"البطل"... داخل كلّ منا
هي: جمانة الصباغ
إذا بحثنا في محركات البحث عن "شخصية البطل"، سنجد كماً هائلاً من التعريفات والصفات التي ترتبط بهذه الشخصية. سؤالنا اليوم ليس فقط عن تعريف شخصية البطل، بل عن البحث عن البطل الموجود في كل واحد منا وإظهاره للعلن.
لا تستغربوا، ففي داخل كل إنسان بطلٌ، تختلف صفاته بين مرء وآخر وكذلك نقاط قوته وتأثيره فينا. لكنه موجود إنما يخاف بعضنا البحث عنه أو إعلام الآخرين به.
جمعتُ لكم بعض الصفات العامة عن "الشخصية البطل" وما عليكم سوى أن تقارنوها بما لديكم من صفات وستعرفون حجم البطل الموجود عندكم، وهل هو كاف أم يحتاج للمزيد من العمل عليه ليصبح بطلاً بما للكلمة من معنى.
1.البطل هو الذي يخضع للتجربة: فالجرأة هي في خوض غمار الحياة وتجاربها وعدم الخوف من ذلك. وكما أن التجارب تصنع أناساً أقوياء، فإنها بالتأكيد تصنع أبطالاً أيضاً.
2.البطل هو صاحب الضمير الحي: هو المنضبط والذي يمكن الإعتماد عليه، وهو الذي لا تغيَره الظروف مهما كانت قاسية.
3.البطل هو المنفتح على الآخرين: لا المنغلق على نفسه والمتقوقع في محيطه، وبانفتاحه يستطيع مشاركة الآخرين بما عنده.
4.البطل هو الدافئ القلب: يتمتع بصفات المودة والرحمة والألفة والتعاون ويولَد شعوراً بالطمأنينة عند الغير.
5.البطل هو المستقر عاطفياً وذهنياً: مثل هؤلاء يتمتعون بثقة تامة بالنفس ولا خوف لديهم من الحاضر والمستقبل، ولا يبكون أو يتحسرون على ماض ولى وأدبر.
قد تكون هذه الصفات موجودةً عند أبطال الأفلام فقط، سيقول البعض، لكنها بالتأكيد موجودةٌ عند بعض البشر أيضاً، وهم ليسوا بقلة أبداً. نحن فقط لا نراهم كل يوم أو لا نبحث عنهم بما يكفي.
وأول مكان لا بد أن نبحث فيه هو في ذواتنا، البحث عن البطل الذي يعيش في داخلنا والذي نحتاجه أكثر مما نحتاج أبطالاً من الخارج. ليس بطلاً من ورق نتمناه، بل بطلاً حقيقياً يحيا فينا ويكبر معنا، بصفاته وأعماله وحسناته مهما كان حجمها ومقدارها.
فلا تدعوا أحداً يخبركم عكس ذلك، ولا تدعوا أي مثبطات تمنعكم من أن تكونوا أبطالاً بالقدر الذي تستطيعون وتتقنون. ليس المهم أن تكونوا كالأبطال الذي تصورهم الشاشة الصغيرة، بل أن تكونوا أبطالاً في عيونكم وعيون من تحبون، بأفعالكم ومواقفكم وليس بالكلام فقط.
وكونوا على ثقة دوماً بأن البطل الصغير سيكبر كلما نضجتم وتعلمتم من تجاربكم، وأن لا فعل أكثر بطولة من تقبل الهزيمة وتحويل الفشل إلى نجاح.
