أجمل وجهات السفر الى بولندا للاستمتاع بعطلة مفعمة بالتاريخ والثقافة بواسطة Konpasu.de Blog

أجمل أماكن عند السفر الى بولندا لعشاق التاريخ والثقافة

 عبير شرارة

هناك بلدان تُسافرين إليها للاستجمام وأخرى تُسافرين إليها لتجربة ثقافية وإنسانية، والسفر الى بولندا ينتمي الى التجارب الحسية والثقافية المتكاملة، فالأماكن السياحية في بولندا تتجاوز الصور والذكريات وتجمع روعة التاريخ والقصص.

وعند السفر الى بولندا تتكشف لكِ لحظات من التاريخ وسحر الطبيعة ودفء الحياة اليومية، فهي بلد ينبض بالحكايات حيث يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد غني بالتفاصيل.

ونستكشف اليوم مجموعة من أجمل الأماكن السياحية التي ننصحك بزيارتها عند تجربة السفر الى بولندا، حيث تقدم بولندا تجربة لا تُنسى لكل من يبحث عن أصالة المكان و لحظات من الهدوء والتأمل.

البلدة القديمة في كراكوف وقلعة فافل

البلدة القديمة في كراكوف وقلعة فافل بواسطة Zygmunt Put
البلدة القديمة في كراكوف وقلعة فافل بواسطة Zygmunt Put

البلدة القديمة في كراكوف تعبر عن روح بولندا حيث تصطف الأزقة المرصوفة بالحجارة بجانب واجهات ملونة تنتمي إلى طرز معمارية متعددة مثل القوطي والنهضة والباروك، ويُعد السوق الرئيسي ريونيك غوڤني أكبر ساحة من العصور الوسطى في أوروبا، حيث تحيط به المقاهي التقليدية والعربات التي تجرها الخيول، ويمكن التوقف عند قاعة القماش لاكتشاف الحرف اليدوية البولندية وشراء هدايا تذكارية أو احتساء القهوة بالقرب من برج البلدية التاريخي، وبينما تتجولين في أرجاء البلدة تلتقين بالمعالم البارزة واحدة تلو الأخرى، من بوابة القديس فلوريان إلى حديقة بلانتي التي تحيط بالمركز التاريخي وتوفر مساحة خضراء للاسترخاء.

وعلى بعد خطوات قليلة من هذا المشهد الساحر ترتفع قلعة فافل على تلة من الحجر الجيري تطل على نهر فيستولا، وتضم القلعة كاتدرائية فافل التي شهدت مراسم تتويج ودفن عدد كبير من الملوك البولنديين، ومن خلال التجول في القاعات الواسعة والغرف الملكية والساحات الرحبة يمكن التعرّف على فصول متعددة من تاريخ بولندا.

البلدة القديمة في وارسو

البلدة القديمة في وارسو بواسطة Egor Komarov
البلدة القديمة في وارسو بواسطة Egor Komarov

البلدة القديمة في وارسو تُجسد القدرة على النهوض من تحت الركام حيث أعيد بناؤها بعناية دقيقة بعد أن تعرضت لدمار شبه كامل خلال الحرب العالمية الثانية، فإستعادت ملامحها التي تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتحتفظ الساحة القديمة بأجواءها الرومانسية حيث تتناغم واجهات المباني الملونة مع الأزقة الضيقة والمقاهي، كما أن القصر الملكي عند أطراف الساحة يتيح نظرة على الحياة الملكية في بولندا القديمة، بينما تقدم المطاعم الصغيرة أطباقًا تقليدية بنكهات محلية أصيلة.

وتُعد المنطقة نقطة التقاء ثقافية تضم معالم مهمة مثل متحف ونصب انتفاضة وارسو، الذي يوثّق مرحلة مفصلية من المقاومة البولندية، ويمكن أيضًا التوجه مع حلول الغروب إلى ضفاف نهر فيستولا أو الصعود إلى برج كنيسة القديسة آن للاستمتاع بإطلالة بانورامية.

متحف ونُصب أوشفيتز بيركيناو

متحف ونُصب أوشفيتز بيركيناو بواسطة Pixabay.jpg
متحف ونُصب أوشفيتز بيركيناو بواسطة Pixabay 

زيارة متحف ونُصب أوشفيتز بيركيناو تترك أثرًا لا يُمحى في النفس حيث تتيح هذه الرحلة التأمل في واحدة من أكثر فصول التاريخ قسوة، ويقع هذا الموقع قرب بلدة أوشفيتسيم على بُعد ساعة تقريبًا من كراكوف، وكان سابقًا معسكرًا نازيًا لجمع واحتجاز وقتل الملايين خلال فترة الهولوكوست، وتقدّم الجولات الإرشادية في جزأي الموقع أوشفيتز 1 وأوشفيتز 2 بواسطة خبراء يشاركون قصصًا شخصية ووثائق أرشيفية وشهادات ناجين، كما تشمل المعروضات مقتنيات شخصية وصورًا توثيقية ورسائل كتبت في أصعب اللحظات.

