ثقافة السرعة تصيبنا بالتعب الصحي والنفسي.. فكيف تتعاملين معها؟

أي شخص لديه وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمها بشكل منتظم، سيكون على دراية بالتسمية التي أطلقناها في عنوان مقالتنا هذه، ألا وهي "ثقافة السرعة" والتي تشير إلى شعور الناس بالضغط للعمل بلا كلل، ودون راحة، لكسب المال باستمرار وتحقيق الإنتاجية.

إذ أن "العالم المثالي" الذي نشهده افتراضياً على هذه الوسائل، والمتمثل في حياة شبه مثالية إن لجهة السعادة والترابط الأسري والجمال والنجاح في العمل وغيرها من المثاليات التي لا تشوبه أية شائبة، تفرض على عامة الناس الكثير من القيود والضغوطات في محاولتهم للتشبه بهذا العالم الذي تخفيه شاشات الهواتف ولا نعرف عنه الكثير.

وأكد فريق البحث في Private Rehab Clinic Delamereأن هذه الفكرة يمكن أن تكون شديدة السمية وأن تتسبب بتأثيرات سلبية شديدة على صحة الناس العقلية والبدنية والنفسية.

فما هي هذه التأثيرات التي يحذر منها الاختصاصيون في هذه العيادة؟ هذا ما سوف نستعرضه وإياكم في موضوعنا اليوم.

الضغط العصبي

الضغط العصبي والانهاك الجسدي والفكري من تأثيرات ثقافة السرعة السلبية
الضغط العصبي والانهاك الجسدي والفكري من تأثيرات ثقافة السرعة السلبية

أحد الآثار السلبية العديدة التي يمكن أن تُحدثها ثقافة السرعة على الرفاهية العقلية للأفراد، هو الإجهاد الشديد. إذ يمكن أن يؤثر الإجهاد في مكان العمل على الأشخاص عقليًا وجسديًا، ويمكن أن يُولد مشاعر القلق ويُسبب الاكتئاب. أما فيما يخص الصحة، فإن الإجهاد يمكن أن يُسبب أمراض القلب وصعوبة التنفس والصداع وإدمان الكحول والمخدرات.

ويمكن أن يؤدي الإجهاد الناجم عن ضغوط العمل الشاقة وساعات العمل الطويلة وأعباء العمل إلى الإرهاق، ما يؤثر بدوره على المهام اليومية في العمل أو في المنزل، ويمكن أن يجعل الفرد يشعر بأنه أقل إنتاجية ويزيد من مخاطر الأخطاء. وفي الصناعات التي تتعامل مع الآلات أو الموجودة في بيئات خطرة، قد يكون لهذا عواقب وخيمة.

القلق

تخلق ثقافة السرعة بيئة سامة للخوف والشعور بالذنب والعار، ويمكن أن يؤدي تمجيد العمل المُفرط إلى حالات شديدة من القلق الذي يجعل الموظفين يشعرون بأنهم قد فشلوا إذا أخذوا استراحة. وقد يكون عدم السماح لنفسك في أي وقت بالاسترخاء أمرًا خطيرًا للغاية على صحتك العقلية وعافيتك. كما يمكن أن يؤدي القلق لعدد كبير من المشكلات الأخرى بما في ذلك قلة النوم والتعب والإرهاق.

الإنهاك

ثقافة السرعة تتسبب بمشاكل في النوم وضعف الصحة البدنية والعقلية
ثقافة السرعة تتسبب بمشاكل في النوم وضعف الصحة البدنية والعقلية

العمل الكثير والشعور باستمرار تحت الضغط وضعف دورة النوم، كلها عوامل يمكن أن تًسببالإنهاك الجسدي والفكري والنفسي،ويمكن أن يؤدي هذا إلى إنتاجية عكسية لاحقًا لأن الإرهاق قد يُسبب صعوبة في التركيز والذاكرة وحتى عدم التوازن العاطفي.

وهناك أيضًا حالات يكون فيها الجسم قادرًا على إغلاق نفسه والنوم أثناء العمل، وقد يكون ذلك خطيرًا للغاية إذا كانت صناعة الشخص تنطوي على قيادة المركبات أو تشغيل الآلات الثقيلة.

الإعياء

يُقارن التعب أحيانًا بالإرهاق، ولكن يمكن أن يكون التعب طويل الأمد وأن يتسبب في مزيد من الضرر لصحة الشخص العقلية ورفاهيته. ويمكن أن تكون أعراض الإعياء أكثر شدة من الإرهاق أيضًا، وغالبًا ما يعاني الأفراد بسببه من الصداع والدوخة وآلام العضلات والضعف.

لكن ولحسن الحظ، فإنه مع بعض التغييرات البسيطة والعملية في نمط الحياة مثل أخذ المزيد من فترات الراحة والحصول على نوم مناسب، يمكن أن يقل التعب الشديد بمرور الوقت. ولكن في بعض الحالات قد تحتاجين إلى زيارة الطبيب.

انخفاض الإنتاجية

على الرغم من حقيقة أن ثقافة السرعة تدفع الأفراد إلى زيادة ساعات عملهم وتقليل عدد ساعات نومهم، إلا أنها في الواقع يمكن أن تجعل الناس أقل إنتاجية بكثير، مما يجعل الثقافة نفسها ذات نتائج عكسية للغاية.

ثقافة السرعة تصيبنا بالتعب الجسدي والنفسي
ثقافة السرعة تصيبنا بالتعب الجسدي والنفسي

وهذا هو السبب في أن ثقافة السرعة التي نشهدها بكثرة هذه الأيام جراء تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، لها تأثير سلبي على كل من أصحاب العمل والموظفين.وبالنسبة لأصحاب العمل، ينتهي بهم الأمر إلى أن يصبح العمال أقل إنتاجية ويبدأ العمال أنفسهم في مواجهة عدد كبير من مشكلات الصحة البدنية والعقلية التي يمكن تجنبها تمامًا.

لذا ننصحك عزيزتي القارئة، بالتعامل الحذر والحكيم مع هذه الوسائل وعدم الانجرار وراء هذه الثقافة المُدمرة التي سوف تستهلك صحتك وراحتك النفسية والعقلية.