الدكتور محمد حمد ل "هي": تخثر الدم مشكلة خطيرة إنما يمكن الوقاية منها
عديدة هي المشاكل الصحية التي تظهر لوحدها أو نتيجة لبعض الأمراض التي يصاب بها الإنسان في مراحل العمر المختلفة. وتخثر الدم هي إحدى العمليات المُعقدة التي يقوم بها الجسم كردة فعل طبيعية لوقف النزيف الحاصل جراء تعرض أحد الأوعية الدموية إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دموية لسد المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها.
ويشرح الدكتور محمد حمد، أخصائي أمراض باطنية من مستشفى تداوي دبي لهذه الحالة قائلاً، أنه في حال تخثر الدم يحدث تحول للدم من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة، مُشكلاً بذلك الجلطة الدموية. والوظيفة الأساسية للجلطة هي إيقاف النزيف، والعمل على علاج الجروح. ولكن عندما تتكون الجلطة في منطقة لا ينبغي لها أن تتواجد فيها مثل داخل الشرايين، فهذا يُسبب مشاكل كبيرة قد تصل إلى تلف العضو الذي تغذيه هذه الشرايين.
نستعرض وإياك عزيزتي لأسباب وعوامل تخثر الدم، مضاعفاته وطرق الوقاية منه كما أفادنا بها الدكتور حمد على أمل أن تكون معلوماتنا هذه مفيدة لك.

أسباب وعوامل تخثر الدم
بحسب أخصائي الأمراض الباطنية، هناك 3 عوامل رئيسية تتحكم في تخثر الدم:
- حدوث اعتلال في جدار الاوعية الدموية.
- حدوث اعتلال في مكونات الدم نفسه.
- انخفاض في سرعة الدم.
وفيما يتعلق بالدم، هناك نظامين من الإنزيمات أحدها نظام يساعد على التخثر، والآخر النظام المانع للتخثر. وتعمل هذه الإنزيات في العادة على جريان طبيعي للدم في الاوعية الدموية، وفي حال تفوق أحد الانظمة على الآخر يحدث ما يُسمى التخثر أو زيادة سيولة الدم، وهذا يحدث طبعاً في ظل وجود مرض أو اعتلال ما. وهناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تُسبب أي حالة من الحالتين، وقد تكون هذه الأسباب وراثية أو مكتسبة.
ومن العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بتخثر الدم وفقاً للدكتور حمد:
- الجلوس لفترات طويلة أو ملازمة السرير، خصوصًا في مرحلة ما بعد العمليات الجراحية.
- الحمل، والذي يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الحوض والساقين.
- التدخين الذي يساهم في زيادة لزوجة الدم وسهولة تخثره.
- بعض الطفرات الوراثية، مثل طفرة العامل الخامس لايدن (يمكن للرجال والنساء حمل عامل لايدن الخامس، وقد تكون النساء الحاملات لطفرة عامل لايدن الخامس أكثر عُرضة لتكوين الجلطات الدموية أثناء الحمل أو بسبب تناول هرمون الأستروجين).
- الإصابة بفيروس كورونا المستجد أو فيروس نقص المناعة المكتسبة.
- السمنة والوزن الزائد.
- تصلب الشرايين.
- بعض الاضطرابات الوراثية، كنقص البروتينات المسؤولة عن منع تكوين الخثرات الدموية، مثل: مضاد الثرومبين، أو انخفاض مستوى إنزيم البلازمين المسؤول عن حل الخثرة الدموية .
- بعض الأمراض المناعية، مثل متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية.
- الإصابة بفشل القلب.
- تناول أدوية معينة، مثل: حبوب منع الحمل، أو علاجات الهرمونات، أو بعض أدوية السرطان.
- بعض أنواع السرطانات تؤدي إلى زيادة غير طبيعية في مستوى عوامل التخثر في الدم.
أعراض ومضاعفات تخثر الدم
يؤدي تكون الجلطات إلى ظهور العديد من الأعراض، والتي تختلف بناءً على مكان تكون الجلطة مثل:
- البطن: تُسبب الجلطات الشعور بألم بطني شديد لا يقل حتى مع تناول المسكنات، ويترافق عادة مع غثيان وقيء.
- الأطراف: تؤدي الجلطات في هذه المنطقة إلى الشعور بالألم، والتورم، والإحمرار، وزيادة درجة حرارة مكان تكون الجلطة.
- المخ: تؤدي إلى السكتة الدماغية، وتختلف الأعراض باختلاف مكان تأثير السكتة.
- القلب والرئة: تتسبب بحدوث النوبة القلبية والإحتشاء القلبي ومشاكل التنفس.

كيفية الوقاية من تخثر الدم
سواء بالنسبة إلى الأشخاص الذين يُعتبرون أكثر عرضة للإصابة بجلطات أو لغيرهم من الأشخاص الذين ليست لديهم عوامل خطر، ثمة خطوات معينة يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة.
ويُعدد لنا الدكتور حمد هذه الخطوات الوقائية بالتالي:
- شرب الماء بمعدلات كافية.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الحد من تناول الأطعمة الغنية بالملح لأنه يساهم في احتباس السوائل بالجسم، ما يعيق الدورة الدموية.
- في المقابل، ثمة أطعمة لها أثر إيجابي على الدورة الدموية وتخفف خطر حصول جلطات ويُنصح بالتركيز عليها، كالثوم والليمون والبرتقال.
- تجنب وسائل التدفئة المنخفضة المستوى، وتُعتبر هذه الوسائل الخاصة بالتدفئة التي توضع أرضاً مضرة لأنها تساهم في ركود الدم وبالتالي زيادة احتمال تخثره.
خلاصة القول، ننصحك عزيزتي القارئة بوجوب اتباع نمط حياة صحي إن لجهة الغذاء أو الحركة المستمرة، ومراجعة الطبيب المختص في حال الشعور بأي من الأعراض المذكورة أعلاه والتي قد تكون علامة تحذيرية على الإصابة بتخثر الدم.