ريم ورنا قراش لـ"هي": رسالتنا التي نحرص على إيصالها أننا أصحاب تراث غني يحمل مفاهيم أصيلة لكل جوانب الحياة

الرياض: مشاعل الدخيل Mashael Al Dakheel

تصوير: حنين مجدي

انتعاش السياحة الداخلية يحدث نقلة نوعية في الخدمات الفندقية التي ولدت من وحي الأصالة والتراث وعشق للسفر والتجارب وسرد القصص.. فنادق "شدا" السعودية تركت أثرا عميقا اقتصاديا واجتماعيا وتراثيا على تجربة السياحة الداخلية، وإمكانات الشباب السعودي والقطاع بوجه عام في توفير فرص سياحية محلية لا تقارن ولا تضاهى حول العالم.

وما أجمل من سرد قصة عائلة دخلت قطاع السياحة من خلال إدارة الشقق الفندقية، لتصل إلى بناء علامة سياحية فارقة في قطاع السياحة المحلية في السعودية. "هي" التقت بالأختين ريم ورنا قراش اللتين أسهمتا في رفع اسم فنادقشدابمعايير عالمية تنافس أفضل السلاسل الفندقية العالمية في المملكة، وأحدثها مشروع "شدا بوتيك الجميرة" الأول خارج المملكة.

ريم قراش الرئيسة التنفيذية لشركة "شدا للضيافة" تطلعنا على مفهوم فنادق البوتيك التي قدمتها من خلال سلسلة "فنادق شدا".. ورنا قراش رئيسة تطوير المشاريع والتطوير العمراني تأخذنا في رحلة ساحرة عبر نقوش وزوايا "فنادق شدا"، وتتحدث عن الهوية القوية التي تعكس روح وأصالة التراث السعودي.

"هي" التقت بالأختين ريم ورنا قراش اللتين أسهمتا في رفع اسم فنادق “شدا” بمعايير عالمية تنافس أفضل السلاسل الفندقية العالمية في المملكة، وأحدثها مشروع "شدا بوتيك الجميرة" الأول خارج المملكة.

تراثُنا ممتد ولا متناهٍ من البحر الأحمر للخليج العربي

كيف تصفان رحلة وتجربة التطوير العمراني في مجال السياحة والفندقة في المملكة؟

رنا قراش: نؤمـن بأننا جيل يمكنه تفعيل خبراتـه العلمية والعملية في صناعة تجربة عمرانية مختلفـة وفريدة، أصفها بأنها ليست سهلة على الإطلاق، لكن كل عقبة نواجهها تفتح آفاقا جديدة للتفكير، وتتجه أولا وأخيرا مع رؤيـة المملكة العربية السعودية.

 

ما تعريف الضيافة السعودية؟ وكيف تسوقون لها؟

ريم قراش: الضيـافة السعوديـة ببساطة هي ما تعلمناه في ديارنا مذ كنا صغارا إلى أن كبرنا، ومعاني الكرم متأصلـة في داخلنا تخلق شكلا نبيلا لتعاملنا مع المحيط، وروابط ثقافية بهية تفرض وجودنا بين ثقافات العالم نعتد بها ونحبها.

ونسوّق للضيافة عبر تقديم منتج أو خدمة تتلون بثقافتنا وأصالتنا، لكنها في الوقت ذاته تنافس الخدمات الفندقية الأخرى بل تتفوق عليها.

 

"فنادق شدا" قائمة بشكل كامل على الثقافة التراثية والعمرانية في السعودية بشكل حديث، ما رسالتكم من خلال هذه الهوية؟

ريم ورنا قراش: رسالتِنا التي نحرص على إيصالها للمجتمع والعالم أننا أصحاب تراث غني يحمل مفاهيم أصيـلة لكل جوانب الحياة، تراثنا ممتد ولا متناهٍ من البحر الأحمر للخليج العربي، حيث يجمع البلاد كلها. كما أننا ننقل صورة حيّة وحقيقية عن ماهية دمجه بالصناعة الفندقيـة بكل رقي وحداثة.

 

كيف يلعب التصميم والعمارة دورا في التميز لدى "فنادق شدا"؟

رنا قراش: نرى أن التصميم والعمارة هي انعكاس لثقافتنا وقصصنا. فنحن نستلهم الكثير من تصوّرات أجدادنا وأسلوبهم المعيشي، حيث كان التصميم يتمحور أولا حول إيجاد حلول لمساحاتهم الخارجية والداخلية، وينتج عنه بشكلٍ عفوي بسيط جماليـة النمط العمراني.

نحاول أن نبرز أساسيات وبساطة التصميم العتيق والعمارة، كما فكّر بها أجدادنا الذين سعوا للتطور العمراني ضمن رسالة مضمونها الإحياء والتجديد.

نؤمن أيضا بسرد القصص، ودوره في صنع تجربة فريدة، فكل تصميم تجدونه في فنادقنا هو سرد لقصة يحكيها المصمم، وتبقى في ذاكرة العميل قصة تخلق حوارا بيننا وبينه.