جبال تاترا وزاكوباني

جبال تاترا وزاكوباني بواسطة  Jozef Kotulič.jpg
جبال تاترا وزاكوباني بواسطة  Jozef Kotulič 

تُعد جبال تاترا من أبرز المعالم الطبيعية في بولندا حيث تمتد عند حدودها الجنوبية مع سلوفاكيا وتُشكّل جزءًا من سلسلة جبال الكاربات، وتُوفر هذه الجبال مشاهد خلابة لعشاق الطبيعة ومحبي المغامرة حيث يمكن الاستمتاع بمسارات المشي التي تؤدي إلى بحيرات صافية مثل مورسكيوكو، كما يُعتبر منتزه تاترا الوطني موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات مثل الوعول والنسور الذهبية، وخلال فصل الشتاء تتحوّل المنطقة إلى وجهة مفضلة لممارسي التزلج بفضل منحدراتها المتنوعة وأكواخها الجبلية الدافئة.

وفي أسفل هذه الجبال تقع زاكوباني المدينة التي يُطلق عليها اسم عاصمة الشتاء في بولندا والتي تشتهر بطرازها المعماري الخشبي المميز، ويعد شارع كروبوفكي القلب النابض للحياة في المدينة حيث تتنوع المتاجر بين المصنوعات المحلية والمطاعم التي تقدم المأكولات الجبلية، إلى جانب المقاهي الحديثة وصالات العرض الفني، ويمكن ركوب التلفريك إلى قمة غوباووفكا للاستمتاع بمشاهد بانورامية أو الاسترخاء في الحمامات الحرارية بعد يوم طويل من التنزه.

قلعة مالبورك

قلعة مالبورك بواسطة Olha Padalka.jpg
قلعة مالبورك بواسطة Olha Padalka 

تُعد قلعة مالبورك إحدى أبرز التحف المعمارية التي تعود للعصور الوسطى، وهي أكبر حصن من الطوب في العالم، وقد بُنيت في القرن الثالث عشر على يد فرسان التيوتون على ضفاف نهر نوغات شمال بولندا، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي القلعة العليا والوسطى والسفلى، حيث يعكس كل منها مستوى مختلف من التحصين المعماري القوطي، وبين الجدران السميكة والقاعات الفسيحة يمكن التعرّف على أساليب الحياة في العصور الوسطى من خلال الكنائس والأسلحة والمعروضات الأثرية.

وتجربة زيارة القلعة تتضمن استخدام أجهزة سمعية تقدم محتوى تفاعليًا يساعد على فهم السياق التاريخي بشكل سلس، كما تُقام فعاليات موسمية وجولات ليلية وعروض تمثيلية تعيد أجواء العصور القديمة إلى الحياة، مما يجعل الزيارة ممتعة ومليئة بالمعلومات في آن واحد، خاصة لدى عشاق التاريخ والهندسة المعمارية.

منجم فياليتشكا للملح

منجم فياليتشكا للملح بواسطة C messier.jpg
منجم فياليتشكا للملح بواسطة C messier 

يقع منجم فياليتشكا للملح على مشارف كراكوف ويُعد من المواقع التي تأسر الخيال منذ اللحظة الأولى، ويمتد هذا المعلم الاستثنائي لأكثر من 300 كيلومتر تحت الأرض ويصل عمقه إلى ما يزيد عن 300 متر، وقد ظل لقرون عديدة موقعًا لاستخراج الملح قبل أن يتحول إلى واحد من أبرز الأماكن التي يمكن زيارتها في بولندا، وعند النزول إلى أعماقه تنفتح أمام الزائر عوالم نحتها الإنسان من الملح الصخري، حيث يمكن التجول بين مصليات تحت الأرض وتماثيل وثريات وقاعات فسيحة جميعها منحوتة بعناية من المعدن الأبيض.

ومن بين أبرز محطات الجولة تبرز كنيسة القديسة كينغا التي تقع في أعماق الأرض وتُدهش الزوار بتفاصيلها الدقيقة وأعمدتها المنحوتة ونقوشها التي تحاكي روعة المعابد الكبرى، كما تتوفر جولات إرشادية بعدة لغات، ويمكن أيضًا مشاهدة البحيرات المالحة تحت الأرض والتعرف على تاريخ استخراج الملح من خلال متحف خاص يعرض أدوات وتقنيات استخدمت عبر العصور.

