ما هو مرض كوفيد طويل الأمد والمخاطر الصحية الناجمة عنه

سمعنا مؤخراً عن كوفيد طويل الأمد أو الأجل، وهو حالة من أعراض ناجمة عن مرض كوفيد-19 يعاني منها المصابون بالمرض لمدة طويلة، قد تؤثر على حالتهم الصحية والنفسية.

لذا توجهنا إلى الدكتور بيتر جورج، استشاري طب الجهاز التنفسي في مستشفى كرومويل وأحد الخبراء الرئيسيين في عيادة كوفيد طويل الأمد بالسؤال عن كوفيد طويل الأمد، وما هي أعراضه والعلاجات المحتملة له، وهل من تداعيات صحية ونفسية يمكن أن تصيب المرضى المصابون بكوفيد طويل الأمد.

يتسبب كوفيد طويل الامد بمضاعفات صحية ونفسية على المرضى المصابين به

ما هو مرض كوفيد طويل الأمد؟ وما المقصود بالمعاناة من أعراض كوفيد طويلة الأمد؟

جورج: تشير البيانات إلى أن واحداً من بين كل 10 أشخاص مصابين بفيروس كوفيد-19 يعاني من أعراض مطولة تستمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، ما يعني أن العديد من الأشخاص المصابين بالفيروس يجدون صعوبة بالغة في العودة إلى روتين حياتهم اليومية. وفي الغالب، تحتاج هذه الأعراض المطولة، المعروفة باسم كوفيد طويل الأمد، رعاية طبية وعلاجاً من المتخصصين في هذا المجال للتعافي والعودة إلى الحالة الصحية الجسدية والنفسية والعاطفية الطبيعية.

بحسب معرفتكم إلى الآن، ما هي جميع الأعراض المسجلة لكوفيد طويل الأمد؟

جورج: يشير كوفيد طويل الأمد إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، تشمل غالباً التعب الشديد وضبابية الدماغ والصداع وآلام العضلات وضيق التنفس ومضاعفات ومشاكل النوم، التي قد تستمر لأسابيع أو حتى أشهر بعد انتهاء الإصابة النشطة بالمرض.

هل هناك أي علاجات حالية أو متوقعة لهذه الأعراض؟ وما هي مدة ظهورها؟

جورد: أطلقنا مؤخراً في مستشفى كرومويل في لندن، عيادتنا المتخصصة لعلاج كوفيد طويل الأمد تم تصميمها خصيصاً لمساعدة المرضى الذين يعانون من أعراض مطولة من الفيروس.

وتعتمد العيادة نهجاً شاملاً بقيادة استشاريين وخبراء، صُمم بعناية لعلاج الأعراض المتنوعة لكوفيد طويل الأمد ولملاءمة الاحتياجات الخاصة بكل مريض. وتخضع الحالات التي يتم علاجها في العيادة لنهج فريد يلبي احتياجاتهم المختلفة بفضل وجود فريق من الاستشاريين الرائدين الذين يمتلكون خبرات طبية واسعة تمتاز بنهج متعدد التخصصات في العلاج.

بعد الاستشارة الأولية، سيتم وضع مجموعة من الاختبارات الشخصية ومن ثم إعداد خطة علاج مخصصة. وعند الحاجة، سيكون هناك إحالات لاحقة إلى أخصائيين رئيسيين آخرين بما في ذلك أطباء القلب وأطباء الأعصاب وأخصائيي العلاج الطبيعي التنفسي بالإضافة إلى خبراء النوم والأطباء النفسيين.

كوفيد طويل الامد هو مرض تستمر اعراضه لمدة لا تقل عن 3 اشهر

بالنظر إلى أن هذه الأعراض قد تستمر لفترات طويلة، ما هي التداعيات الصحية المترتبة على جسم الإنسان؟

جورج: يمكن أن يكون الإحباط أحد الآثار الرئيسية على الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد طويلة الأمد، حيث يشعر المرضى في أحيان كثيرة أن لا أحد يستمع إليهم أو يفهمهم ولا يعرفون لمن يتوجهون للمساعدة. وغالباً ما يشعر العديد من المرضى بالقلق من أن هذه الأعراض لن تختفي وسترافقهم دائماً، ولهذا السبب يحتاج مرضى كوفيد طويل الأمد لدعم شامل ومتخصص والتحدث إلى المعالجين الفيزيائيين والأطباء النفسيين للمساعدة في علاج الآثار الصحية النفسية للفيروس.

