
الدكتور ياسر شافي لـ "هي": العلاج التكاملي أثبت فعاليته للأورام الليفية الرحمية.. ويُركَز على المعالجة المتكاملة للجسم والروح
تطرقنا في الشهر الماضي، للحديث عن معاناة النجمة العالمية لوبيتا بيانغو من الأورام الليفية الرحمية Fibroids وكشفها الإصابة بهذه المشكلة الصحية الشائعة جدًا بين النساء فور تسلَمها لجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثلة.
بالتأكيد، أن الكشف عن الإصابة بهذه المشكلة لا يسرَ أحدًا، خاصةً في خضم نشوة الفرح والاعتزاز بإنجازٍ كبير كالأوسكار. لكن لوبيتا تعاملت مع الموضوع كما ينبغي، استشارت طبيبها وخضعت للجراحة للتخلص من 30 ورمًا ليفيًا تمَ اكتشاف إصابتها به. وهو ما يجب على كل سيدة وامرأة القيام به، لا الخوف والشعور بالخجل؛ فالأورام الليفية هي من أكثر المشاكل الصحية التي تُصيب النساء في مرحلةٍ ما حياتهنَ، والالتزام بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب هي الحل الأمثل للتعامل معها.
للأسف؛ لا يمكن منع عودة الأورام الليفية الرحمية بعد إزالتها، لكن بعض العلاجات يمكنها المساهمة في اللجوء للخيارات الصعبة في العلاج مثل استئصال الرحم. نتحدث هنا عن العلاج التكاملي Homeopathy الذي أنقذ امرأةً في دبي من خطر فقدان رحمها، بسبب إصابتها بأورامٍ ليفية ضخمة وكبيرة الحجم وذلك في عيادة ويلث للطب البديل، المعروفة بمزجها بين الحكمة التقليدية والعلاج الشمولي الحديث.

خبرٌ سار للحقيقة، قد يُساعد النساء في تجنَب مضاعفات الأورام الليفية الرحمية الكبيرة، والتي يصعب استئصالها دون الحاجة لاستئصال الرحم في بعض الحالات. لمعرفة المزيد عن تجربة هذه السيدة مع العلاج التكاملي، ومعلوماتٍ وافية وإضافية عن المعالجة التكاملية Homeopathy؛ كان لنا هذا اللقاء الممتع مع الدكتور ياسر شافي، أخصائي العلاج التكاملي في عيادة ويلث للطب البديل في دبي (wellth.ae/wellth-specialists/dr-yasir-shafi/).
كيف أنقذ العلاج التكاملي حياة سيدةٍ في دبي؟
إذن؛ تعافت أم هندية لطفلين، مقيمة في دبي، بشكلٍ ملحوظ من أورامٍ ليفية رحمية ضخمة ومُنهكة دون الخضوع لعملية استئصال الرحم أو استخدام الأدوية الهرمونية، وذلك بفضل علاجٍ تكاملي قائم على المعالجة التكاملية من عيادة ويلث للطب البديل.
كانت السيدة الهندية ماهيندراجا جانانتي البالغة من العمر 46 عاماً وهي أم لطفلين، تعاني منذ أكثر من عامين من نزيفٍ حاد ومُتكرر وإرهاقٍ لا يلين، وشعورٍ دائم بعدم الارتياح. وكشفت الفحوصات بالموجات فوق الصوتية عن وجود أكثر من خمسة أورام ليفية كبيرة لديها، أدت إلى تضخم رحمها بشكل كبير، مما تسبَب في معاناةٍ جسدية وعاطفية كبيرة. كما أكدت اختبارات الدم أنها مصابةٌ بداء السكري؛ ومع ثبوت عدم فاعلية العلاجات التقليدية، نصح الأطباء التقليديون السيدة جانانتي باستئصال الرحم بالكامل كخيارٍ وحيد قابل للتطبيق.
لكن جانانتي رفضت قبول الجراحة الجراحية كحلٍ أخير. وبدلاً من ذلك، سعت للحصول على الرعاية في مركز ويلث، حيث تمت معاينتها من قبل ممارسي المعالجة التكاملية الدكتور آشر شيخ والدكتور ياسر شافي. لم يُركز نهجهم ليس فقط على أعراضها، بل على جسدها وعقلها وطاقتها بالكامل. وأوضح الدكتور آشر شيخ قائلًا: ”لم تكن هذه مجرد حالة أورامٍ ليفية، بل الأمر يتعلق بامرأةٍ كانت تعاني بصمت لسنوات. لقد ركَزنا على استعادة عافيتها بشكلٍ عام، أي جسدياً وعاطفياً وحيوياً".
