يوم المرأة... خبز يابس وباقات ورود!

يورغو البيطار شكلت مسألة حقوق المرأة قضية شائكة منذ زمن طويل، فهي ناضلت منذ القدم لتحصيل حقوقها وقد نالت جزءا كبيرا منها في معظم دول العالم، وللاحتفال بهذه الحقوق، كذلك بغية التذكير بالمطالب المتبقية، تحتفل النساء حول الارض بيوم المرأة العالمي الذي حدد في معظم الدول يوم الثامن من مارس من كل عام، ولكن كيف بدأت بدايات الحركة النسائية وكيف انتشرت حول العالم؟ رفضا للظلم... بدأت القصة في القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1857 في الولايات المتحدة الأميركية وخصوصا في نيويورك حيث خرجت النساء إلى الشوارع في تظاهرات احتجاجية للاحتجاج ضد الظروف اللانسانية اللاتي كن يجبرن على العمل وفقها. وفي حينها قمعت الشرطة الاحتجاجات بقسوة لكن النساء حققن نصرا بوضع المشكلة على جدول الأعمال. "خبز وورود" وبعد أكثر من 40 عاما وفي عام 1908 تحديدا تكررت المسألة ولكن هذه المرة حملت المحتجات قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالاتها واخترن لحركتهن شعار "خبز وورود". وطالبت التظاهرات بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. وانضمت نساء من الطبقة المتوسطة إلى المطالبة بالمساواة والإنصاف فتشكلت حركة نسوية متحمسة داخل المجتمع الأميركي. "ولادة 8 مارس" بعدها، بدأ الاحتفال بيوم 8 مارس تخليدا لذكرى خروج الأميركيات إلى الشوارع لتحصيل حقوقهما وساهم هذا الأمر في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص نفس اليوم كيوم للمرأة إلا أن اعتماد هذا اليوم كيوم عالمي لم يتم إلا بعد سنوات طويلة وتحديدا عام 1977 مع تبني الأمم المتحدة وإصدارها قرارا دعا دول العالم لاختيار أي يوم في السنة احتفالا. وقررت أغلبية الدول اختيار تاريخ 8 مارس وتحول بالتالي هذا اليوم رمزا لنضال الحركة النسائية في العالم تخرج فيه النساء للمطالبة بحقوقهن حسب كل دولة، ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الدول كفلسطين والصين وروسيا وكوبا تعطي النساء العاملات إجازة في يوم المرأة العالمي. أخيراً، تمكنت المرأة بنضالاتها المتواصلة من كسب مكانة تستحقها في المجتمع وأثبتت قدرتها وكفاءتها في شتى الميادين وهي لن تكتفي طبعاً بيوم 8 مارس للمطالبة بحقوقها بل تعمل على مدار كل العام والسنوات كي تكون متساوية إلى جانب الرجل في الحقوق كما في الواجبات. فتحية لكل نساء العالم!