
"الدرعية" ضمن الوجهات البيئية الأبرز عالميًا في 2025: دليلك لأجمل التجارب التراثية والطبيعية
في إنجاز نوعي جديد، حصدت الدرعية اعترافًا دوليًا باختيارها ضمن "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025، بحسب التصنيف السنوي الصادر عن منصة "واندرلاست" البريطانية المرموقة، التي تسلط الضوء على أبرز الوجهات التزامًا بالاستدامة السياحية والثقافية.
يمثل هذا التصنيف تتويجًا لجهود شركة الدرعية والهيئة السعودية للسياحة في دمج أصالة التاريخ السعودي مع مفاهيم السياحة الحديثة المستدامة، ليصبح الزائر على موعد مع تجربة لا تُنسى في قلب واحدة من أغنى المناطق بالتراث، والطبيعة، والأنشطة الترفيهية والعائلية.
حي الطريف التاريخي.. جوهرة التراث العالمي
يمثل حي الطريف القلب النابض للدرعية، وهو أحد مواقع التراث العالمي المُدرجة على قائمة اليونسكو منذ 2010. يحتضن الحي آثار قصور الدولة السعودية الأولى، ويتيح للزوار خوض تجربة تفاعلية فريدة داخل متاحف مبتكرة ومسارات مشي تراثية تحاكي الحياة النجدية قبل ثلاثة قرون.
في المساء، يتحول الحي إلى مسرح مفتوح لعروض الضوء والصوت التي تروي حكايات التأسيس بطريقة بصرية أخّاذة، مما يخلق مزيجًا بين التعليم والمتعة.

وادي حنيفة.. بيئة طبيعية ساحرة وسط المدينة
من بين التجارب البيئية الأجمل في المنطقة، وادي حنيفة الممتد على طول الدرعية، يُعد نموذجًا متكاملًا للتنمية المستدامة، إذ يضم مسارات للمشي وركوب الدراجات، وجلسات مظللة مدمجة بالطبيعة، وجسورًا خشبية تتيح للزائر التفاعل مع البيئة المحيطة دون الإخلال بتوازنها.
الزائرون من عشاق الطبيعة سيجدون في الوادي ملاذًا مثاليًا لممارسة التأمل، اليوغا، التصوير، أو حتى مجرد قضاء يوم هادئ في الهواء الطلق مع العائلة.

بوابة الدرعية.. مشروع عملاق للفخامة المستدامة
في قلب التطوير العمراني الجديد، تأتي بوابة الدرعية، أحد أبرز المشاريع السعودية الضخمة ضمن "رؤية 2030"، والتي تهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة ثقافية وسياحية عالمية.
يضم المشروع فنادق فاخرة مستوحاة من العمارة النجدية، مطاعم عالمية، ساحات ثقافية، ومعارض فنية، جميعها تُشيّد باستخدام مواد مستدامة وتقنيات بناء صديقة للبيئة، ما يجعل الإقامة في الدرعية تجربة مترفة بدون تناقض مع قيم الحفاظ على البيئة.
مسار النخيل.. نزهة في أحضان التراث
يمتد مسار النخيل بين المباني الطينية القديمة والمزارع التاريخية، ليمنح الزوار تجربة مشي في بيئة شبه ريفية مليئة بأشجار النخيل والعناصر المعمارية الأصيلة.
يُمكن للعائلات قضاء أوقات ممتعة في المشي الهادئ أو الاستراحة على المقاعد المصنوعة من المواد المحلية، وسط أجواء تعبق برائحة التاريخ.

عروض الفروسية والفنون القتالية
لا يمكن الحديث عن الدرعية دون الإشارة إلى عروض الفروسية السعودية التي تُقام على مدار العام في ميادين مُخصصة، تعكس التراث البدوي والعسكري للمكان.
يشاهد الزوار استعراضات مهيبة للخيل العربية الأصيلة، وعروضًا للفنون القتالية القديمة مثل السيوف والرماح، في فعالية تجمع بين الإبهار البصري والأصالة.

منطقة البجيري.. المطاعم والمقاهي بإطلالة ساحرة
تمثل منطقة البجيري أحد أبرز الوجهات في الدرعية للراحة والاستجمام، حيث تتراص المطاعم والمقاهي الفاخرة على ضفاف وادي حنيفة، بإطلالات بانورامية مدهشة.
تتميز المنطقة بتصميماتها العمرانية التقليدية وإضاءتها الليلية الخافتة التي تحاكي ضوء الفوانيس، ما يجعلها مثالية لسهرة هادئة، أو عشاء فاخر بعد يوم حافل بالاكتشاف.
سوق الدرعية.. تسوّق بروح الماضي
لعشاق التسوّق، يُعد سوق الدرعية أحد أجمل الأماكن لاقتناء الهدايا التذكارية، المنتجات الحرفية، والعطور الشرقية، حيث تعرض المتاجر منتجات مصنوعة يدويًا من خامات طبيعية، مثل السدو، الفخار، والخشب المعالج محليًا.
ويُعزز السوق من مفهوم الاقتصاد المحلي الدائري عبر دعمه للحرفيين والمشاريع الصغيرة التي تحافظ على التراث.

الفعاليات والمواسم الثقافية
تحتضن الدرعية على مدار العام مواسم ثقافية ضخمة، أبرزها موسم الدرعية، الذي يقدم مئات الفعاليات في مجالات الفن، المسرح، الموسيقى، والرياضة. وتشمل تلك الفعاليات حفلات موسيقية مفتوحة، عروضًا ضوئية على جدران الطين التاريخية، ورش عمل فنية للأطفال، وبطولات رياضية عالمية مثل الملاكمة والفورمولا إي.
كل ذلك يتم تنظيمه مع مراعاة الحد الأدنى من التأثير البيئي عبر تقنيات إنارة موفرة للطاقة وأنظمة إدارة النفايات.
مغامرات عائلية في الهواء الطلق
لعشاق المغامرات، تقدم الدرعية أنشطة خارجية مخصصة للعائلات مثل رحلات السفاري، تسلق الصخور، المشي على الحبال، وجولات ترفيهية موجهة للأطفال داخل الحدائق المصغرة.
تُنفذ جميع الأنشطة ضمن معايير أمان صارمة وتحت إشراف مرشدين معتمدين، لتكون التجربة آمنة وتعليمية في الوقت ذاته.

حضور دولي يعكس رؤية المملكة
بحسب تصريح الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، فهد حميد الدين، فإن اختيار الدرعية في قائمة "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" يعد شهادة على التزام المملكة بتطبيق أعلى معايير السياحة المستدامة، ويؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفاتها في استقطاب 150 مليون زائر بحلول 2030.
من جهته، أكد جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لشركة الدرعية، أن هذا التكريم الدولي يعكس عمق الجهود المبذولة للحفاظ على التراث والهوية السعودية، وتقديم نموذج يحتذى به في التنمية المستدامة.
الدرعية.. حيث الماضي يُشرق من جديد
بين الطين والنخيل، بين أطلال المؤسسين وأصوات الفروسية، تقدم الدرعية تجربة لا يمكن اختزالها في مجرد زيارة. إنها رحلة تمتد عبر الزمن، وتلتقي فيها الأصالة بالتجدد، ويجد فيها الزائر المعنى الحقيقي للسياحة المستدامة.
إن كنت تبحث عن وجهة تُشبع روحك جمالًا، وتمنحك لحظة هدوء في قلب الصحراء، فإن الدرعية في 2025 هي وجهتك المثالية.