 

رنا قراش: نحتفي بالفن وندعمـه في كل زاويـة من "شدا"

كيف تدعمون الفن والتراث بأسلوب مستدام؟

رنا قراش: نحتفي بالفن وندعمـه في كل زاويـة من "شدا"، حيث تملؤها الجداريات الفنيّة، والأعمال الحرفية، والصور، وقطع الأثاث الخاصة محلية الصنع، والمخطوطات والكثير من الأعمال الفنية التي عمل على إنتاجها مجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين الذين التقوا مع "شـدا" في رسالتها.

 

ما مدى صعوبة تشغيل فنادق مستقلة بشكل مربح مع تقديم خدمات ومنتجات فاخرة؟

ريم قراش: ليس فيها صعوبة، على العكس تماما. فمن السهل التسويق لها لأنها تندرج تحت مفهوم الـ "بوتيك هوتيلز" وعادة هذا ما ينجذب لُه الضيوف العالميين والرحالة وأصحاب التجارب المختلفة حول العالم لأنهم يميلون لرؤيـة الجانب الآخر من العوالم التي لا يعرفونها حول الثقافات الأخرى.

أما كتكلفة استثماريـة، فهي لا تكلّف ما تكلفه الفنادق العالميـة، لأن كل ما نركز عليه هو الضيافـة السعودية دون أي متطلبات أخرى، فنحصل على المردود الذي نخطط له بكفاءة عالية.  التحدي الحقيقي الذي واجهناه كان في إيجاد المؤهلات، لكن برامج التدريب التابعة لوزارة السياحة مهدت هذه العقبة، بل وزادت كفاءة المؤهلات التي أسهمت في نمو تجربتنا بكل أبعادها.

 

البنية التحتية من أكبر العقبات التي تواجه أصحاب المشاريع في مجال السياحة، كيف تتحدون هذا الفكر؟ وما الحلول؟

رنا قراش: تحدي البنية التحتية يعتبر كبيرا جدا، ولا سيما حينما نخطط للتشغيل الفندقي في المدن الصغيرة كـأبها والطائف، فقد نواجه تحديات بخصوص الطرق البرية وخدماتها الصحية والكهربائية. ولذلك نحن في الوقت الحالي متوقفون عن الاستثمار في المدن الصغيرة، إلا لو كان الاستثمار فيها مدعوما عن طريق صندوق الاستثمارات العامة الذي يدعم بدوره البنية التحتية للمدن الصغيرة، ويؤدي بالمحصلة للوصول إلي تجربة فندقيـة ناجحة.

 

ما الابتكارات التي تستخدمونها للبقاء في الطليعة؟

ريم قراش: أعتقد أن ما يجعلنا في الطليعة هو تعاوننا المستمر مع وزارة الثقافة، وتقديرنا للحرف الوطنية، وإيماننا بالفنانين السعودين بكل ما يملكون من مهارات وخبرات، لأن إيماننا هو الأساس الذي نبني من خلاله تجربة فندقية متكاملة بروح الضيافة السعودية التي تختلف بدورها عما سيجده النزيل في الفنادق الأخرى.

 

ريم قراش: نعتمد على التوظيف الداخلي لأننا نحب صناعة قصص النجاح

نجحتم في بناء عقارات فندقية مميزة، ولكل منها طابع مختلف، ولكن بنهج مذهل للخدمة وهوية قوية. كيف تكتمل هذه التجربة مع التوظيف؟

ريم قراش: نعتمد على التوظيف الداخلي، لأننا نحب صناعة قصص النجاح، ونحتفي بكل من يبدأ معنا متدربا ثم يصل إلى مراحل المكاتب الأمامية، ثم إدارة المكاتب الأمامية، ثم مدير فرع، ثم مدير إقليمي. نعتبرها مسيرة نجاح باهرة نفتخر بها، ونحتفل بكل مسيرة مع طاقم العمل الذي يكبر يوما بعد يوم.

 

الحلول الرقمية أسهمت بشكل كبير في تطوير القطاع السياحي، ما التقنيات الرقمية التي وظفتماها دون التخلي عن الأصالة؟

ريم قرّاش: الحلول الرقمية التي يعيشها النزيل لديناون مينت تشيك إن” One Minute Check In، حيث لا يضطر النزيل للانتظار لأكثر من دقيقة واحدة في استقبال الفندق.

ولدينا يمكن للنزيل أن يتسوق في الـميني ماركت” Mini Market، أو أن يتمتع بمرافق الفندق عن طريق الخدمة الذاتيةسيلف تشيك أوت” Self Check Out. ونعمل حاليا على ربط الكثير من الخدمات الفندقية بالتطبيقات، ما يسهل على النزيل التحكم في جناحه عن بُعد، أو اتخاذ أي قرار وتنفيذه في ما يخص إقامته لدينا.

 

نتابع رحلتكم ومغامرتكم في البحث عن الإبداع والإلهام، ما رسالتكم لكل من يصادف عراقيل بسبب اختفاء الإلهام؟

ريم ورنا قرّاش: نعتقد أن السعي هو ما يدفع الإنسان للاكتشافات وخوض التجارب الجديدة التي تبقي شغفه متقدا وتلهمه، لأنها بلا شك تحيطه بالكثير من المبدعين أصحاب الأذهان اليقظة والأفكار الإبداعية.