سارة العايد لـ"هي": "مهنتي.. أُم"

إعداد: منى سعود سراج
 
الأم المثاليَّة هي التي تحبُّ بلا حدود، وتعطي من دون اكتراث، وتصبر من دون ملل، وتبني الأمل وتشجع للتطلع إلى الأمام.
 
"مهنتي: أُم"، هي مبادرة مجتمعية جديدة انطلقت أخيرا هدفها التعريف بأسمى المهن التي عرفها ومارسها الإنسان، والتوعية بدور الأم المهم والأساسي في بناء المجتمع، وتسليط الضوء على كل ما تقدِّمه، والتأكيد على حقوقها وواجباتها، من خلال مجموعة من البرامج والفعاليات المبتكرة والشيِّقة، بدعم مجموعة من الشركات ووسائل الإعلام. 
 
"هي" التقت بموسسة وعضو مجلس إدارة شركة تراكس وصاحبة مبادرة "مهنتي: أُم"، سارة عايد العايد، لتطلعنا على هذه المبادرة، وهدفها وشروط الترشيح، ومن هي الأُم المثاليَّة.
 
•متى أطلقت المبادرة، وعلى ماذا ارتكزت؟ 
الفكرة بزغت منذ 3 سنوات، واستغرق تنفيذها والتخطيط لها كثيراً من الوقت. فقد بذلنا كل الجهود لتكون المبادرة مميَّزة، واخترنا لها المعايير المناسبة لانتخاب الأم المثاليَّة، ووضعنا الشروط الملائمة للترشيح. وقد تحقق هذا الهدف من خلال برامج خاصة تطلق كل 3 أشهر. وقد ارتأينا أن نبدأ بمجموعة من الفعاليات المتزامنة، وهي اللقاء، والمسابقة، والفيلم، وحفل تكريم الأم المثاليَّة. ومن خلال اللقاء الذي عقد يوم 12 مارس، تم إطلاق "بئر الأماني" الذي من خلاله نطلب من كل أُمٍ وضع أمانيها، لتكون أهدافاً بالنسبة لنا نعمل من أجل تحقيقها.
 
•وماذا تعني الأُم في حياة سارة؟ 
أمي من أروع وأعظم الأمهات والسيدات في العالم، شكراً لا تكفيها. عفاف زهران ليس مثلها أي أُم، وكل ما أنا عليه اليوم بسبب حبِّها وحنانها وتضحيتها وإيمانها بكل أحلامنا. وبطبيعة الحال، لا أستطيع رد الجميل إليها مهما عملت، لأنَّ ما قامت به تجاه تربيتي أنا وإخوتي الأربعة كان أمراً جباراً. وكانت تردد دائماً "استثماري هو أبنائ"». الله يحفظها ويسعدها ويقدرنا على أن نفعل نصف ما هي فعلته من أجلنا.
 
•مع تعدد مهام الأُم اليوم في الحياة التي اختلف نمطها، كيف ترين دور الأُم اليوم في التربية؟
الأطفال والتربية مسؤوليَّة، وكما أنَّ الأمومة شيء عظيم، فعلى الأُم أن تكون على قدر هذه المسؤوليَّة. الأطفال أمانة في أعناقنا ومع تطور العالم والتكنولوجيا، ومع الحاجة لوجود المرأة أحياناً خارج المنزل للعمل، يجب أيضاً أن نكون ملتزمين بمسؤوليَّة أبنائنا. أن تعمل أو لا تعمل المرأة فهذا اختيارها، لكن عندما تصبح أُماً يجب عليها مراعاة هذه المسؤوليَّة، والاطلاع باحتياجات عائلتها ليس فقط الأطفال، لكن أيضاً الزوج؛ لأنَّه الأساس. وليس خطأ أن يكون هنالك أشخاص في المنزل ليقدموا المساعدة، لكن التربية يجب ألا تتوقف على المربية والتلفاز، كما يجب معرفة المسؤولين عن تربية الأبناء، فليس كل من تعمل في المنزل مؤهلةٌ لتكون مربية. الأم والأب هما من يحددان مصير أبنائهما، وكيفيَّة تربيتهما. وأنا أحث نفسي وكافة الأمهات العاملات وربات البيوت على أن نكون أهلاً لتلك المسؤوليَّة.
 
