وجود علاقة بين صحة الاوعية الدموية والسرطان

مما لا شك فيه ان امراض الاوعية الدموية والسرطان هما من اكثر الامراض حدة وخطورة ومميتة في العديد من الحالات، لكن هل توجد علاقة بين الاثنين؟

يبدو ان ذلك ممكنا في ظل الاكتشاف العلمي الذي توصل اليه خبراء في مستشفى مايو الامريكي، والذي يؤكد ان وجود اختلال وظيفي في البطانة الغشائية للاوعية الدموية الدقيقة يشير لخطر تطور الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية والاورام الخبيثة في ذات الوقت.

فما هي تفاصيل هذا الاكتشاف حسبما اوردها موقع "البيان الالكتروني"؟

وجود علاقة بين صحة الاوعية الدموية والسرطان

افادت مجلة European Journal of Preventive Cardiology  التي نشرت الخبر، أن هذا الاختلال الوظيفي لطبقة الخلايا المغطية لجدار الاوعية الدموية الداخلي يجعلها متوترة وأكثر هشاشة. ويعود سبب تطور هذا الاختلال الى ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول والسمنة والسكري.

مضيفة أن هذا التغير في الغشاء الداخلي يشمل الشرايين الدقيقة في القلب مسببا ضعف قدرتها على التوسع والحد من تدفق الدم المشبع بالأكسجين. وبالتالي فان اكتشاف هذا الاختلال عند الشخص يشير لزيادة خطورة تطور امراض القلب.

كما أثبت خبراء مستشفى مايو الأمريكي أن هذا الاختلال الوظيفي يمكن أن يكون إشارة لإصابة الشخص بالسرطان مستندين لتحاليل عينات دم اخذت من حوالي 500 مريض خضعوا لمراقبة اطباء القلب على مدى 12 عام.

وخلال السنوات الست الاخيرة، اكتشف الاطباء وجود خلل وظيفي في البطانة الغشائية للجدران الداخلية للاوعية الدموية لدى 211 ممن شملهم التحليل. كما شهد هؤلاء ارتفاعا في خطر الاصابة بالسرطان بشكل مرتفع مقارنة بالاشخاص الذين تعمل اوعيتهم الدموية بشكل طبيعي. 

وبحسب امير ليرمان، المشرف على الدراسة، فان الاختلال الوظيفي لطبقة الخلايا المغطية لجدار الأوعية الدموية الداخلي قد يكون علامة مفيدة تشير لخطر تطور السرطان لاحقا. والمعلوم ان هذا الاختلال يظهر قبل 5 سنوات من تشخيص الاصابة بالسرطان، أي أن العلاقة بين الاختلال الوظيفي لطبقة الخلايا المغطية لجدار الأوعية الدموية الداخلي والسرطان تكون أكثر وضوحا عند الرجال والمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة ومرض الشريان التاجي.

وبالامكان تشخيص الاختلال الوظيفي لطبقة الخلايا المغطية لجدار الاوعية الدموية الداخلي بطريقة بسيطة من خلال قياس التوتر التفاعلي لارتفاع ضغط الدم الشرياني في الأطراف. وتتم هذه العملية بالتزامن مع قياس ضغط الدم، حيث تقاس خلالها كمية الدم التي تصل إلى الأصابع.