ويعد العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل جزءاً مهماً من رحلة التعافي من مرض كوفيد طويل الأمد. ويجب أن يأخذ المرضى الوقت الكافي للعودة تدريجياً إلى حياتهم الطبيعية وعدم التسرع في العودة إلى النشاط الكامل في وقت مبكر. والمرضى الأكثر معاناة من أعراض كوفيد طويلة الأمد هم أولئك الذين يحاولون فعل الكثير والتسرع دون تخصيص وقت كاف للتعافي من الإصابة الأولية.

هل بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة (حالات صحية سابقة) أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد؟

جورج: خلصت دراسة بحثية أجرتها جامعة "كينغز كوليدج لندن" إلى وجود بعض العوامل التي ترفع خطر التعرض لمتلازمة "كوفيد طويل الأمد"، بما في ذلك على سبيل المثال الإناث، أو من يعانون من زيادة الوزن أو الربو، مما يؤكد ما شاهدناه في عيادة كوفيد بمستشفى كرومويل. وبناء على تجربتي أيضاً، فالنساء الشابات ومتوسطات العمر اللواتي اعتدن على مستوى عال من النشاط البدني والمهني يتأثرن بشكل غير متناسب بكوفيد طويل الأمد.

كيف يتم علاج أعراض كوفيد طويلة الأمد مع الأخذ في الاعتبار الظروف الصحية التي يعاني منها بعض المرضى ولا سيما الأمراض المزمنة؟

جورج: يصف العديد من المرضى الذين تتم إحالتهم إلى العيادة أعراضاً مثل ضيق التنفس المستمر وألم الصدر وانخفاض مستويات الطاقة وضعف مستويات التركيز. في المقام الأول، أولويتي هي تحديد ما إذا كان للفيروس تأثير على القلب والرئتين، وكما نعلم الآن فالتهاب الرئة (مرض الرئة الخلالي) والجلطات الدموية (الصمات الرئوية) والتهاب القلب (التهاب التامور) هي حالات منتشرة.

وبعد تقييم شامل لسجل المريض وإتمام الفحص الجسدي، أقوم بطلب اختبارات تشخيصية مفصلة مثل اختبارات الدم المتخصصة، والأشعة المقطعية واختبارات وظائف الرئة واختبارات القلب التفصيلية مثل مخطط صدى القلب. ثم يتم توجيه العلاج وتحديد المشكلة الأساسية.

ومعروف أن كوفيد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأمراض الموجودة سابقاً مثل الربو والحالات الروماتيزمية، ومن المهم أن تكون على دراية بكل ذلك وكيفية علاجه بالشكل المناسب.

هل تعد الأعراض المطولة لكوفيد-19 من المضاعفات الناتجة عن وجود أمراض مزمنة لدى الأشخاص المصابين مثل مرض السكري والسرطان وغيرها؟

جورج: في بعض الحالات، يعاني المرضى المصابون بأعراض مطولة لكوفيد-19 من تفاقم الحالات والأمراض المزمنة الموجودة لديهم وهذا أمر مهم وينبغي استكشافه بدقة. مع ذلك، فإن العديد من المرضى الذين أراهم لا يعانون من مشاكل صحية سابقة ومع ذلك يعانون من أعراض منهكة تؤثر على قدرتهم على ممارسة الرياضة والعمل بفعالية وحتى الاستمتاع بالحياة بسبب القلق والإجهاد والمزاج السيئ لاحقاً.

ما الدور الذي تلعبه حالة المريض النفسية في التعافي من كوفيد طويل الأمد؟

جورج: من الطبيعي أن استمرار الأعراض كتلك التي يعاني منها المرضى المصابون بكوفيد طويل الأجل، سيترك أثراً على الحالة النفسية للمريض. ومن الضروري معالجة ذلك بنهج دقيق ومتفهم لضمان أفضل النتائج للمرضى.