•هنالك العديد من المبادرات الخاصة بالمرأة والأُم، ما الذي يميِّز "مهنتي: أُم"؟
"مهنتي: أم" ليست احتفالاً، بل مبادرة تتجسَّد في مشروع تكاملي يعمل من خلال المجتمع والجهات المختصة والجمهور المستهدف للتعريف بالأم والتوعية بمكانتها التي تستحقها، أطلقناها بهدف التعريف بأسمى المهن التي عرفها ومارسها الإنسان، والتوعية بدور الأم المهم والأساسي في بناء المجتمع، وتسليط الضوء على كل ما تقدِّمه الأم كل يوم، والتأكيد على حقوقها وواجباتها لدى الأفراد والمجتمع ككل، وذلك عبر طيفٍ من البرامج والفعاليات المبتكرة والشيِّقة.
 
وقد حظيت هذه المبادرة بدعم مجموعة من الشركات ووسائل الإعلام، وتم إطلاق مسابقة "الأم المثاليَّة" التي نكرم فيها نموذجاً للأم الرؤوم التي نجحت في رعاية عائلتها، وأسهمت في نجاح زوجها، وتفوق أبنائها وبناتها وجعلهم أعضاء نافعين ومساهمين في تنمية المجتمع وتقدُّمه. ونهدف من خلال هذه المسابقة لمخاطبة الأمهات في كافة أنحاء الوطن، والتأكيد على أنَّ مستقبل الأجيال يعتمد عليها.
 
وقد تم تكريم الأمهات أثناء اللقاء النسائي الذي عقد هذا الشهر، وشاركت فيه نخبة من الشخصيات النسائيَّة اللاتي عرضن رؤيتهن للأمومة من منطلق تكاملي. وهنَّ: الدكتورة سناء عابد، الدكتورة نوف المروعي، الدكتورة عبلة بخاري، الكاتبة لينا النابلسي والدكتورة عائشة نتو.
 
•ما المعايير التي بموجبها يتم اختيار المرشحات؟
بداية يتم التقدم بطلبات الترشيح عبر صفحة الإنترنت التابعة لموقع مؤسسة "أبجديات التواصل"، أما آليَّة الترشيح والمعايير، فأهمها أن تكون أُماً بالتأكيد، وأن تكون من سكان المملكة العربيَّة السعوديَّة، والترشيح يكون لأُم واحدة فقط، وسيقوم بتحكيم الجوائز فريقٌ آخرٌ بالتعاون مع مركز المسؤوليَّة الاجتماعيَّة بالغرفة التجاريَّة الصناعيَّة جدَّة.
 
•متى تتفرغ سارة للأمومة؟
لا أظن أنَّني بحاجة لترك العمل فخلال، الأعوام الماضية قمت بتغيير أسلوب عملي وآليته، لأنَّ طبيعة عملي وزوجي رامي يحتاج لوجودنا في المكتب لفترات طويلة، أو السفر، وبعد كل فترة نقوم بمراجعة احتياجات المرحلة.على سبيل المثال، عندما كانت "هيا" أصغر قبل دخولها المرحلة الابتدائيَّة كانت تسافر معنا في كافة رحلات العمل. واليوم، غيرت جدول سفري بما يلائم إجازاتها أو كي لا يكون سفراً مطولاً. وابنتنا تستمتع بعملي لأنَّها جزء منه، وأحياناً تكون أحد المساعدين.
 
•رسالة توجهينها لكل ابن وابنة؟
أتمنى أن يفهم أبناؤنا أنَّ الأم إنسان يعطي بلا حدود، وأنَّ أبناءها هم عالمها، ولا تستطيع العيش من دونهم. وهكذا، علينا أن نكون على قدرالمسؤوليَّة كأمهات، وأن نكون أهلاً لثقة أمهاتنا وآبائنا، ليكون أبناؤنا أمهات وآباء صالحين من بعدنا.
 
•برأيك من هي الأم المثاليَّة؟
الأم الحقيقيَّة هي التي تحبُّ بلا حدود، وتعطي من دون اكتراث، وتصبر من دون ملل، هي التي تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه من حولها، وتكون قدوة حسنة لأبنائها، وتبني الأمل وتشجع من حولها للنمو والتطلع إلى الأمام، هي مفخرة للمجتمع، ومستعدة دائماً لبناء جيل المستقبل.