وضع الفريق في مركز ويلث خطةً علاجية مُخصصة على مدار عامٍ كامل، متجذرة في المعالجة التكاملية الكلاسيكية، وخالية من العمليات الجراحية والأدوية التي تعتمد على الهرمونات، كما تضمنت الخطة علاجاتٍ طبيعية لطيفة تهدف إلى العمل مع آليات الشفاء الخاصة بالجسم. وسرعان ما بدأ هذا النهج في تحقيق النتائج المرجوة من خلال التغييرات الغذائية الواعية والنشاط البدني المستدام.
وخلال بضعة أشهر فقط، بدأت أعراض السيدة جانانتي في التراجع. وانحسر نزيفها، وازدادت مستويات طاقتها، وعادت حياتها اليومية مع عائلتها إلى طبيعتها. وأظهر فحصٌ بالموجات فوق الصوتية للمتابعة أن جميع الأورام الليفية قد اختفت باستثناء ورمٍ ليفي واحد تقلَص حجمه بشكلٍ ملحوظ. كما تمت السيطرة على داء السكري، الذي كان مصدر قلقها الرئيسي، دون الحاجة إلى الأدوية التقليدية.
تُعد الأورام الليفية آفاتٍ غير سرطانية في الرحم، وهي من بين أكثر المشاكل التناسلية شيوعاً التي تصيب النساء على مستوى العالم. ووفقاً للدكتور شافي، فإنها تؤثر على ما يقرب من 12 إلى 25% من النساء؛ وفي الحالات الشديدة، غالباً ما يُوصى بالجراحة كحلٍ طبيعي.
لكن نجاح ويلث الشامل مع السيدة جانانتي يتحدى هذه القاعدة. والآن أصبحت السيدة جانانتي بلا أدوية وتعيش حياةً مُفعمة بالحيوية والنشاط، وهي تواصل المتابعة الروتينية في ويلث للمحافظة على صحتها. تقول إنها لا تشعر بأنها أكثر صحة جسدياً فحسب، بل تشعر أيضاً أنها أخف وزناً وأكثر قوةً من الناحية العاطفية. وعلى الرغم من أنّ ليست كل حالات الأورام الليفية تتطلب تدخلاً جراحياً، إلا أن النساء اللاتي يواجهنَ أعراضاً مستمرة ومزعجة، قد يستفدنَ من الطب البديل مثل الذي يُوفره مركز ويلث؛ وهو نهجٌ لطيف وغير جراحي وفعال ومتجذر في الرعاية الشخصية.
ننتقل الآن إلى المقابلة التي أجراها موقع "هي" مع الدكتور ياسر شافي حول العلاج التكاملي؛ وفيها نُلقي الضوء عن قرب على مميزات هذه المعالجة ومتى يتم اللجوء إليها..

مرحبا دكتور ياسر، وأهلًا بكَ معنا على موقع "هي"؛ بدايةً هل لكَ أن تُعرَفنا ما هو العلاج التكاملي؟
شكراً وأهلاَ بكِ؛ العلاج التكاملي أو المعالجة المِثلية، هي نظامٌ متكامل للطب الشمولي يُحفّز الذكاء العلاجي الفطري للجسم. أسَسها الطبيب الألماني الدكتور صموئيل هانيمان منذ أكثر من 200 عام، وتستند إلى المبدأ الأساسي "Similia SimilibusCurentur" - أي "المِثل يشفي". هذا يعني أنه يُمكن استخدام مادةً تُسبَب أعراضًا لدى شخصٍ سليم، ولكن بتركيزٍ مُخفّف للغاية، لعلاج أعراضٍ مُشابهة لدى شخصٍ مريض.
لا تُعالج المعالجة المِثلية أعراض الأمراض فحسب، بل تُعالج الشخص ككل؛ بما في ذلك أعراضه الجسدية والنفسية والعقلية. ويعمل العلاج التكاملي المُختار بعنايةٍ كمُحفّز، يُحفّز آليات التنظيم الذاتي للجسم، ويدعم الشفاء طويل الأمد، عوضًا عن مُجرّد كبت الأعراض.
ماذا يتضمن العلاج التكاملي؟
للمعالجة المِثلية العديد من الأمور الواجب تخصيصها لكل حالة، حسب حاجتها؛ وتتضمن الآتي:
• علاجات مُخصصة لكل مريضة على حدة: إذ تُصمّم كل وصفةٍ طبية خصيصًا لها. حتى لو كانت سيدتان تُعانيان من نفس التشخيص، فقد تتلقّيان علاجاتٍ مُختلفة بناءً على أعراضهنَ المُختلفة.
• الأدوية المُعززة: تُحضّر العلاجات المِثلية من خلال عمليةٍ دقيقة من التخفيف المتسلسل والرجّ القوي، مما يُعزَز الخصائص النشطة للمادة مع إزالة السمية.
