب التي تدفع الشباب تحت سن الثلاثينات لإجراء عمليات التجميل
مع الاقتراب من سن الثلاثين، يبدأ الجسم بإظهار علامات خفيفة لتقدم السن، مثل الخطوط الدقيقة، وفقدان مرونة البشرة، بالإضافة إلى بعض التغيرات في الوزن أو شكل الجسم. ومع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار ثقافة الصورة، بات المظهر الخارجي عاملًا مهمًا يؤثر على الحياة الاجتماعية والمهنية. ويدفع هذا الكثير من الشباب إلى البحث عن حلول تجميلية، بعضها جراحي والآخر غير جراحي، لتحسين شكلهم أو للحفاظ على مظهر أكثر حيوية وشبابًا.
العمليات التجميلية الأكثر شيوعًا بين الشباب في الثلاثينات

حقن البوتوكس والفيلر
تعتبر حقن البوتوكس والفيلر من أكثر الإجراءات غير الجراحية شيوعًا بين الشباب في الثلاثينات. يُستخدم البوتوكس لتقليل التجاعيد التعبيرية في الجبهة وحول العينين، بينما يُستخدم الفيلر لملء الفراغات في الوجه مثل الخدود، الشفاه، وتحت العين. السبب في تفضيل هذه الإجراءات هو كونها سريعة، غير مؤلمة نسبيًا، ولا تحتاج لفترة نقاهة طويلة.
تجميل الأنف
يُعد تجميل الأنف من أكثر العمليات الجراحية رواجًا لدى فئة الشباب، فالكثير منهم يسعون لتعديل شكل الأنف إما لأسباب جمالية أو لتحسين التنفس. وتزداد هذه العملية شهرة بين من لم يتمكنوا من القيام بها في سن المراهقة، ويجدون في الثلاثينات فرصة ملائمة من حيث التكاليف والاستقرار.
شد الوجه بالخيوط

تقنية شد الوجه بالخيوط تعتبر بديلًا غير جراحي لعمليات شد الوجه التقليدية. في هذا العمر، تلاحظ بعض الشابات بداية ترهل خفيف في مناطق معينة كالذقن أو الخدين، وتوفر هذه التقنية حلاً فعالًا وسريعًا دون الحاجة لجراحة كاملة. وتمتاز هذه الطريقة بأنها تقدم نتائج فورية تقريبًا وتستمر لعدة أشهر.
عمليات نحت الجسم وشفط الدهون
تحت سن الثلاثين، تعاني بعض الشابات من صعوبة في التخلص من الدهون الموضعية بالرغم من ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي. لذلك، تعتبر عمليات مثل شفط الدهون أو نحت الجسم بالليزر أو الفيزر من الحلول الشائعة لتحديد شكل الجسم وتحسين القوام، وهي منتشرة بين النساء بشكل كبير.
زراعة الشعر أو علاجات تساقط الشعر
تعاني عدد كبير من الشابات في بداية الثلاثينات من تساقط الشعر أو الصلع الوراثي، ولهذا، تلجأ الكثيرات إلى عمليات زراعة الشعر، التي أصبحت أكثر تطورًا وذات نتائج طبيعية، أو إلى علاجات مثل حقن البلازما أو الميزوثيرابي لتحفيز نمو الشعر.
تبييض الأسنان وتجميل الابتسامة
العناية بالأسنان وتجميل الابتسامة أصبحت من أساسيات الجمال العصري، وفي هذا العمر، يرغب الكثيرون في الحصول على ابتسامة مثالية، ولذلك يُقبلون على علاجات تبييض الأسنان، تقويم الأسنان الشفاف، أو عدسات الأسنان التجميلية الفينير.