كنيسة القديسة ماري

كنيسة القديسة ماري بواسطة Necrothesp.jpg
كنيسة القديسة ماري بواسطة Necrothesp 

تتوسط كنيسة القديسة ماري ساحة السوق الرئيسية في كراكوف وتشكل واحدة من أبرز المعالم الدينية والمعمارية في بولندا، وبفضل برجَيها غير المتطابقين وتصميمها القوطي البارز تلفت الأنظار منذ الوهلة الأولى، وتمتاز واجهتها بالطوب الأحمر بينما تتميز بتصميم داخلي ساحر، حيث تتألق بالأسقف المزينة بنجوم زرقاء والنوافذ الزجاجية بألوانها والمذبح الذهبي الضخم والأعمال الفنية المنتشرة في أرجائها، وفي قلب الكنيسة يهيمن على المشهد المذبح الخشبي الذي أبدعه الفنان فايت ستوس في القرن الخامس عشر، ويجسد لحظات من حياة العذراء مريم وهو من أهم أعمال النحت القوطي في أوروبا.

حديقة لازينكي الملكية

وسط الحركة النشطة للعاصمة وارسو تظهر حديقة لازينكي كمساحة رحبة من الهدوء والجمال، وتعود أصول هذه الحديقة إلى القرن الثامن عشر حين صُممت كمقر صيفي للعائلة الملكية، وتمتد على مساحة واسعة تتخللها مسارات مظللة وأشجار ضخمة وبرك خلابة، وفي قلب الحديقة يقف قصر على جزيرة صناعية تحيط به الطيور والطبيعة، ويُعد من أبرز المعالم المعمارية التي يمكن الاستمتاع بها في هذا المكان.

ومع استمرار المشي في أرجاء الحديقة تظهر تماثيل كلاسيكية وجسور رومانسية وأجنحة صغيرة تضيف لمسة شاعرية على المكان، ويمكن أيضًا حضور الحفلات الموسيقية المجانية التي تُقام في الهواء الطلق لا سيما حفلات شوبان الصيفية التي تجمع بين عبق الماضي وروح الفن، كما تُعد زيارة مسرح الأورانجيري أو قصر ميشليفيتسكي أو معبد ديانا فرصة لمزيد من الاستكشاف.

فروتسواف

فروتسواف بواسطة Szczecinolog.jpg
فروتسواف بواسطة Szczecinolog 

تقع فروتسواف في الجزء الغربي من بولندا وتتميز بطابعها المتنوع الذي يجمع بين لمسات معمارية من العصور الماضية وحيوية الحياة الثقافية المعاصرة، وتعكس التركيبة الحضارية المتعددة للمدينة تأثرها بتاريخها الطويل تحت تأثيرات بولندية وألمانية وتشيكية ويهودية، مما يضفي على فروتسواف شخصية فريدة يصعب مقارنتها، وتُعرف بأنها البندقية البولندية نظرًا لتشابك قنواتها المائية التي تعبرها أكثر من مئة جسر، ويُعد التجول فيها تجربة ممتعة تزداد جمالًا عند الوصول إلى ساحة السوق حيث تصطف المباني الملونة التي جُدّدت بعناية حول قاعة المدينة القوطية، كما تنتشر في أرجاء المدينة تماثيل الأقزام الصغيرة ولكل منها قصة رمزية تضفي طابعًا فكاهيًا ومسليًا على الرحلة.

وبينما تكتشفين الأزقة القديمة تتجلى الجوانب الثقافية العميقة للمدينة، حيث تقدم المسارح والمعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية برنامجًا متنوعًا على مدار العام، ويمكن أيضًا زيارة جزيرة الكاتدرائية لاكتشاف معالمها الدينية القديمة، أو التوجه إلى قاعة المئوية المُدرجة على قائمة اليونسكو للاطلاع على إنجازات الهندسة المعمارية الحديثة، وبعدها يمكنك التجول على ضفاف نهر الأودر أو قضاء أمسية في مقهى نابض بالحيوية.

تورون

تورون بواسطة Andrzej Otrębski.jpg
تورون بواسطة Andrzej Otrębski 

على ضفاف نهر فيستولا تقع تورون المدينة التي ترتبط باسم نيكولاس كوبرنيكوس أحد أعظم علماء الفلك في التاريخ، وتحتفظ المدينة القديمة بطابعها القوطي المميز حيث تُرصف الشوارع بالحجارة وتُزينها منازل ذات طراز تاريخي، في حين تنتشر الكنائس الكبرى مثل كاتدرائية القديس يوحنا التي تحكي فصولًا من تاريخ المكان، وتُعد ساحة المدينة ببرجها المائل ومبناها البلدي من أبرز معالمها حيث يمكن زيارة المتحف الذي يعرض سيرة كوبرنيكوس وملامح من الحياة في العصور الوسطى.

ومن السهل ملاحظة الأجواء التراثية التي تحيط بالزائر خاصة عند دخول متاجر خبز الزنجبيل التقليدي الذي تشتهر به تورون منذ قرون، ويمكن أيضًا المشاركة في ورش العمل التفاعلية داخل متحف خبز الزنجبيل مما يضيف طابعًا مرحاً مميزًا للزيارة.