• دراسةٌ مُفصَلة للحالة: غالبًا ما يقضي المعالجون المِثليون 45-90 دقيقة في الاستشارة، لفهم ليس فقط المرض، بل أيضًا الحالة العامة للمريضة، وشخصيتها، وحساسياتها، وأحلامها، ومخاوفها، وتفضيلاتها، وحتى تجاربها الحياتية.
• اختيار العلاج بناءً على الشمولية: تُختار العلاجات بناءً على "مجموعة الأعراض"، وليس على حالات مُنفصلة. إذ تُؤخذ الصدمات النفسية، وعوامل نمط الحياة، والميول الوراثية في الاعتبار.
لكل علاج إيجابياته وسلبياته؛ هل لكَ أن تُطلعنا على إيجابيات وسلبيات المعالجة المِثلية؟
بالتأكيد؛ تشمل الإيجابيات النقاط الآتية:
1. غير سامة وآمنة: فالعلاجات مُخففة للغاية وخالية من الآثار الجانبية الكيميائية، مما يجعلها مناسبةً حتى للأطفال الرُضع، والنساء الحوامل، وكبار السن.
2. علاجٌ شامل ولطيف: يُراعي العلاقة بين العقل والجسم، ويعمل مع إيقاعات الجسم الطبيعية، بدلًا من العمل ضدها.
3. راحةٌ عميقة وطويلة الأمد: فالعلاج التكاملي فعالٌ بصورة خاصة في حالات الأمراض المُزمنة مثل الربو، والصداع النصفي، والحساسية، والاختلالات الهرمونية، والقلق، وأمراض المناعة الذاتية.
4. علاجٌ شخصي: لا يوجد علاجٌ واحد يناسب الجميع، فالعلاج مُخصصٌ للنمط البدني والعقلي والعاطفي للفرد.
على المقلب الآخر، من الضروري تبيان سلبيات العلاج التكاملي والتي تتمحور حول أنه:
• يتطلب خبرةً: قد لا يُسفر اختيار العلاج الخاطئ عن نتائج؛ لذا فإن الفهم العميق وتحليل الحالات بمهارةٍ أمران أساسيان.
• نقص الوعي أو سوء الاستخدام: قد يؤدي سوء الفهم أو الاستخدام غير الصحيح من قِبل أشخاص غير مُدربين، أو استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، إلى الشك.
• غير مُناسب لحالات الطوارئ: في الحالات التي تُهدد الحياة (مثل النوبات القلبية أو الصدمات الشديدة)، يكون الطب التقليدي هو العلاج الأساسي، وقد تلعب المعالجة المِثلية دورًا داعمًا بعد تجاوز الأزمة.

هل بالإمكان تطبيق المعالجة المِثلية على جميع الأمراض، أم على أمراضٍ مُحددة فقط؟
تُطبّق المعالجة المثلية على مجموعةٍ واسعة من الأمراض، سواءً الحادة (مثل الإنفلونزا، والحمى، والإسهال، والطفح الجلدي) أو المُزمنة (كمشاكل الغدة الدرقية، ومتلازمة تكيَس المبايض، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والاكتئاب، والأكزيما، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة القولون العصبي، وغيرها).
ومع ذلك، تكمن أهم نقاط قوتها في:
• الأمراض المُزمنة والنفسية الجسدية التي لا تستجيب جيدًا للطب التقليدي.
• الحالات النفسية أو الناتجة عن الصدمات، حيث لا يُحقق الكبت شفاءً حقيقيًا.
• الرعاية الوقائية، من خلال تقوية مقاومة الجسم وميوله للتسمم.
• رعاية الأطفال وكبار السن، حيث قد تنطوي التدخلات الكيميائية على مخاطر عالية.
تجدر الإشارة إلى أن المعالجة المِثلية لا تُغني عن الرعاية الطارئة مثل الجراحة أو تدخلات وحدة العناية المركزة؛ ولكنها تُساعد على التعافي، وتُقلَل من المضاعفات، كما تُعزَز الحيوية والمرونة بشكلٍ عام.
في الختام؛ وفي عالمٍ تُسيطر عليه الحلول السريعة والأدوية المُثبطة للنشاط والتدخلات الجراحية، يتميز العلاج التكاملي كدواءٍ لا يُنصت إلى الجسد فحسب، بل إلى روح المريض أيضًا.
ما يجعل المعالجة المثلية أفضل من غيرها من أنظمة العلاج ليس للطفها فحسب، بل لعمقها ودقتها وقدرتها على الشفاء التام دون ضرر. وحده الطبيب المختص هو من يقرر متى وكيف يتم اللجوء إلى هذه المعالجة، حسب كل حالةٍ صحية ودرجتها.